حرمة نساء المجاهدين | الركن الدعوي | مجلة بلاغ العدد ٥٨ – شعبان ١٤٤٥ هـ |
الشيخ: أبو حمزة الكردي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد؛
حديثنا اليوم عن حرمة نساء المجاهدين ومنزلتهن العالية التي حباهن الله بها دون بقية نساء المسلمين، وما وصلن هذه الدرجة الرفيعة والمكانة العالية إلا لتعلقهن بالجهاد في سبيل الله.
ما تعلق شيء بعظيم إلا صار عظيما، فمن تعلق بالقرآن صار من خير الناس؛ فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن صلى الله عليه وسلم قال: «خيرُكُم مَن تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ» رواه البخاري، ثم رفع منزلته فجعله من أهل الله وخواصه؛ عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: «هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته» رواه النسائي وابن ماجه والحاكم، ثم زاده برفع منزلة والديه؛ عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «…ويُكْسَى والداهُ حُلَّتَينِ لا يقومُ لهما أهلُ الدُّنيا، فيقولانِ: بما كُسِينا هذا؟ فيُقال: بأخْذِ ولدِكما القُرآنَ..» أخرجه أحمد.
عظم الإسلام المرأة واهتم بنساء المسلمين وحفظ حقوقهن وحدد مهامهن لئلا يُظلمن، ثم رفع منزلة نساء المجاهدين دون غيرهن، فذُكرن في الفقه والحديث باب “حرمة نساء المجاهدين”، تقديرًا وإكرامًا لهن لما يقدمنه من تضحية وبذل وتحمل وما يتعرضن له من الوحدة والعزلة بابتعاد أزواجهن المجاهدين عنهن، واضطرارهن لخدمة أنفسهن وتحمل أعباء الحياة وحدهن، ثم وضع تحذيرًا شديدًا وعقابا قاسيًا زاجرًا لمن ذكرهن بسوء أو تعرض لهن بأذىً.
ويدخل ضمن نساء المجاهدين كل من لها صلة بالجهاد أو المجاهدين أو تربطها صلة رحم بمجاهد وكان لها محرما؛ كالزوجة والبنت والحفيدة والأخت والأم والخالة والعمة والجدة.
ظلم الغرب المرأة قديمًا وحديثًا فأرخص منزلتها وحرمها حقوقها وميراثها، ثم على حين غرة ادعى إعادة حقوقها فظلمها مرتين وحملها من الأعباء ما لا تطيق، بإبعادها عن فطرتها وإشغالها بمهام أعفاها منها الإسلام رحمة بها وحفظًا لحقوقها، أما في شرعنا الحنيف فإن التعرض لأي امرأة أو ذكرها بسوء أو شتمها أو استراق السمع والبصر منها من الذنوب العظيمة التي يحاسب عليها، فكيف بمن يفعل هذه الأفاعيل بنساء المجاهدين؛ فكأنه يفعلها بأمه ومحارمه من نساء أهله.
ومن مراعاة الإسلام لحرمة نساء المجاهدين وحقهن وحق أزواجهن المجاهدين حتى تطمئن نفس المجاهد حين يخرج للغزو أو الرباط ويترك أهله؛ أن الله عز وجل عظم جرم التعرض لحريمه في غيابه وضاعف عذاب من يسيء إليهن بكلمة أو نظرة فكيف بمن يمسهن بسوء أو أذى ويتعمد الطعن بعرضهن أو يرميهن ببهتان:
*ازدادت حرمة نساء المجاهدين لارتباطهن بالمجاهدين الذين يجاهدون في ذروة سنام الإسلام مقام لا يدركه عابد ولا زاهد؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَثلُ المجاهدِ في سبيلِ اللهِ كمَثلِ الصَّائمِ القائمِ القانتِ بآياتِ اللهِ لا يفتُرُ مِن صومٍ ولا صدقةٍ حتَّى يرجِعَ المجاهدُ إلى أهلِه» متفق عليه، ببعض الصبر والتحمل رزقها الله غنيمة باردة وحباها منزلة رفيعة لا تصلها بكثرة صلاة أو صيام أو قيام فكيف تطعن بها وهي في عبادة.
*حذر من عموم الطعن أو السب أو الشتم؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المُؤمِنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ» أخرجه الترمذي وأحمد.
*جعل سباب نساء المجاهدين سبا للأم ولعنًا لها؛ فهل يفعل ذلك عاقل!!! عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ مِن أكْبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ والِدَيْهِ»، قيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، وكيفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟، قالَ: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أبا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ» متفق عليه
*بيّن أن هتك الحرمات وسفك الدماء دأب الظلمة البخلاء على مر العصور؛ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتَّقُوا الظُّلمَ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ؛ فإنَّ الشُّحَّ أهلكَ مَن كانَ قبلَكُم، حملَهُم على أنْ سَفكُوا دِماءهم، واستَحَلُّوا مَحارِمَهم» رواه مسلم.
*جعل سب المسلمين أو إيذاؤهم بالعموم سبب لفقدان الحسنات وكسب السيئات؛ عن أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أتَدرونَ ما المُفلِسُ؟ إنَّ المُفلسَ من أُمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ، وزكاةٍ، ويأتي وقد شتَم هذا، وقذَفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا، وضربَ هذا، فيُعْطَى هذا من حَسناتِه، وهذا من حسناتِه، فإن فَنِيَتْ حَسناتُه قبلَ أن يُقضَى ما عليهِ، أُخِذَ من خطاياهم، فطُرِحَتْ عليهِ، ثمَّ طُرِحَ في النَّارِ» رواه مسلم، فكيف بمن يسب نساء المجاهدين أو يتعرض لهن؛ فهذا قد حاد الله ورسوله والجهاد والمجاهدين فويل ثم ويل ثم ويل له.
في أعظم موقف وقفه النبي صلى الله عليه وسلم في أعظم عبادة يوم الحج الأكبر في حجة الوداع وعظ الناس ونبههم مؤكدًا حرمة الأعراض كحرمة الكعبة المشرفة في البيت الحرام في الشهر الحرام في يوم عرفة وهو أعظم أيام الدنيا، فقال: «..فإنَّ دِمَاءَكُمْ، وأَمْوَالَكُمْ، وأَعْرَاضَكُمْ، وأَبْشَارَكُمْ، علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، ألَا هلْ بَلَّغْتُ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فإنَّه رُبَّ مُبَلِّغٍ يُبَلِّغُهُ لِمَن هو أوْعَى له فَكانَ كَذلكَ..» رواه البخاري
وقد ذكر صلى الله عليه وسلم حرمة نساء المجاهدين وخصها في الحديث، فعن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُرْمَةُ نِساءِ المُجاهِدِينَ علَى القاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهاتِهِمْ، وما مِن رَجُلٍ مِنَ القاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ المُجاهِدِينَ في أهْلِهِ فَيَخُونُهُ فيهم، إلَّا وُقِفَ له يَومَ القِيامَةِ، فَيَأْخُذُ مِن عَمَلِهِ ما شاءَ، فَما ظَنُّكُمْ؟»، [وفي روايةٍ:] «فَخُذْ مِن حَسَناتِهِ ما شِئْتَ، فالْتَفَتَ إلَيْنا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: فَما ظَنُّكُمْ؟» رواه مسلم.
فالتعرض لنساء المجاهدين هو من دياثة وخباثة ونذالة وعين الرذالة والخيانة وقلة النخوة والمروءة، فكيف تطيعه نفسه أن يعتدي أو يؤذي أو يسب نساء المجاهدين وقد خرج أزواجهن لرد الصائل عنه وعن أهله وحرماته وهو قاعد عن الجهاد مقصر فيه.
ويعلق الشيخ عبد العزيز الطريفي فرج الله عنه على الحديث بقوله: “عِرض المجاهد شبيهٌ بعِرض الوالد، فالوقيعة فيهم بغير حق شؤمها عظيم”، فكيف يقع لأحدنا في أبيه وأخيه!!!
بل من أبرز صفات المنافقين الخيانة الأمانة والوقوع في الأعراض والتعرض لهن، فقد كشفو ستر مسلمة في السوق وطعنوا في عرض النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه قال: «آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان» ومن تعرض لنساء المجاهدين تحت أي مسمى أو أذى فقد وقع في النفاق.
ثم جعل سبحانه وتعالى عقوبة هذا الخائن الطاعن في نساء المجاهدين شديدة أليمة، حيث التفت النبي لأصحابه لما ذكر عقوبته وهو بالأصل ينظر إليهم ويكلمهم، قال: «فالتفَتَ إلينا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ»؛ وذلك لجَذبِ انتباهِ السَّامعِ بالالتِفاتِ إليه لِبيانِ أهمِّيَّةِ الكَلامِ وخُطورَتِه، ثمَّ قال: «فما ظَنُّكم؟» في ذلكَ المجاهدِ؟ أي بمعنى هل تظنون أو تتوقعون أن يترك المجاهد لهذا الخائن شيئًا من حسناته بعد أن وقع في عرضه وخان أمانته، لا سيما أن الموقف يوم القيامة موقف صعب والناس تبحث عن أي عمل صالح أو حسنة تقربها من الجنة وتبعدها عن النار!
*لذا على المجاهدين والقائمين على أمور المسلمين تجاه نساء المجاهدين حقوق وواجبات كثيرة؛ منها:
-القيام على شؤون نساء المجاهدين وخدمتهن؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم..» متفق عليه، وكلما زادت حاجة نساء المجاهدين للخدمة زاد وجوب الاهتمام والرعاية وكذلك المحاسبة لمن قصر.
-الرباط على نساء المجاهدين وحرماتهن لمن تعذر عليه الخروج إلى الغزو؛ فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: «..وَمَن خَلَفَ غَازِيًا في سَبيلِ اللَّهِ بخَيْرٍ فقَدْ غَزَا» رواه البخاري، فاحتسبوا في خدمتهن والقيام على حاجتهن أجرًا كأجر الرباط والغزو.
-الإحسان إلى نساء المجاهدين كالإحسان إلى الأهل والمحارم؛ عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلي»، صحيح الترمذي.
-المجاهدون في سبيل الله أولى الناس بخدمة نساء المجاهدين وحمايتهن وحفظ حرماتهن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلي» صحيح الترمذي، والمجاهد الذي لا خير فيه لأهله وإخوانه المجاهدين في خدمة نسائهم فلا خير فيه لعموم المسلمين.
-المسلم الأقرب إلى دار المجاهد هو الأولى بالخدمة والقيام على الرعاية والحماية من المسلم البعيد؛ فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما زال جبريلُ يوصيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنه سيورِّثُه» رواه البخاري ومسلم، والجار القريب أولى من البعيد، فإن قصر وجب على من يليه أن يقوم بالخدمة حتى يعم الأمر كل المسلمين، كما في جهاد دفع الصائل وضعف أهل البلد عن دفع العدو وكذلك في خدمة وحفظ حرمة نساء المجاهدين.
والخسارة والخذلان لمن قصر في خدمتهن وهن في أرض الجهاد والرباط والمجاهدين ولم يسأل عن أحوالهن، فكيف بحرمات المجاهدين المهاجرين وهن في ظل دولة علمانية تحارب الجهاد وأهله، فأن تكون مجاهدًا وفي أرض المجاهدين ويقصر بك الحال عن خدمة نساء المجاهدين ومساعدتهن ومد يد العون إليهن فهذا مما لا شك فيه خسارة لخير عظيم.
وأشد منه خذلانًا وخسارةً أن يكون الضرر والأذى على نساء المجاهدين ممن يدعي الجهاد في أرض الجهاد فلا يراعي حق دين وأخوة وجيرة وحال واحد، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذِ جاره» فكيف بهذا الجار وهو مجاهد مرابط خلّف نساء وأولادا.
وقد ابتلينا بأقوامٍ نصارعهم على التحلّي بأخلاق الجاهلية بعد أن انسلخوا من أخلاق الإسلام، فالجاهليون جاءوا ليقتلوه صلى الله عليه وسلم فاقترح أحدهم أن يتسوروا البيت، فرد أبو جهل: “أتقول العرب أني روّعت نساء محمد”.
ختامًا؛ الوقوع في نساء المجاهدين وحرماتهن وأعراضهن ذنبٌ عظيمٌ وابتلاءٌ كبيرٌ ومزلقٌ خطيرٌ لكنه محنةٌ من بعدها منحةٌ، وهذا ما حصل مع المسلمين في حادثة الإفك؛ فبعض منحها أنها:
كشفت أن الحوادث العظيمة تحتاج حكمًا شرعيًا فاصلًا لا يحتمل التكذيب؛ فلم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم فيها بل انتظر نزول الوحي والبراءة من الله عز وجل لينقطع الشك باليقين وتخرس ألسن المفتنين المنافقين.
بينت الفرق بين من يشيعون الفاحشة زورًا وبهتانًا وبين الذين لا يخوضون في أعراض المسلمين بل ينتظرون حكم الله وشرعه.
كشفت خبث المنافقين وسوء طويتهم وما أثاروه من طعن في أعراض خير البشر؛ الأنبياء والمجاهدون.
أنزلت حكمًا شرعيًا يطبقه المسلمون على مدى العصور والأزمان.
بينت فضل أمنا عائشة رضي الله عنها.
أنزلت قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ * لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [النور: 20-11]
اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر وقافين عند حدودك، واحفظنا بالجهاد واحفظ الجهاد بنا واحفظ نساء المسلمين عامة ونساء المجاهدين خاصة، وأبعد عنا المنافقين والمخذلين والديوثين والخونة، إنك ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.