إضاءة في المنافق

#إضاءة

في المنافق (1)

لونُه في الحوادث ألوان، ودِينُه في المنافع أديان، ونفسه من الناس حَشَرَةٌ في إنسان، وإذا عرفتَه نظرت إليه كَما ينظر المهمومُ لِما جرَّ عليه الهمّ، وإذا جهلتَه كان كالدواء المغشوش ذهب منه صوابُ العلاج، ووقع فيه خطأ السم!

السحاب الأحمر
مصطفى صادق الرافعي


في المنافق (2)

المنافق هو سياسيّ الحب والصداقة: يضع المنفعة بن عينيه، ثم تتوزَّع على جوارحه كل أساليب الكلام والحركة والعاطفة، لا مخرج لك من عُقدته إلا أنْ يَعْقِدَ هو بأسلوب، وتحلَّ أنت بأسلوب آخر؛ وترى صداقته تنتهي أكثر ما ينتهي إلى مثل المقاطعة الحربية بين فراعنةِ السياسة، وشياطينها: يرمي الداهية منهم داهية آخر «بإنذار نهائي» حاسم، يحمل الزلازل في كلماته، وينصب للحساب ميزانَ الهوان والهلاك، ثم يقول له في آخره: «وإني أغتنم هذه الفرصة لأؤكد لكم احترامي الفائق»!

ولن تجد شرًّا من هذا الأسلوب يَنتحله رجل إلا الأسلوب عينَه تنتحله امرأة!

السحاب الأحمر
مصطفى صادق الرافعي

الدكتور أبو عبد الله الشامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى