راهن الكثيرون على أن ترامب سيقوم بضرب إيران، خاصة إذا شعر أنه سيخسر انتخابات 2020 (سياسة حشد الناس حول العلم)، ووضعوا لذلك سيناريوهات..
• بعد أن استعرضت في هذه المقالة (أمريكا وإيران.. حرب وصراع أم توظيف واحتواء؟) تاريخ العلاقة بين البلدين بشكل موجز طرحت سؤالا: “هل تغيرت الظروف ووجدت الأسباب التي يمكن تؤدي إلى الحرب بين البلدين؟”
ثم شرعت في الإجابة:
“فهذا فهمي هويدي، أحد أشد المتحمسين للثورة الإيرانية في السابق، والذي ألف كتابا عنها “إيران من الداخل” تراجع عن رأيه ووصل إلى النتيجة :”إن الدولة القومية فى إيران مستعدة للتفاعل مع الغرب والتقارب مع إسرائيل بأكثر من استعدادها للتفاعل مع العالم العربى”، كما في مقالته “هل تصبح إيران شيطان العرب الأكبر”.
فالعوامل التي أدت للتعاون في السابق موجودة، وقد انضاف لها عوامل أخرى:
أولا: ثورات الربيع العربي وما رافقها من ارتفاع نسبة الوعي عند الشعوب العربية والإسلامية، والسعي الجاد للخروج من هيمنة الغرب “عدو مشترك”.
ثانيا: ازدياد قوة طالبان وقرب سيطرتها على كامل أفغانستان يجعل أمريكا في حاجة لوجود حاجز يفصل بينها وبين العرب السنة.
ثالثا: الطموح الجيوسياسي والنفوذ المتنامي لتركيا في المنطقة وسعيها للعب دور أكبر كل من سوريا، العراق، قطر، ليبيا..
رابعا: أمريكا لن تقتل الدجاجة (إيران) التي تبيض لها ذهبا؛ كما يقول مستشار الرئيس التركي ياسين اقطاي. فبشماعة إيران يحلب ترامب دول الخليج.
في النهاية إيران مسموح لها أن تلعب دورا، لكن يجب أن لا تتخطاه؛ في تصريح لإذاعة الجيش “الإسرائيلي” في 18/2/2006 قال رئيس مجلس الأمن القومي “الإسرائيلي” عوزي دايان: «إيران ليست عدوا لإسرائيل، وأنه لا يجدر بنا تهديد إيران، من وجهة نظرنا إيران ليست عدوا، ولكن علينا التأكد من عدم تمكن إيران من اقتناء أسلحة دمار شامل». الأمر الآخر امتناع ترامب عن استعمال القوة ليس لأن ترامب يجيد “الحلب لا الحرب”؛ فلقد رأينا كيف كان الرد الأمريكي قاسيا عندما حاولت ميليشيات روسية وإيرانية العبور إلى شرق الفرات في سوريا في بداية العام الماضي؛ إنما لأنها تتحرك ضمن المقبول، وغالبا تحركاتها مفيدة لأمريكا”
https://www.aljazeera.net/blogs/2019/6/24/%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D9%88%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A3%D9%85-%D8%AA%D9%88%D8%B8%D9%8A%D9%81