رمضان 1441 وينطبق المعنى على رمضان 1442، فما زلنا في لجة الأحداث ذاتها.
رمضان 1441
وينطبق المعنى على رمضان 1442، فما زلنا في لجة الأحداث ذاتها.
أهلاً وسَهلاً قد حَلَلتَ مُكرَّماً
ما بيننا يا رابِعَ الأركانِ
إيْ، نحنُ أهلُكَ في اشتِياقٍ دائمٍ
مرَّ الزَّمانِ لأفضَلِ الأزمانِ
فلقَدْ خُصِصْتَ بخيرِ خيرٍ مُنْزَلٍ
والخيرُ كلُّ الخيرِ في القُرآنِ
رمضانُ، يا شهرَ الصِّيامِ تحيَّةً
مِنْ قلبِنَا، مِنْ كلِّ عضوٍ فينا
كالضَّيفِ نطلبُهُ لنرجوَ جُودَهُ
أمْ كالمُضِيفِ بجودِهِ يأتينا
في كلِّ حالٍ ليتَ تبقىْ إنَّما
هَذِيْ الشَّعائرُ حِفظُها يُبقينا
رمضانُ، هذا العامُ أقبَلَ شاحِباً
عمَّ البلادَ بكُربةٍ وبَلاءِ
كالسَّابقاتِ أتَيْنَ بالحَربِ التي
فَجَعَتكَ بالجَرحى وبالشُّهداءِ
والآنَ تأتي والبلاءُ مُضاعَفٌ
قدْ زِيدَ مِنْ جَهلِ الوَرىْ بِوبَاءِ
هذي المَساجِدُ تشتكيْ في عَبرَةٍ
مِنْ هَجرِها وتفرُّقِ الرُّوادِ
والبيتُ قد مُنِعَ الطَّوافُ فما يُرَى
مِنْ عاكفٍ في صَحنِهِ أو بَادٍ
يا ربِّ فاحفَظْ دِينَنا وأعِدْ لنَا
نُسُكاً نُحِبُّ وبهجَةَ الأعْيادِ
رمضانُ، ما زِلنا نعيشُ بِنِعمَةٍ
رغمَ الخَصَاصَةِ والأسَى والجُوعِ
ما زال بعضُ الشَّامِ يُؤينا ومَا
نَدَعُ الرَّجَا في أوبَةٍ ورُجُوعِ
مَنْ يدخُلِ الحربَ الضَّروسَ بعِزَّةٍ
يدعوْ الإلهَ بذِلةٍ وخُضُوعٍ
تِسعٌ مِنَ السَّنواتِ عَاشِرُهَا أتَى
مُستَبشِرُونَ بأنْ يكونَ العامَا
نصراً يكونُ لمَنْ عَرَفْتَ مُجَاهِداً
بالصَّبرِ يَحفظُ ثَغرَهُ قَوَاماً
ويَصُومُ عَنْ عَرَضِ الحياةِ ودأبُهُ
هَضمُ الغُزَاةِ ودفعُهُمْ ما دَامَا
في مصرَ واليمنِ الحزينِ وليبِيا
في شرقِنا والغربِ والصُّومَالِ
أطلالُ مَجدٍ نَستَعيدُ بِناءَهَا
وأقلُّهَا نبكِيْ على الأطلالِ
غرباءُ في هذا الزَّمانِ جِهادُنا
تَصدِيقُ قولِ الحَقِّ بالأفْعَالِ
شهرَ الفُتُوحَاتِ العَظِيمَةِ إنَّنَا
نَتَحيَّنُ الأوقاتَ كَي نَروِيها
ويَموتُ مِنَّا الشَّيخُ مُشتَاقاً لها
والطِّفلُ يَسعَى كَي يُشارِكَ فيها
والوَعدُ بالنَّصرِ العَزيزِ كبَلسَمٍ
يُنسِيْ الجِراحَ، ونصرُنا يَشفِيها
يا مَوسِمَ الخَيراتِ بحرُكَ زاخِرٌ
بتَجمُّعِ الأحبابِ والأصحابِ
وتُذِيقُ طعمَ الفَقرِ للمَيسُورِ كَي
يَحنُوْ على ذِيْ حاجةٍ ومُصابِ
إنْ عمَّتِ البَلوَى وضاقَتْ أرضُنا
فيكَ السَّما مفتوحةُ الأبوابِ
يا لَيلةَ القَدرِ الرَّفِيعِ قُلوبُنا
في لَهْفَةٍ يا لَيلةَ الأقْدارِ
نُحْيِيكِ كَي نَحيَا فإنَّ حَياتَنا
بالذِّكرِ والنَّجوَى والاستِغفَارِ
والكَسرُ فينا ليسَ يَجبُرُهُ لنا
غيرَ الإلهِ الواحِدِ الجَّبارِ
أبو يحيى الشامي