الجماعة / الشيخ أبو اليقظان المصري
الجماعة
لاحظت وأنا صغير تكاتف مجموعة من شباب المسجد لمعاونة إخوانهم فيما يطرأ عليهم من مناسبات مثل؛ تجهيز شقة الزوجية أو نقل أغراض البيت أو التواجد في الأفراح والتعازي..
وذات مرة احتاج أحد إخوة المسجد لمساعدتنا في تجهيز بيت الزوجية ونقْلِ بعض الأثاث، فلم يساعده أحدٌ من هذه المجموعة، رغم مشاركته لهم في أفراحهم وأتراحهم؛ فسألت أحد قياداتهم المتصدرين: لماذا لم يذهب معنا أحدٌ منكم لمعاونة الأخ فلان؟
فقال: لأنه ليس تابع للجماعة!!!
ولا زال صدى هذه الجملة في أذني؛ ” ليس تابع #للجماعة”
ولما دخلت معترك العمل الإسلامي لاحظت هذه الكلمة الجماعة تتكرر في كثير من التنظيمات الإسلامية ويتعمدون أن يربوا أتباعهم عليها.
فكل مُكَون من التنظيمات السلفية يُسمِي نفسه الجماعة والإخوان المسلمون يُسمون تنظيمهم الجماعة وحزب التحرير هم الجماعة وتنظيم القاعدة هم الجماعة والدعوة والتبليغ هم أيضا الجماعة!!
ولهذه الكلمة تبعات خطيرة في أدبيات بعض هذه التنظيمات فمن انتسب لهم فهو أخ؛ له حقوق الإخوّة دون غيره.
أخي الحبيب:
لا حرج في الانتساب لهذه التنظيمات، ولا حرج في التنافس لنصرة دين الله تبارك وتعالى، ويجب العمل على توحيد الجهود بل والسعي الحثيث للاندماج الكامل الذي يقوم على الشورى وعدم الإقصاء.
ولكن المُحزن أن تقرأ وتسمع لبعضهم وهو يُسقط على جماعته وحزبه النصوص الشرعية التي تتكلم عن جماعة المسلمين، بل تجرأ بعضهم فوصف أمير تنظيمه بأوصاف الإمامة العامة للمسلمين؛ في تكرار فاضح لتجربة جماعة البغدادي المارقة.
الشيخ أبو اليقظان المصري