إدلب في شهر ربيع الآخر 1445هـ – صدى إدلب – مقالات مجلة بلاغ العدد ٥٥ – جمادى الأولى ١٤٤٥هـ
أبو جلال الحموي
في شهرها الثاني يتابع أبناء الثورة السورية معركة طوفان الأقصى متضامنين مع أهل فلسطين واهل غزة منهم خاصة، وقد تحولت المعركة إلى مرحلة الصبر على الألم و”عض الأصابع”، حيث يستمر مجاهدو عزة في التصدي للاحتلال المجرم، ويستمرون في استهدافه في ميدان المعركة شمال غزة، وفي المدن والقرى التي يحتلها في عموم فلسطين، بينما يستمر العدو في قصف المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء ومساكن المدنيين، ما يتسبب بمجازر كبيرة، ويستمر الحصار الخانق وإغلاق معبر رفح، ورغم كل ما يلاقيه أهل غزة، إلا أنهم صابرون يستنزلون النصر بالثبات على عقيدتهم والجهاد والدعاء.
تستمر هيئة الجولاني في احتكار الساحة بالقوة والكبر، وتمنع الفعاليات الشعبية التي تهدف إلى التضامن مع غزة وأهلها، إلا أن تكون باسمها أو اسم حكومتها، وعن طريقها وطريق أتباعها، لتتصدر كل مشهد، وتدعي كل عمل مهما كان، فقد منعت الملتقى الجماهيري الذي أعد له عدد من المجاهدين تحت عنوان: “من إدلب إلى غزة”، في بلدة حزانو شمال إدلب، دون سبب مقنع، إلا أن السبب الحقيقي هو احتكار كل شيء للتصدر باسم الجميع وبكل الصور أمام العالم، وهذا تسبب في ضعف التفاعل مع الحدث، رغم تحرق المجاهدين للمشاركة بأي جهد يخفف عن إخوانهم الفلسطينيين.
متمادية في إجرامها وإفسادها، قامت هيئة الجولاني باختطاف أبي جعفر رام حمدان وأنكرت ذلك، ثم أطلقته بوساطة من بعض أتباعها في ريف حلب الشمالي، مقابل تقاربات وتحييد جهات في المنطقة، وأكثر من ذلك إجراماً اختطفت ابن الأستاذ وليد غيبة المعارض لها، لإجباره على السكوت عنها أو ربما استدراجه لتسليم نفسه، بالإضافة إلى افتتاح معاهد لتعليم الرقص والموسيقى، وافتتاح نادي لتعليم الفروسية للنساء وحمام شعبي نسائي، وهذا كله في زمن قصير، في تسارع واضح للفساد وتعدد أنواعه.
قام الأمن التابع للجولاني بالقبض على أبي الزبير سرايا ومرافقته، وهو مع أبي أحمد زكور في تنسيق الارتباط مع فصائل شمال حلب الموالية للجولاني، الاعتقال بتهمة عمالة، وباتت الأنظار تتجه باتجاه زكور ذاته، كي يلحق بالقحطاني عميل التحالف.
وكان قريباً قد هرب أبو طلحة الحلبي مسؤول الاتصالات العام عند الجولاني، وذلك بعد جلسة تحقيق مبدئية معه، بعد كشف فساد مالي مشترك عليه وعلى عديله أبي سعد الحلبي وهروب الأخير بمبلغ مالي ضخم إلى أوربا، والأنباء أن أبا أحمد زكور قام بتهريبه إلى تركيا بعد إدخاله إلى ريف حلب الشمالي وذلك بسبب تورط زكور وأبي ماريا العراقي معه في عدة قضايا فساد مشتركة وسرقات في ملف شبكات النت والاتصالات..