تمخض فولد خنزيرا – كلمة التحرير -مجلة بلاغ العدد ٤٣

⁨مجلة بلاغ العدد ٤٣ - جمادى الأولى ١٤٤٤ هـ⁩⁩⁩⁩⁩December 02, 2022

قامت الثورة السورية ضد نظام نصيري بعثي مجرم سام الشعب سوء العذاب، واختار الأحرار طريق الموت ولا المذلة، ودفعوا في هذا الطريق ما تشيب من هوله الولدان؛ حيث استخدم العدو النصيري كل أنواع القتل والتدمير، وارتكب أبشع المجازر في عالم اليوم ليتصدر قائمة السفاحين المجرمين في العالم بلا منافس.

وقد انتشرت في السنين الماضية في بعض المناطق قوى متعددة مجرمة بدعم دولي مغرض من أبرزها ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية “قسد” كواجهة لحزب العمال الكردستاني “ب ك ك”، وارتكبت جرائم عديدة، وحصلت مواجهات متعددة بينها وبين المجاهدين والثوار منذ سنين الثورة الأولى.

ولكن قسد وإجرامها ما هي في حقيقتها إلا نبتة خبيثة من الشجرة النتنة أم الخبائث وهي النظام النصيري المجرم الذي دعم حزب العمال الكردستاني عشرات السنين ووفر له الملجأ والدعم في مواجهته مع تركيا.

وإجرام قسد بالأرقام والحوادث والإفساد لا يساوي عُشر إجرام النظام النصيري البعثي ولا عُشر معشاره.

ولذا فإن أولوية المجاهدين والثوار هي قتال النظام النصيري المجرم وتحرير الأسارى من سجونه والشعب من إذلاله والأرض من نجاسته، ويلي ذلك في الأولوية جهاد ملاحدة ال ب ك ك ومنع إفسادهم في الأرض وتحرير العباد والبلاد من رجسهم، ولا بأس من الجمع بين الفروض عند عدم التعارض، فيقاتل المجاهدون النظام النصيري أحيانا ويقاتلون ال ب ك ك حينا تحقيقا للمصالح المتعددة التي يرونها في كل مرحلة.

– وقد دخل النظام التركي على الخط وكانت له حساباته الخاطئة التي جعلته يركز على مسألة قتال ال ب ك ك أكثر من مسألة قتال النظام النصيري وإيقاف جرائمه، ويوجه أولوية جهود كثير من الفصائل لذلك، وقد تسبب ذلك في أضرار عديدة لمسيرة الثورة السورية، ولكن..

ولكن أن يصل الأمر بالنظام التركي إلى أن يتوافق مع رؤية النظام النصيري المجرم فيضغط هو على ال ب ك ك طالبا منهم تسليم مناطق سيطرتهم إلى النظام النصيري الأشد إجراما والأشد عداوة للسوريين والأشد خطورة على المناطق المحررة وتركيا، فذلك شر مستطير وفساد عظيم جدا، يتمخض عن خنزير نصيري لئيم.

 

* إن دخول النظام النصيري لمناطق سيطرة ال ب ك ك يعني:

– مزيدا من الأسرى والتعذيب والتنكيل بالسوريين في تلك المناطق.

– ومزيدا من التجنيد الإجباري لأبناء تلك المناطق لزجهم في المعارك التي يفتحها ضد المناطق المحررة.

– ومزيدا من التضييق والخطورة على المناطق المحررة.

– ومزيدا من التفرغ له لتنفيذ جرائمه الفظيعة ضد المناطق المحررة.

– ومزيدا من الاعتراف الدولي به والمكاسب السياسية الخاصة به.

* والأدهى من ذلك وأَمرُّ أن يرى النظام النصيري تقدمه في تلك المناطق خدمةً للنظام التركي يرجو بها مكافأة منه وتسليمه مقابلا لتلك الخدمة بعض مكتسبات الثورة أو مناطقها التي حُصِّلت بدماء الشهداء!

– لقد كانت حلب خطا أحمر في السياسة التركية، وأعلنوا أنهم لن يسمحوا بحماة ثانية، وأكدوا أن بشار الأسد مات سياسيا، ثم أصبحت حلب حمراء بلون الدم، وتكررت حماة ثانية وثالثة وعاشرة، وأضحى لقاءهم السياسي مع بشار أمنية يكررون الحديث عنها ليل نهار!

وإذا كان هذا مآل تصريحاتهم الواعدة لنا، فما مآل تصريحات اليوم المتوعدة لنا، المؤكدة على الحل السياسي مع نظام البعث، والمرددة ضرورة المصالحة مع النظام النصيري، والراغبة في سيطرته على مناطق جديدة من سوريا، والساعية للتعاون الأمني معه؟!

– إن الأمر لا يختلف كثيرا إن كانت تلك التحركات التركية نابعة عن رؤية النظام التركي الحالي للصراع أو عن تعاطيه مع الضغط الداخلي والخارجي الواقع عليه، فالنتيجة العملية في الحالتين تقوية للنظام النصيري وإضعاف للشعب الثائر وبيع للقضية في سوق النخاسة الدولية.

– فالوعي الوعي والتدارك التدارك، فإن انشغال روسيا بأوكرانيا، وإيران بالثورة الداخلية، وغليان الحاضنة الشعبية في مناطق سيطرة النظام النصيري، فرص كبيرة ينبغي أن تؤدي لتقهقر النظام النصيري لا لتمدده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى