إدلب في شهر محرم 1443هـ – صدى إدلب – مجلة بلاغ العدد ٢٨ – صفر ١٤٤٣ هـ
إعداد: أبو جلال الحموي
استمرت في هذا الشهر حملة النظام النصيري وحلفائه على درعا البلد في ظل خذلان عام لها، وبعد ضغوط، ومحاولات اقتحام، وتهجير عدد من أهلها، ومطالبة أهالي درعا البلد بالتهجير الجماعي إلى خارج سوريا..، هدد الروس أهالي درعا بالتدخل المباشر في المعركة لصالح النصيرية والرافضة، فحصل عند ذلك اتفاق بين الطرفين يقضي بدخول بعض قوات العدو للبلد وإقامة عدد من النقاط بها وإجراء بعض التسويات لعدد من الشباب وتسليم أهالي درعا بعض الأسلحة وتتوقف الحملة على درعا.
ثم ظهرت بوادر تصعيد نصيري في بعض قرى ريف درعا الغربي وفي مناطق من حمص يهدف إلى إخضاع المناطق التي لا زالت فيها بؤر مزعجة للعدو، خاصة مع وجود تشتيت له بسبب العمليات النوعية التي تقع في مناطق سيطرته، في خطوات متتابعة توضح أن العدو عنده جدولة للملفات واحدة بعد أخرى.
وظهر كذلك بعد اتفاق درعا زيادة تصعيد المحتل الروسي في منطقة إدلب فلم يقتصر الاستهداف على المناطق القريبة من خط التماس كجبل الزاوية والغاب..، بل تكرر استهدافه للعمق في محيط معرة مصرين وكفريا بل وفي قلب إدلب، استهدافا يشمل مخيمات ومنازل ومنظومات إسعافية ومسابح عامة..، وهو تصعيد له دلالته السياسية.
وقد قام الثوار في إدلب كالعادة بقصف مدفعي لبعض المناطق القريبة من الجبهات وبعض عمليات القنص.
وفي ظل هذا التصعيد جنوبا وشمالا فوجئ أهالي المناطق المحررة بدخول مساعدات أممية لمنطقة إدلب عبر مناطق سيطرة العدو النصيري من ميزناز إلى معارة النعسان، وهي الخطوة التي لها دلالة سياسية على صلاحية مناطق سيطرة العدو النصيري لتكون مركز دخول وتجمع المساعدات الأممية مما يفقد معبر باب الهوى أهميته في ذلك وقد تتخذ الأمم المتحدة قرارا بعدم إدخال المساعدات منه لاحقا، وهو دخول يعني كذلك عندهم أن وضع الجبهات هادئ لا يؤثر على دخول المساعدات، مما يعني لهم نجاح عصابة الأسد في تحقيق الاستقرار المزعوم وقدرتها على استقبال أموال إعادة الأعمار وتوجيهها لمناطق سيطرته ومناطق سيطرة المعارضة!! ويعني كذلك تعاون دول العالم معه في إعادة المهجرين تحت سيطرته، في ظل تقارب أمريكي نصيري يقضي بتخفيف العقوبات عن النظام النصيري وإمداده بالغاز المصري عبر الأردن بزعم تمريره للبنان، وهي أمور لها نتائج كارثية على مسيرة الثورة بالعموم، وقد ووجه هذا الدخول لتلك المساعدات بموجة غضب عارمة في إدلب من النخب والكوادر والفاعلين..، ولكن لا حياة لمن تنادي.
وظهر خلال هذا الشهر كذلك أن ملف المليشيات الكردية الانفصالية فيه تفاوضات دولية فقد قصفت تلك المليشيات عفرين، ووجدت بوادر تقارب بين تلك المليشيات وعصابات النصيرية، مع حديث عن إمكانية حصول رد تركي بعمل عسكري في عين العرب، وتوتر بين تركيا وإيران متعلق بأكراد شمال العراق، وهو ملف له تعلقه المباشر عادة بالتفاهمات التركية الروسية المتعلقة بعموم المنطقة.
* وداخل إدلب اعتقلت قيادة هيئة تحرير الشام عددا من المجاهدين العاملين مع بعض الفصائل غير الخاضعة لاتفاقيات أستانا كحراس الدين، خاصة بعد تكرر ظهور دور لهم في العمليات النوعية خلف خطوط العدو النصيري.
والحمد لله على كل حال.
لتحميل نسخة من مجلة بلاغ العدد 28 اضغط هنا
لقراءة مقالات مجلة بلاغ العدد 28 اضغط هنا