بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد؛
فقد وردت عدة أسئلة حول العمل مع أمنية الهيئة، وعليه فإن حال أمنية الهيئة هذه الأيام هو:
١- كثرة الظلم والاعتداء على المسلمين عامة والمجاهدين منهم خاصة؛ فلم تعد خافية عمليات الاعتقال والإهانة والتعذيب وعمليات المطاردة والتهديد التي تقع على أعيان وخيرة المجاهدين فضلا عمن دونهم.
٢- التجسس على المجاهدين والمشايخ ومعلمي القرآن وكتابة التقارير الأمنية عن الجميع وإشاعة الروح البوليسية في المجتمع.
٣- تسهيل تسيير الدوريات الروسية في إدلب وتقديم الخدمات الأمنية والفنية التي تساعد في ذلك.
٤- التعاون الأمني مع الدول الإقليمية في عدة مجالات منها التعاون المعلوماتي.
٥- التلاعب بالقضاء الشرعي وذلك بترويج وجود أحكام سلطانية هي فوق القضاء؛ حيث تصدر العقوبات فيها من غير القضاة بزعم أنها من صلاحيات الأمير.
٦- الترويج لفقه الاستضعاف في التعامل مع الروس والنصيرية والدول الإقليمية وأنهم مضطرون للهدنة والصلح وتمرير الاتفاقيات التآمرية، وفي ذات الوقت يروجون لفقه التمكين وأحكام الخلافة في التعامل مع الجماعات المجاهدة، ويرفضون ما كانوا يطالبون به الدواعش من قبل وهو النزول لقضاء شرعي معتبر، بل وكثيرا ما يرفضون عقد الهدن أو الصلح مع الجماعات المجاهدة معتبرين أن الخيار الأمني هو الخيار المفضل لإذلال مخالفيهم
٧- أمنية الهيئة مخترقة على مستويات عليا، والمصب النهائي المتوقع لما تجمعه من معلومات وتقارير هو أجهزة مخابرات العدو؛ فمثلا استطاع النصيرية اختراق ملف خلف الخطوط وألقوا القبض على كثير من شباب الهيئة الذين عملوا في مناطق سيطرتهم، مما جعل قيادة الهيئة تشك في أهم المسؤولين بالمفصل الأمني عن ملف خلف الخطوط وتضع بعضهم في السجن بتهم العمالة، ثم بعد فترة تم الإفراج عنهم وتقييد الاختراق ضد مجهول!!!
وكما اخترق العدو ملف خلف الخطوط الأمني اخترقت كذلك المخابرات الدولية قسم التطوير “المفترض أنه سري جدا” وهناك قضايا في المكتب الأمني تتعلق بذلك، وهذان الاختراقان في أكثر مفاصل الهيئة سرية يدل على واقع سائر مفاصل الهيئة، ومنه يعلم المتابع أنه لم تعد هناك موانع من أن تصور قناة أورينت في معسكرات الهيئة؛ لأن أوراق الهيئة كلها مكشوفة أمام دول إقليمية وعالمية.
* وقد يقول قائل: إن عمل أمنية الهيئة ليس مقتصرا على الظلم، بل هناك تتبع لعملاء النظام النصيري وغير ذلك..
= والجواب: إن وجود بعض أنواع الخير لا يصحح مسيرة الظلم، فمن قتل في الجهاد مائة كافر ثم سفك ظلما دم عشرة مسلمين فإن اسمه الشرعي فاسق مجرم، ومن كشف خلية للنصيرية واعتقل عشرة مجاهدين ظلما فإن اسمه الشرعي فاسق مجرم.
والواقع أن أمنية الهيئة سائرة في عملها الذي تريده سواء بقي الحريص على دينه معها أو تركهم، فطريقتهم في توفير السكن والرواتب والمكافآت والسلطة الاجتماعية، وما يصل لبعضهم من أموال طائلة تحت مسمى “التنسيق مع الراصد ومقاسمته مكافأته” كلها أمور تجعلهم يأتون إن شاؤوا بعشرة أشخاص بدل الواحد الذي يتركهم..
يضاف إلى ذلك أن هذه الفتوى موجهة للمنصف الذي يتبرأ من جرثومة التحزب، ولكن هناك دراويش أو متأولون أو بسطاء… مخدوعون بشعارات الثقة في قيادتهم وزعم وجود مرجعية شرعية لهم فلا يتأثرون بكلام المشايخ والمجاهدين وعامة المجتمع؛ وبناء على ذلك فالعمل الأمني الذي فيه خير سيستمر لو تركهم الصادق، وكم ترك أخيار العمل معهم ومع ذلك استمر الأمنيون في عملهم الذي يجمع بين الحق والباطل والعدل والظلم والهدى والضلالة والخير والإجرام.
= ففر بدينك أيها الصادق، وانج بنفسك، واعلم أنك موقوف أمام الله وحدك، واعلم أن البصيرة نعمة مِن الله جل وعلا يمنَّ بها على من شاء من عباده، وتلك البصيرة تستوجب الشكر لله جل وعلا، والاستجابة لقوله سبحانه: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ).
واحذر أيها الحريص على دينك من حيلة الشيطان المكررة وهو أن يكون أول الأمر شهوة ثم يتم تغليفها بالشبهة، فكثير ممن كانوا مجاهدين في الصفوف الأولى ما انتقلوا إلى المفصل الأمني إلا بسبب الفقر والحاجة، وشعارهم: “كله جهاد؛ ولكن الرباط والمعارك جهاد فيه جوع والأمنية جهاد فيه شبع”، وهذا إن كان يقال وقت خفاء الظلم وقَبل سير الدوريات الروسية، فإنه ما عاد يصلح أن يقال اليوم، بل يقال: هناك جهاد فيه مشقة وهو الجهاد في ثغور المسلمين، وهناك فساد فيه لُعاعة من الدنيا وهو العمل كشرطي للظالم الذي يجلد ظهور المجاهدين ويطاردهم ويداهن الكافرين والمنافقين، ويقال: هناك ثغور فارغة على الجبهات لم تقم الكفاية فيها، وهناك أمنية ظالمة تزيد عدد أفرادها متى شاءت وتجلب للعمل معها من تشاء من الجنود البسطاء، (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
تتبقى مسألة: وهي البقاء في تلك الأمنية بنية رفع الظلم، وذلك بمساعدة المساجين المظلومين ومحاولة تهريبهم، ونقل المعلومات عما يحصل داخل ذلك المفصل من مؤامرات تحاك ضد الفصائل المجاهدة أو اتفاقيات مع الأعداء إلى من تفيده تلك المعلومات..، فمن بقي بتلك النية، وعمل حقا على تخفيف الظلم وإفشال المؤامرات وابتعد عن مباشرة الظلم بيده، فهذا ليس ممن ركن للظالمين.
* وبناء على ما سبق فإن الأصل في العمل بالمفصل الأمني للهيئة في هذا الواقع أنه مشاركة في الظلم وتعاون على الإثم والعدوان وإفساد لثورة أهل الشام المباركة، إلا لمن عمل حقا على رفع ظلم أمنية الهيئة وإفشال مؤامراتها.
🖋 والحمد لله رب العالمين.
الشيخ أبو شعيب طلحة المسير