بيان مليئ بالكذب والتناقضات

بيان الناطق “محمد البشير” بخصوص إدخال هيئة تحرير الشام شاحنات محملة بالمواد الإغاثية القادمة من مناطق النظام المجرم مليئ بالكذب والتناقضات، ولا يمت إلى الثورية والجهادية بصلة.

كما أنه تحدث في سرده لتطور عملية دخول المواد الإغاثية عن التشبيح العسكري والسياسي الذي يمارسه النظام ضد المدنيين، وهذا الوصف ينطبق على هيئة تحرير الشام التي لم تكتف بالتشبيح العسكري والسياسي، فلطالما استغلت قيادتها الدين لتبرير تحاوزاتها المصلحية، واليوم منعت الإعلاميين بالعنف من تصوير الجريمة التي ترتكبها بحق الثورة ومبادئها، “الإثم ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس”.

إن تزوير المؤسسات لتمرير المصالح الخاصة ووضع واجهات بلا كفاءة ولا أمانة يجعل الكذب والتبرير أسهل طريق للالتفاف على الحقائق، والاستهداف أسهل طريق لإسكات الأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.

وفيما يتعلق بالقرارت الدولية حول معبر باب الهوى واشتراط دخول جزء منها عبر معبر مع النظام المجرم، فهذا واضح للعُمي أنه دليل على إمكان تحويل كل الإغاثة لتمر من مناطق النظام، وتسويقه على أنه الجهة الشرعية الوحيدة التي يمكن التواصل معها دولياً، وهذا من أخطر الملفات التي تضر بالثورة وأهلها.

إن أساس الثورة قائم على منازعة الشرعية ونزعها عن النطام المجرم، والجهة التي تقوم بالتفريط بهذا المبدأ وتساعد على إعطاء الشرعية لهذا النظام وحرمان الثورة منها، هذه الجهة خائنة خائنة.

ولمن يصدق أكاذيب حكومة الإنقاذ التي ليس لها من الأمر شيء وإنما تطبخ القرارات من قبل قيادة الهيئة، نقول: هل تصدق أن الكميات الإغاثية التي تدخل من معبر باب الهوى والتي تسكن ألم الملايين من الثائرين ستتوقف إن منعت بعض الشاحنات من الدخول من معبر مع النظام المجرم، هل تظن أن الدول وروسيا في مقدمتها بهذا الغباء حتى تشعل ثورة جديدة عليها؟!

وإذا تعنتت روسيا ولم توافق على تجديد فتح معبر باب الهوى واستعملت حق النقض في مجلس الأمن ضد القرار، هل ستتوقف الدول الداعمة للثورة عن إدخال المساعدات دون غطاء الأمم المتحدة؟!، ألا تعلم أن الولايات المتحدة تدخل المساعدات العسكرية والإغاثية إلى مناطق قسد دون نقاش أحد طالما أن لها مصلحة في ذلك؟!

ثم إن “محمد البشير” قال: “لن نسمح بمساومة الشعب على قوت يومه وطعامه، ولم تكن إرادة الشعب القوية في يوم من الأيام مصدرها الجوع، لكي يظن عدونا أنها وسيلة لإخضاعه”، بينما واقع خضوع هيئة تحرير الشام للإملاءات الروسية، مع عدم مناقشة المسائل المصيرية مع أهل الحل والعقد الثائرين بل اتخاذ القرار في الغرف المظلمة، وعملها على إخضاع أهل الثورة بالتبرير الكاذب والبلطجة والعنف يدحض كلامه.

ألا يعلم المخدوع بهذا الكلام المتهافت أن الثورة تعني المغالبة والمدافعة والصبر على الألم والجوع والامتناع عن إعطاء الدنية في الدين حتى نرغم عدونا ولا يرغمنا؟!.

ألا يعلم المخدوع بتبريرات قيادة هيئة تحرير الشام أن النصر مع الصبر وأنها معركة عض أصابع من أفلت عدوه خسر؟!

إن الركون إلى الاستقرار المؤقت المزيف، وبناء مؤسسات صورية وهمية، والسيطرة على أملاك زائلة، يؤدي إلى الخوف عليها والتنازل في سبيل الحفاظ عليها، سراب في سراب.

وستعلمون أن هذه الخطوة يتبعها خطوات وهرولة باتجاه إنهاء الثورة والجهاد، ولات حين مندم، فالآن من قريب، {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا}.

أبو يحيى الشامي سياسة شرعية/قانون دولي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى