لا تكونوا إمعة:

 

((ومَا أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّة إِنْ غَوَتْ  غَوَيْتُ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّة أَرْشُدِ)).

 

قصة البيت

أغار دريد بن الصمة وأخوه عبد الله بجيش على غطفان فاستباحوا حماها وغنموا منهم إبلاً وخيلاً ومالاً كثيرًا ثم فروا حتى وصلوا مكانًا يقال له “اللوى”؛ فأمر أخوه عبد الله الجيشَ بالاستراحة وبدأ بتوزيع الغنائم، نهاه دريد عن ذلك وحذره من غضبة غطفان وحلفائها، وأن عليهم الابتعاد لكّن أخاه رفض، فأغارت عليهم فزارة وقُتل عبد الله وجُرح دريد.

فرثى أخاه بقصيدة يقول فيها:

أمَرْتُهُمُ أَمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِوَى… فلَمْ يَسْتَبِينُوا الرُشْدَ إلا ضُحَى الغَدِ.

فلمَا عَصَوْني كنْتُ منهُمْ وقد أرَى… غِوَايَتَهُمْ وأنَني غيرُ مُهتَدِ.

ومَا أنَا إلا من غَزِيَة إنْ غوَتْ… غوَيْتُ وإنْ تَرشُدْ غزيَة أَرْشُدِ.

 

فهل تعلم دريد بن الصمة من هذا الدرس القاسي؟

أدرك دريد بن الصمة الإسلام فلم يُسلم لأنه على دين قبيلته إن غوت قبيلته غوى، حتى خرج مع قومه يوم حنينٍ مظاهراً للمشركين، وقد جاوز عمره المائة عام، أخرجوه تيمناً به. ولما فر قومه تبعهم المسلمون فقتلوه على شركه ولا زال الناس يرددون ثقافة الأتباع:

((ومَا أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّة إِنْ غَوَتْ  غَوَيْتُ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّة أَرْشُدِ)).

 

قال صلى الله عليه وسلم:

“لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا”

/ الشيخ أبو اليقظان المصري