إدلب في شهر صفر 1444هـ – صدى إدلب – مجلة بلاغ العدد ٤١ – ربيع الأول ١٤٤٤ هـ
إعداد: أبو جلال الحموي
– استمرت في الشهر المنصرم خطوات التطبيع والمصالحة مع النظام النصيري والتي تسير فيها جهات عدة تماشيا مع الرؤية الروسية للصراع واستجابة كذلك للرؤية العامة للنظام الدولي؛ حيث حث المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون على إحراز تقدم في العملية السياسية بين النظام والمعارضة.
وفي دمشق ناقش هاقان فيدان رئيس جهاز المخابرات التركي مع علي مملوك مدير مكتب الأمن القومي للنظام الأسدي خارطة طريق للعودة الآمنة للسوريين إلى سوريا، وتهيئة ظروف العمل والتوظيف للعائدين، وضمانات عدم إصدار النظام النصيري أحكاما بحق العائدين!، كما أعلن الرئيس التركي أردوغان أنه كان يود لقاء بشار الأسد في مؤتمر أوزباكستان، ولكن لم يحصل ما تمناه!
وفي خط مواز لهذا التحرك أعلنت حركة حماس الفلسطينية تقديرها لجهود قيادة النظام النصيري في خدمة القضية الفلسطينية!، ودعوتها لإنهاء الصراع في سوريا، وأنها قررت استئناف العلاقات مع النظام النصيري الحالي!
وفي خطوة تنفيذية لهذا التطبيع قامت فرقة السلطان مراد وهيئة تحرير الشام بتجهيز معبرين تجاريين لافتتاحهما مع النظام النصيري؛ أحدهما من منطقة أبي الزندين شرق حلب، والثاني من سرمين شرق إدلب، ورغم الاحتجاجات الواسعة فإن هذين الفصيلين مصران على تلك الخطوات التطبيعية، وحصلت حشودات وإشكاليات تتعلق بتلك المعابر واقتسام الحصص فيها بين الشامية وفرقة السلطان مراد في منطقة درع الفرات، وبين فيلق الشام وهيئة تحرير الشام في منطقة إدلب؛ حيث استولت الهيئة بالقوة على نقطة رباط للفيلق بهدف ترتيب أمور المعبر واشتبكت مع مرابطي الفيلق وأصابت بعضهم بجروح.
– ميدانيا حصل مزيد قصف من الجانب النصيري لمنطقة إدلب ومدنييها طال الشريط الحدودي مع تركيا والمخيمات المجاورة لمعبر باب الهوى وعددا من القرى، ترتب على ذلك وقوع عشرات الشهداء والجرحى، وقد حاول بعض الثوار الرد على ذلك ببعض القصف على دشم العدو وعملية تسلل على محور جدرايا بريف حلب الغربي أوقعت عددا من القتلى والجرحى في صفوف العدو.
– وبخصوص اللاجئين في الدول المجاورة فقد ازداد ضغط تلك الدول على اللاجئين السوريين واستفزازهم، واعتقال وترحيل كثير منهم، مما تسبب في موجة لجوء إلى الدول الأوربية وتسلل عشرات الآلاف من السوريين إلى تلك الدول بطرق محفوفة بالمخاطر تسببت في وفاة عدد كبير منهم بسبب الظروف الصعبة للتهريب، منهم قرابة مائة مسافر ماتوا في حادثة واحدة وهي حادثة غرق مركب تهريب انطلق من لبنان إلى اليونان ولكنه غرق قرب السواحل السورية فغرق أكثر الراكبين ونجا عدد قليل منهم ليقعوا في قبضة النظام النصيري الذي اعتقل عددا من الناجين منهم.
– وداخل إدلب وصل وباء الكوليرا إلى المنطقة بعد أن بدأ انتشاره في مناطق سيطرة العدو النصيري ومناطق سيطرة قسد، وسجلت الجهات الصحية في إدلب خمس إصابات بالمرض، مع مخاوف من تزايد انتشار المرض في ظل ضعف العناية بوسائل الحد من انتشاره.
– وعلى جانب آخر استمرت قيادة هيئة تحرير الشام في ممارساتها العدوانية تجاه المجتمع؛ فقد اعتدت بالرصاص الحي على تجمع الشباب السلمي الذي كان يطالب بفتح الحدود مع تركيا، واعتدت بالضرب على الصحفيين الذين يغطون هذا الحدث.
كما خرج من أقبية الهيئة الأمنية القيادي أبو موسى الشيشاني العامل مع القيادي المعروف مسلم الشيشاني، وكان أسيرا عندهم منذ بضعة شهور، وقد خرج بحالة صحية سيئة بعد تعرضه للتعذيب الشديد في سجونهم، ويبدو أنهم أخرجوه خوفا من أن يموت في سجونهم فيزداد افتضاح حقيقة سجونهم الأمنية.
ولظهور فسادهم استمرت استقالات المشايخ من صفوفهم؛ حيث استقال الدكتور إبراهيم شاشو والشيخ أبو الحارث المصري مما يسمى عندهم المجلس القضائي الأعلى وكذلك المجلس الأعلى للإفتاء.
وقد قام إعلام الهيئة بحملة إسقاط ودعشنة لمشايخ حملة ارم معهم بسهم وهي حملة تهتم بزيارة المرابطين وتشجيعهم على الرباط، بسبب موقف مشايخ الحملة الرافض لفساد أبي عمشة أشهر مفسد في الثورة السورية حاليا والمعروف بانتشار الجرائم الأخلاقية العظيمة في فصيله، وهو الآن أهم حليف للهيئة تدافع عنه وعن إفساده بكل قوتها.