ان ساحتنا الغالية لم تكن يومًا في سبيل استبدال ظلم الديكتاتور بشار بغيره من أجارى الدول الطامعة بثروات وخيرات المسلمين

#من_إدلب

#ما_يسطرون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ظل انشغال كلًا بثغره ومحاولة جعل الإخلاص كله لله، واستشعار معنى الأمانة وكيفية السعي بجد وجهد لتطوير الذات أو فائض المعرفة لمن يُحتم عليه الشرع والمنطق أن يتملكها، تحصل أحداث كثيرة وفي غالبها مؤلم، مؤلمة ليس من حيث العمل بعينه ولأشخاصه، إنما في إطار التفرق والتنازع وظهور حب الهوى تارة وحب المنصب أخرى، ولا يخفى في جلها حب الأنا وإثبات وجهة النظر بطرق لا ينبغي لعاقل أن يفعلها فضلًا عن مجاهد وثائر.
يراقب المرء كل هذا في حيرة وتعجب ممزوج بغصة من المراهقات العبثية (وللأسف يصعب إقناع المراهق أنه يراهق، جرب أن تقنعه لو استطعت)، ثم يقع ضحية الصمت ولست أدري أهو صمت إيجابي أم سلبي!، لكن يعود المرء ليقول مستبصرًا بموعود الله، أن المآل خير للمخلصين الطيبين وشر على الظالمين والعابثين، وهي فترة ستنتهي ويزول معها كثير من الأمور التي ينبغي عدم التعليق عليها لا لشيء سوى طلبًا لرضى الله والعمل بكل السبل للاستقرار وفي سبيل شد العضد، فمن يؤمن بالله وقرأ سنن الله فيمن مضى سيفقه ويتأكد كيف أن الأحداث تمضي لقدرها وبلحظة واحدة ما كنا نتخيلها تنقلب الأمور وكأنما دخلنا حُلم غريب لكنه جميل وجميل جدًا، (يومها سيكون لدينا سعة كبيرة باستحضار الأحاديث التي حفرت في ضمائرنا أخاديد).

بينما أقرأ في كتب تحكي تجارب عديدة ومتنوعة تحضيرًا لكتابي التالي إن شاء الله، أستشف وأستشعر في ثنايا أحداث تلك التجارب كثير مما مر معنا ويمر وربما سيمر المزيد، وكلها تجارب تحكي نهاية الظلم وظفر العدل ولو في زوايا ليست على صعيد التحرر والأممية المنتصرة، لكن عدل الله تحقق في أشياء وكأنما جعلها الله سنن في الأرض لا مناص من حتمية وقوعها.

إن ساحتنا الغالية التي أشعلها الأحرار المحليين ثورة وجهاد ضد المستبد ثم ضد قوى الاحتلال، لم تكن يومًا في سبيل استبدال ظلم الديكتاتور بشار بغيره من أجارى الدول الطامعة بثروات وخيرات المسلمين، ولم تكن ثورة وجهاد في سبيل جعلها حرية عبثية ودعوى للتحرر بمفهوم الانحلال والانسلاخ، إنما كانت وما زالت دعوة للعدل والحق والإنصاف وإظهار قوة الردع لكل معتدي غازي والرأفة والرحمة والاستمالة لكل مخلص عامل يشاطرنا الهدف النهائي ويختلف كما بدا له في الجزئيات، فممارسة الحنكة والحكمة اللينة تكون للأقربون أولى، وممارسة الحنكة والحكمة بثوب الشدة تكون للأعداء فهم أولى بها، ولعل هذا المفهوم والمدلول يعززه القرآن وتعززه السيرة النبوية العظيمة وتؤكد عليه سيرة أبطال وأعلام الأمة ممن خاض تجارب ثورية وجهادية كأمثال الخطابي وسياسته مع إخوانه والشعب والعدو، والمختار والصالح وغيرهم الكثير ممن دخلوا سطور التاريخ العطر كأيقونات نفتخر بها.

إننا لسنا نخاف تغول العدو ومزيد حقده ومآل ثورتنا وجهادنا، فنحن نبلغ الجهد والعمل الدؤوب، إنما خوفنا من أن ندمر بيوتنا بأيدينا ونذبح رجالًا لو عملنا بتقوى الله وبالعقل المنير لصنعنا منهم أسودًا قد يغير الله الموازين على أيديهم، لا ندري قد يكون حقًا ذلك.
إني أدعوك لتقوى الله وتذكيري بنفس ما أدعوك له، وتجنب المحيط الذي يغوصك بالتيه والعمى عن حقائق الأمور ليدخلك في دوامة لن تستشعر مدى خطورتها وقبحها إلا إن يسر الله لك الصعود على سلم الصدق لترتقي تلة الإخلاص، حينها ستشاهد هناك في الأسفل، المستنقع والدوامة وخلق كثير يغوصون فيها ظنًا أنها “المجد”.
اللهم هيء لساحتنا الخير كله، وشد عضد المصلحين، وثبت الصالحين، واجمع بطانات الخير لمن هو أهلًا لرضاك.
الأسيف عبدُ الرحمن t.me/alaseef0

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى