ترجمة الشيخ أبي شعيب المصري
- نشأ وترعرع في أسرة من أهل العلم، فأبوه الدكتور محمد المسير دكتور في كلية أصول الدين جامعة الأزهر وجده الدكتور سيد أحمد المسير دكتور في كلية أصول الدين جامعة الأزهر، وجد أبيه الشيخ عبد العزيز متولي من كبار علماء الأزهر، وكثير من إخوته وأولاد عمومته وأقاربه من دكاترة الأزهر والشيوخ الأزهريين ..
- قناة فضيلة الدكتور محمد المسير رحمه الله على اليوتيوب
- درس المرحلة الابتدائية في المعاهد الأزهرية، ثم سافرت الأسرة إلى مكة المكرمة فتعلم في مدارسها المرحلة الإعدادية والثانوية، وهناك حضر في الحرم المكي لعدد من أبرز المشايخ المعاصرين كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وغيرهم..بدأ نشاطه الحركي الدعوي في المرحلة الثانوية حيث كان لمشايخ الصحوة الإسلامية في تلك الفترة تأثير ميداني كبير في الجزيرة العربية….
عاد إلى القاهرة بعد انتهاء المرحلة الثانوية عام 1998 والتحق بكلية دار العلوم وهي كلية عريقة تعتني بعلوم الشريعة واللغة العربية والتاريخ الإسلامي، وهي الكلية التي تخرج منها الأستاذ حسن البنا والأستاذ سيد قطب وغيرهما من مشاهير الأمة …
عمل أثناء دراسته في الكلية في العمل الدعوي السلفي إلى أن قبض عليه سنة 2002 وأفرج عنه سنة 2003 فتخرج من الكلية في تلك السنة.
حصل بعد تخرجه على تمهيدي ماجستير في الشريعة الإسلامية واختار موضوعا لمناقشة الماجستير ولكنه آثر السفر من مصر وزهد في إكمال الرسالة .عمل في مجال البحث العلمي في عدة مراكز علمية منها شركة حرف للبرمجيات وموقع الدرر السنية وغيرهما.
وقد وقف ضد المدرسة العلمية الصوفية التي قادها مفتي مصر السابق علي جمعة والتي تهدف لإثارة الشبه في وجه العقائد السلفية فكتب كتابه: “الدكتور علي جمعة إلى أين”.
عندما قامت الثورة في مصر وجد أن عامة التيار الإسلامي شارك في اللعبة الانتخابية السياسية فرفض المشاركة في ذلك وكتب في التحذير منها وصدر له في ذلك كتاب: “سياسة الخبال” ..
هاجر لسوريا نهاية عام 2012م، وعمل في المجال الشرعي بحركة أحرار الشام الإسلامية في المكتب الشرعي في حلب وربطته صلة وثيقة بالشيخ أبي عبد الملك الشرعي العام لحركة أحرار الشام وكان له دور في التأصيل الفكري المحذر من الغلو وكتب قبل وقوع القتال مع جماعة الدولة كتابا بعنوان: “وقفات مع إعلان قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام”وتبنت الأحرار الكتاب وطبعت منه عشرة آلاف نسخة…
ثم لما وقع القتال وأعلن الدواعش غلوهم أصدر كتابا بعنوان: “دولة البغدادي الواقع والحكم الشرعي” وتبنته الأحرار كذلك وطبعت منه مائة ألف نسخة.
وفي تلك المرحلة جمع كذلك كتابا بعنوان: “منهج الدورة” ليكون مساعدا للمدرسين في الدورات ووجد الكتاب قبولا حسنا.
وكان للشيخ دور بارز في بث روح الجهاد والثبات في حلب فكان مشرفا على معسكر لتدريب المجاهدين تخرج فيه مئات من أبطال حلب، كما كانت له مشاركة في القضاء وحل الإشكاليات الفصائلية والعمل الشرعي في غرف العمليات لما له من قبول في حلب بين معظم المجاهدين، وأصبح في الفترة الأخيرة من حصار حلب الشرعي العام لحلب كلها.
وعندما ظهرت الدعوة لتنسيق الفصائل مع التحالف أو تركيا لقتال الدواعش نشر فتوى بتحريم ذلك، مما أغضب المخابرات التركية فأرسلت لقيادة أحرار الشام إما أن تفصلوا الشيخ أبا شعيب من الحركة وإلا سيتوقف الدعم عن كامل الحركة، وكان أمير الأحرار يومها الشيخ أبو جابر والشرعي العام الشيخ أبو محمد الصادق فلجؤوا للمناورة فتمت كتابة بيان فصل للشيخ من المكتب الشرعي فقط وليس من الحركة كلها، رغم أن الشيخ إداريا لم يكن يومها في المكتب الشرعي، وأرسل الشيخ أبو محمد الصادق البيان للشيخ أبي شعيب فعدل فيه بعض الشيء، وتم نشره على الإعلام سياسة ومناورة، ولم تؤثر تلك المناورة على علاقة الشيخ أبي شعيب بالشيخ أبي جابر والشيخ أبي محمد الصادق.
وشارك بعد الخروج من حلب في العمل الدعوي كشرعي قاطع بحلب، وألح عليه البعض للعمل في القضاء فوافق كفترة مؤقتة فعمل في دور القضاء وفي القضاء العسكري ثم ترك ذلك عندما وجد بديلا يسد مكانه في القضاء.
وعندما ثار الكلام على القانون العربي الموحد نشر بحثا حوله أفاد منه الكثيرون، حتى إن الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب “وكان بينهما خلاف” اطلع على البحث وشكره وغير نظرته في القانون العربي الموحد…
بل إن الشيخ الفرغلي الذي خاصم هذه الأيام الشيخ أبا شعيب عندما أنشأ قناة لفتاوى الجهاد كان الشيخ أبو شعيب من أعمدة الفتوى بالقناة أكثر من سنتين من أول يوم إنشائها لآخر يوم عملها بل هو الشيخ الوحيد الذي استمر مع الشيخ أبي الفتح من أول عمل القناة لآخر عملها….
وبعد الخروج من حلب شارك في إنجاح مشروع الهيئة على أمل أن يكون هذا المشروع قويا يسد ثغور رباط المحرر ويضاعف القوى الهجومية ويطور أساليب القتال ليستطيع بذلك الدفاع عن المنطقة وتحرير ما ضاع من المناطق… واشتهرت في تلك المرحلة مناظرته مع أيمن هاروش التي بين فيها خطورة فكر أيمن هاروش.
ولكن بعد استقالة الشيخ أبي جابر من قيادة الهيئة وجد أن القيادة الجديدة لا تسير في نفس المشروع فنصح علنا وسرا، وكتب معاتبا القيادة عن التقصير في بعض الأسباب التي ساهمت في ضياع شرق السكة، ثم جاءت حملة العدو على درعا ولم تفعل الهيئة بالشمال شيئا، فكتب على العام مقالة بعنوان: “وماذا بعد خذلان درعا”… وعندما تكلم أمير الهيئة عن شرق الفرات نشر كذلك تعقيبا على كلامه…. وله في مثل ذلك عشرات المقالات، فلم تتحمل قيادة الهيئة النصح فأبعدته عن الهيئة.
عرف الشيخ بهمته في خدمة الجهاد الشامي، فشارك في معارك ضد النظام المجرم على جبهات حلب المتعددة وبعد الخروج من حلب في جبهات حماة،
بل في يوم زفافه كان الجيش يقتحم بلدة رتيان في ريف حلب الشمالي فلم يمنعه زفافه وزواجه من مشاركة إخوانه المجاهدين في معارك تلك المنطقة.
ولا يزال الشيخ إلى اليوم يقوم بواجبه الذي أوجبه الله عليه من الجهاد والدعوة والتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقديم النصح والإرشاد والتوعية لأبناء هذا الجهاد المبارك.
نسأل الله أن يثبته على الحق وينفع به الإسلام والمسلمين.