عقائد النصيرية / 33 – عشر من مجازر بشار سنة 2018 – الركن الدعوي – مجلة بلاغ العدد ٤٠ – صفر ١٤٤٤ هـ

الشيخ: محمد سمير

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛

فما زال حديثنا مستمرا عن مجازر النظام النصيري التي ارتكبها خلال سنين الثورة الشامية المباركة، وسنتناول في هذا المقال جملة من المجازر التي ارتكبها عام 2018، وقد شملت كثيرا من مناطق سوريا، مع مزيد إجرام في الغوطة الشرقية، وقد أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها وثقت خلال عام 2018 إسقاط النظام السوري ما لا يقل عن 3601 برميل متفجر، وقيامه بست هجمات كيميائية، ومجازر عديدة تسببت في قتل 4162 مدني.

1 – سلسلة مجازر في الغوطة الشرقية:

فقد أطلق النظام المجرم حملة همجية وحشية قصف خلالها مدن وبلدات الغوطة الشرقية بكل أنواع الأسلحة، مما أدى إلى مقتل خمسمائة شخص خلال خمسة أيام فقط من 18 / 2 / 2018 إلى 23 / 2 / 2018.

2 – مجزرة كفر بطنا:

في 16 / 3 / 2018 فقد قصفت قوات النظام السوري كفر بطنا بقنابل النابالم الحارق والصواريخ، مما أدى إلى مقتل ما يزيد على ستين شخصا وجرح العشرات.

3 – مجزرة حارم:

وكانت في الشهر الثالث من عام 2018، فقد أوقعت طائرات الاحتلال الروسي خمسة وثلاثين قتيلا عقب قصفها لمدينة حارم، وفي بيان للدفاع المدني السوري قال: إن حارات بأكملها دفنت بأطفالها ونسائها تحت الأنقاض في مدينة حارم.

4 – مجزرة الكيماوي في دوما:

وقعت في 7 / 4 / 2018 فقد قصفت طائرات النظام مدينة دوما بعدد من البراميل التي تحتوي على الكلور أو السارين، مما أدى إلى مقتل قرابة ثمانين شخصا.

يقول الطفل إبراهيم حبية (12 عامًا): “كنا في المخابئ مع قرابة 70 أسرة للاحتماء من هجمات طيران النظام التي كانت قد اشتدت قبل يوم من المجزرة”.

وفي اليوم التالي بدأ السكان يستنشقون مواد كيماوية مع شعور بضيق في التنفس واختناق، ثم سارعوا لتغطية وجوههم بقطع من القماش المبلل بالماء وحاولوا الخروج من المخبأ.

وأضاف: “خرجنا من المخبأ فرأينا الدماء والجثث في كل مكان، وبعد الهجوم قال لنا الجيش: إما أن تتركوا دوما وترحلوا وإما أن نضربكم بأسلحة كيماوية أشد فتكاً، فقررنا ترك مدينتنا والرحيل”.

ولفت حبية إلى أن قوات النظام قتلت 17 مدنيا من أقربائه بينهم شقيقاه، فيما أعرب عن أمله في “أن يعود يوما إلى مدينته ويعيش في سلام مع أقربائه عقب رحيل الأسد”.

ويقول والده أبو عزت: إن نظام الأسد قتل اثنين من أولاده، مؤكدا أنه لا ينسى يوم المجزرة أبدًا.

وبحسبه، تعمدت قوات النظام استهداف مدخل مخبأ يحتمي به المدنيون بالأسلحة الكيماوية، موضحا أنه كان قريبا من المنطقة وقت الهجوم وذهب إلى النقطة الطبية ورأى بعينيه جثث المدنيين.

وأضاف: “لا أستطيع إلى اليوم أن أنسى فظاعة الموقف وحال المدنيين الذين أحضروا إلى النقطة الطبية متأثرين بالهجوم الكيماوي”.

وأشار إلى أن “الأعراض التي كانت تظهر على المدنيين تشير إلى أن نظام الأسد استهدفهم بغاز السارين”.

ولفت حبية إلى أن الكثير من أقربائه وأصدقائه تضرروا من الهجوم الكيماوي وأن النظام كان يقصف دوما بشدة قبل تنفيذ الهجوم.

واستطرد: “دفنت أولادي وإخوتي وكل عائلتي في دوما، استشهدوا هناك وأنا هنا في مدينة الباب لم أستطع أن أزور قبر أبنائي في دوما منذ 4 أعوام، هذا هو الوضع الذي وضعنا فيه نظام الأسد وروسيا وإيران”.

وقال عمر نعسان، أحد الشهود على المجزرة، لمراسل الأناضول: “نزلنا إلى الملاجئ تحت بيوتنا عندما استهدف النظام المدينة بالسلاح الكيماوي، وكان طوال السنوات الخمس السابقة يستهدفنا بقصف جوي وبري بلا هوادة”.

وأوضح نعسان أن القصف وقع صباحا، مضيفا: “شعرت برائحة مختلفة لم يسبق أن شعرت بشيء مشابه لها، فهرعتُ مع أطفالي إلى نفق تحت بيتي”.

وتابع: “وعندما بقيت الرائحة تصلنا في تلك الأنفاق خرجنا منها إلى الشارع، وكنا نحاول الابتعاد عن الرائحة التي لم نكن نعرف ماهيتها، أهي غاز السارين أم غاز الكلور”.

وأكمل: “مع زيادة خوفنا، صرنا نلف أجسادنا بالمناشف المبتلة، ولم يكن هناك ريح، فبقيت الروائح تحاصرنا لمدة طويلة، من دون أن ندرك ماذا يحدث تحديداً”.

وأشار إلى أنه “مع تقدم الوقت، انخفض مستوى الخوف لدينا؛ فهرعنا لمساعدة الناس في الأحياء والشوارع القريبة، فصُدِمنا بمنظر الوفيات”.

وسرد موضحًا: “كانت البراميل المتفجرة والقذائف لا تساوي شيئاً أمام هذا السلاح، فالجثث في كل مكان، والناس تختنق من حولنا”.

ولفت إلى أنهم حفروا أنفاقا للاختباء من قصف الطائرات، إلا أنها لا تحمي مع هذا السلاح.

وأضاف: “أشكر الله أنني ما زلت على قيد الحياة، ولتحل اللعنة على الظالمين”، فيما طالب بـ”محاكمة المسؤولين عن المجزرة وتحقيق العدالة التي طال انتظارها”.

أما ياسين كبكب، وهو ناج آخر من المجزرة، فأوضح أنه عاد من الموت، مشيرا إلى أنهم اعتقدوا في البداية أن ما حدث قصف جوي؛ فلجأوا إلى الأنفاق، لكنهم أدركوا لاحقا أنه قصف بالأسلحة الكيماوية.

وأردف أنه وصل إلى المستشفى عند الساعة 9:30 صباحا، فرأى “جثثا هامدة، وكان المنظر قاسيا جدا”.

وتابع: “كانت عيون الأطفال مفتوحة لكن أجسادهم بلا أرواح، فقد ماتوا اختناقا”.

ولفت كبكب إلى أن النظام، في ذلك اليوم واصل قصف المدينة بالطيران كأن شيئا لم يحدث؛ ما اضطر الناس للانتظار وقتا طويلا لدفن جثث موتاهم. [المصدر وكالة الأناضول].

5 – مجزرة حي وادي النسيم في مدينة إدلب:

وقعت في نيسان 2018 فقد أطلقت البوارج الروسية صاروخا بالستيا أدى إلى تسوية مبنى مؤلف من سبعة طوابق بالأرض وتضرر عدد من المباني المجاورة، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وفيما يلي شهادة بعض الناجين:

علا الهاشم، إحدى المصابات في مجزرة حي وادي النسيم بمدينة إدلب قالت لزيتون: “كبقية الأيام كان أفراد عائلتي في المنزل، ولكن إخوتي الصغار كانوا يخافون كلما سمعوا صوت الرعد، ظناً منهم أنه قصف، وفي كل مرة كنت أطمئنهم بأن الصوت ليس صوت قصف أو طيران، إلى أن لمع فجأة ضوء قوي ترافق مع انفجار دمر المنزل فوق رؤوسنا”.

وأضافت الهاشم: “استشهد أبي، وأصيبت أمي وأخواي بشظايا في الرأس، بينما أصابت الشظايا كليتيّ أختي، أما أنا فقد أصبت بعدة شظايا توزعت في أنحاء متفرقة من جسدي، لكن أسوأها تلك التي أصابت عيني ووجهي”.

أما إبراهيم الإسماعيل، أحد سكان حي وادي النسيم فوصف لزيتون تلك الليلة بالـدامية، مضيفاً: “لم يستطع أحد من أهالي الحي والأحياء المجاورة النوم في تلك الليلة، كيف ننام وجيراننا قابعون تحت الأنقاض، منهم من استشهد ومنهم من ما نزال نجهل مصيره، وعمليات الإنقاذ ما تزال متواصلة..، مشيراً إلى أن أهالي مدينة إدلب كانوا قبل مجزرة حي وادي النسيم بساعات في وقفة تضامنية مع أهالي مدينة دوما، ينددون بمجزرة الكيماوي فيها، ليكون دورهم في المساء”. [المصدر صحيفة زيتون].

6 – مجزرة الزعفرانة في ريف حمص الشمالي:

كانت في الشهر الرابع 2018، وقد أدى قصف قوات النظام مدينة الزعفرانة وما حولها بأكثر من أربعين غارة جوية إلى استشهاد ثمانية أشخاص وجرح عدد آخر، وأدى القصف إلى خروج مشفى الزعفرانة والعيادات الشاملة عن الخدمة.

7 – مجزرة حمورية:

في حزيران 2018، فقد قصف النظام بطائراته الإجرامية بلدة حمورية مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

8 – مجزرة زردنا:

في 8 / 6 / 2018، فقد قصفت الطائرات الروسية البلدة مع خروج المصلين إلى صلاة التراويح عقب الإفطار، مما أدى إلى وقوع قرابة خمسين شهيدا وأكثر من ثمانين جريحا، وكان السبب في ارتفاع أعداد الضحايا أن الطائرات الروسية عاودت قصف المكان بعد وصول فرق الدفاع المدني، مما أدى إلى استشهاد أحد عناصر الدفاع المدني وجرح ثلاثة آخرين.

9 – مجزرة نوى في منطقة درعا:

في 18 / 7 / 2018؛ فقد سقط عشرون قتيلا بينهم نساء وأطفال خلال مجزرة ارتكبتها قوات النظام في مدينة نوى غرب درعا، كما قامت طائرات النظام بتدمير المستشفى الميداني الوحيد في نوى.

10 – مجزرة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي:

وقعت في آب 2018؛ فقد قصفت الطائرات الروسية الحي الشمالي الغربي في أورم الكبرى مما أدى إلى مقتل ستة وثلاثين شخصا بينهم عشرون طفلا وسبع نساء.

ولنكتف بهذا القدر في هذا المقال، وإلى مقال قادم إن شاء الله.

والحمد لله رب العالمين. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى