التركيز على سبب المعاناة ومشكلتنا مع عصابات الأسد، أولى من التركيز على المواد التي تساهم في التفرقة والى أمور ثانوية أخرى.

إضاءة
هناك حالات فقر وأمراض وبرد وصقيع وسيول ورياح في جميع مناطق المخيمات السورية، هذه المعاناة موجودة منذ بدء الثورة، قبل عقد من الزمن، وتتكرر كل عام، حتى أصبح هناك من يستعد لقدومها.

مؤخرا أصبح كل التركيز في الملف السوري على معاناة النازحين، وأصبحوا الشغل الشاغل للجميع، وهذا أمر مهم وحيوي، لكن في نفس الوقت يحمل في طياته بعض المساوئ، فهو يختزل الحالة السورية برمتها بمشكلة المخيمات وتقديم المساعدات الطارئة دون النظر للمشاكل الأخرى المهمة والحيوية كأصل هذه المعاناة وأسبابها؟ وكيفية إيجاد حلول دائمة لهذه المشكلة ولمشاكل أخرى كدعم المشافي. إن حلول مشاكل مثل معاناة المخيمات ودعم المشافي هي أيضا حلول اسعافية، لا تغير الواقع الحالي لنستفيد به في المستقبل، كالتعليم وبناء الفكر وتغيير المجتمع نحو الأفضل. وللأسف فملفات الارتقاء بالمجتمع وزرع سبب المعاناة لديه، وبناء أخلاقه، والعمل على انسجامه وتوحده، هي ملفات استراتيجية مهمة جدا منسية.

لا يجب أن ينتقل الإعلام من التركيز على سبب المعاناة ومشكلتنا مع عصابات الأسد، إلى المواد التي تساهم في التفرقة والى أمور ثانوية أخرى.

لا يجب أن ينتقل الملف السوري من إسقاط عصابة مجرمة تسببت بهذه المعاناة والارتقاء بشعب وبناء مجتمع، إلى تقديم مساعدات طارئة للاجئين تخفف من تأنيب الضمير، وتزيد من تجار “الأزمات”،فالتركيز على مشكلة واحدة متكررة، وحل واحد متكرر، يعني الغرق بالتفاصيل، والابتعاد عن القضايا المصيرية، وتجميدا لملفات حيوية.

لماذا لا يقوم المسؤولين بزيارة المخيمات للاقتراب أكثر من اللاجئين؟ “زيارات غير مرفقة بالمصورين” لمعاينة المشاكل والبحث في إيجاد آليات مستدامة؟ والتأكد من توزيع المساعدات على مستحقيها

من هو المسؤول عن توفير خطط لآليات مستدامة لتقديم الدعم؟

لماذا سكت كثيرون عن وقف دعم التعليم،؟ والذي اختزل أيضا من قبل المنظمات بدورات عن “الجندرة” و “تمكين المرأة” في مجتمع المرأة فيه متمكنة في معظم الأوقات والمناطق، بل وهي أيضا من يتخذ القرارات في المنزل لدرجة أنه ربما يحتاج المجتمع الى دورات في “تمكين الرجل” وتعريفه بمسؤولياته

ماذا حصل بالملف السياسي؟ هل اختزل بلجنة دستورية؟ وماذا تفعل الآن الكيانات المعارضة وشخصياتها التي تستلم الرواتب، لأنهم في مناصب سياسية؟

لماذا لم نرى حملات كالتي رأيناها مؤخرا، لدعم التعليم؟ المشافي؟ فالتعليم أهم من الغذاء والدواء

والحديث يطول…

نورس للدراسات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى