خطورة التعلق بغير الله – كلمة التحرير – مجلة بلاغ العدد ٦١ – ذو القعدة ١٤٤٥ هـ
كلمة التحرير
الله تبارك وتعالى هو الركن الشديد الذي يؤوي إليه عند الشدائد والكرب، ويفزع إليه عند الخطوب والنوازل فالتوبة له تفرج الهموم وبالإنابة إليه تزول الكروب وبالاطراح بين يديه تفرج الشدائد وبصدق اللجوء إليه ترفع المحن وبالاستغاثة به يبدد ضيق الصدر، فالتعلق به سبب لكل خير والتعليق بغيره سبب للخذلان وهذا ما يقع فيه الطغاة فإنهم إذا دنت لهم ثمار استبدادهم الخبيثة وحصائد سياستهم المرة، سارعوا إلى البحث عن أطواق النجاة بعيداً عن التوبة والإقلاع عن الظلم والطغيان وتعلقت قلوبهم بمن يظنون عنده قوة من دول الشرق والغرب فلا يجنون بعدها إلا الخذلان وحقيقة من تعلقوا به كسراب يحسبه الظمأن ماء حتى إذا جائه لم يجده شيئا.
وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم على خطورة تعلق القلب بغير الله فقال: «مَن تعلَّقَ شيئًا وُكِلَ إليهِ»
قال ابن القيم عن التعلق بغير الله: “وهذا أعظم مفسدات القلب على الإطلاق فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به وخذله من جهة ما تعلق به وفاته تحصيل مقصوده من الله بتعلقه بغيره والتفاته إلى سواه فلا يصيبه من الله فصل ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل”.