معركة التغيير والأخطاء القاتلة 2

بسم الله الرحمن الرحيم

 معركة التغيير والأخطاء القاتلة

2- في الوسيلة :عدم مشروعيتها …خطأ الاختيار …التطبيق المشوه 

الدكتور أبو عبد الله الشامي

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

 

فمامن جماعة منسوبة إلى جماعات الإسلام الحركي إلا قامت في أصل نشأتها على هدف وغاية تحكيم شرع الله في أرضه …ثم إن كل جماعة من هذه الجماعات اتخذت وسيلة أو أكثر للوصول إلى هذا الهدف 

 

وقد عكس  اختيار الجماعة للوسيلة المعتمدة في التغيير عدة أمور أهمها  :

 

1- قراءتها للواقع الذي آل إليه العالم الإسلامي بعد إحكام المنظومة الدولية عليه عقب سقوط الملك العثماني والحربين العالميتين الأولى والثانية 

 

2- منهجها في التغيير وصولا إلى تحقيق غايتها في تحكيم شرع الله في أرضه 

 

هذا ويأخذ  الكلام عن الوسيلة ومنهج الجماعة في التغيير أهميته الكبيرة من حيث :

 

أ- أن الجماعات صبغت نفسها به فصنفت تبعا له إلى إسلام سياسي وإسلام جهادي وإسلام دعوي ووو

 

ب-  مدى تأثير الوسيلة المعتمدة على الغاية نفسها ترسيخا أو تغييبا أو انحرافا أو تشويها  وفي هذا الصدد كنا قد ذكرنا سابقا أن العلاقة بين الغاية والوسيلة أخذت الأشكال الآتية :

 

(1) – الغاية شرعية والوسيلة غير مشروعة كدخول البرلمانات 

 

(2) – الغاية شرعية والوسيلة مشروعة في أصلها ولكنها خاطئة أو قاصرة وغير مجدية كطلب النصرة ومبدأ التصفية والتربية وغيرهما 

 

(3) – الغاية شرعية والوسيلة مشروعة وصحيحة ولكن في تطبيقها إفراط أو تفريط كالجهاد وتطبيقاته الغالية والجافية 

 

(4) – الغاية شرعية والوسيلة مشروعة وصحيحة وتطبيقها سني (الجهاد السني )

 

(5) –الوسيلة غير مشروعة وتصبح غاية كالعلمانية ولعبة الديمقراطية 

 

(6) – الوسيلة مشروعة وتصبح غاية

 

وللتبسيط يمكن أن يتم تقسيم الوسائل والمنهج في التغيير بعدة اعتبارات  :

 

أ – باعتبار المشروعية : وتقسم الوسائل بهذا الاعتبار إلى :

 

  • (1) وسيلة مشروعة : كالجهاد والدعوة 

 

  • (2) وسيلة غير مشروعة :كدخول البرلمانات 

 

ب – باعتبار التعايش مع المنظومة  الدولية الجاهلية :وتقسم الوسائل بهذا الاعتبار إلى :

(1)- وسيلة متعايشة مع المنظومة الدولية الجاهلية : سواء باستخدام أدواتها كالديمقراطية والدخول في البرلمانات أو الاستفادة من الهوامش التي تتيحها بمسارات مدروسة يسهل معها احتواء الجماعات ووأد مشاريعها ومثال هذا الدعوة المؤطرة نوعا ومكانا وطلب النصرة والجهاد الوطني 

 

 (2) وسيلة غير متعايشة مع المنظومة الدولية الجاهلية :حيث يتم من خلالها العمل على تقويض هذه المنظومة وصولا الى تفكيكها وانهائها  كالجهاد العالمي وتكتيكاته القطرية وكالدعوة الشاملة القائمة على عداوة المنظومة الجاهلية 

 

ج – باعتبارالتطبيق : وتقسم الوسائل بهذا الاعتبار إلى :

 

(1) وسيلة بتطبيق سني : كالجهاد السني  

 

(2) وسيلة بتطبيق بدعي مشوه : مثل الجهاد الوطني الملتزم بأطر ومسارات المنظومة الدولية الجاهلية ومثل الجهاد الغالي الخارجي

 

وفي ضوء ماسبق تتضح حقيقة أن الوسيلة السنية في التغيير لابد أن تكون :  مشروعة صحيحة بتطبيق سني 

 

1-فكون أنها مشروعة فلأن الغاية الشرعية لابد لها من وسيلة مشروعة فكما تعبدنا الله بتحصيل الغايات الشرعية تعبدنا بالوسائل الموصلة لها أما الميكافيللية التي ينتهجها البعض وتقوم على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة فلامحل لها في ديننا 

 

2- وأما كون أنها صحيحة فهذا يحتاج إلى قراءة عميقة للواقع الذي تسيطر المنظومة الدولية الجاهلية عليه وتوظفه في استمرارها وخدمة مصالحها مانعة أي حراك مهدد لهذه السيطرة وأمام هذا يصبح الكلام عن التغيير عبر وسائل متعايشة ومتماهية مع  أدوات هذه المنظومة ومساراتها ضربا من العبث وإزهاقا للأنفس وتضييعا للجهود والتضحيات 

 

3- وأما كون تطبيق الوسيلة الشرعية سنيا لاإفراط فيه ولاتفريط فلأن التطبيق البدعي مذموم شرعا مشوه واقعا وهو يساعد المنظومة الدولية الجاهلية على احتواء جماعات الإسلام الحركي أو عزلها وتشويهها

?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى