علمانيو فلسطين – كتابات فكرية – مجلة بلاغ العدد ٢٦ – ذو الحجة ١٤٤٢ هــ
الأستاذ: الزبير أبو معاذ الفلسطيني
هلك العلماني نزار بنات بأيدي بني قومه ومِلَّته العلمانية؛ علمانيي فلسطين جنود اليهود، وذاق رشفة يسيرة من نفس الكأس الذي ذاقها أهل الإسلام في الشام بأيدي كفرة النصيرية والرافضة الذين كان يناصرهم ويصطف معهم نزار بنات ضد أهل الشام، بل كان يُظهر شماتته في المسلمين بلا حياء؛ مثلما كان يفاخر بعلمانيته، ويَسُب الله جهرا بقصد وعِلم.
ما يشد الانتباه أن هلاك هذا الزنديق جاء بعد نشرِه مقطعا مسجلا له وهو ينتقد ما عُرف بـ “صفقة اللقاحات الفاسدة”، وهذا ليس جديدا على هذا الهالك، فلقد كان كثير الانتقاد لفساد السلطة الفلسطينية الصهيونية؛ بسبب نزعته الثورية وميوله اليسارية، ولم تكن هذه السلطة تهتم بانتقاداته كثيرا، إلى أن سَجّل مقطعه الأخير وتطرق فيه إلى قضية تسليم المعارض السعودي ناصر السعيد، ولم يذكر أسماءً، إنما ذكر القضية ومَرّ عنها مرورا عابرا، لكن يبدو أن هذا التطرق كان سبب قتله؛ لأن أحد المتهمين في قضية تسليم المعارض السعودي هو طاغوت فلسطين محمود عباس نفسُه، فصدرت الأوامر بقتل بنات وإسكات صوته النشاز بالنسبة لعباس وزبانيته.
هكذا هم هؤلاء العلمانيون الزنادقة، كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله، منذ أن صعدوا في القرن الماضي على رأس القضية الفلسطينية وقادوا ثورتها حتى مسخوا القضية، وجعلوا ثورتها من أخس ثورات التاريخ الحديث، فهم مجموعة من العلمانيين الذين يعملون بلا دين، ومرتزقة يشتغلون لمن يدفع، وفجرة مجردون من الأخلاق، فلقد كانت لياليهم الحمراء التي يقضونها مع كؤوس الخمر والعاهرات مشهورة معروفة.
أما بالنسبة لقضية ناصر السعيد فلقد كانت وستبقى عارا يلاحق هؤلاء الزنادقة، إلا أنهم لا يستعرّون من عار، ورغم أن ناصر السعيد كان فكره قوميا قريبا من فكر عرفات وفتح إلا أنهم غدروا به وخانوه؛ حيث كان مسؤولُ منظمة التحرير الصهيونية في دمشق آنذاك هو محمود عباس، وهو الذي أمّن السعيد ثم غدر به، بعد أن استدرجوه إلى بيروت فقام المسؤول الأمني المدعو عطا الله عطا الله أو أبو الزعيم -كما يلقبونه- بتسليم السعيد إلى المخابرات السعودية وقبض ثمن غدْرَته، ثم تقاسم هؤلاء المرتزقة المال بينهم.
وقرار قتل نزار بنات بعدما تطرق إلى معبود العلمانيين الفلسطينيين محمود عباس يذكرنا بقرار قتل الرسام الفلسطيني ناجي العلي بعدما تطرق إلى عشيقة المعبود السابق لخونة فلسطين ياسر عرفات، فلقد قام العلي برسم كاريكاتور يُعرّض فيه بنفوذ عشيقة ياسر عرفات آنذاك، وهي المصرية رشيدة مهران، وللفلسطيني العلماني الذي لا يعرف عشيقة “رمزه” نقول له: يكفيك أن تعلم أن تاريخ إعلان دولة الوهم وما يسمى بـ “دولة فلسطين” التي تتفاخر بها كفلسطيني عام 1988 في الجزائر= كان هذا التاريخ موافقا لتاريخ عشيقة رمزك ياسر عرفات، نعم، لقد اختار العلماني ياسر عرفات تاريخ 15 نوفمبر 1988 ليعلن “دولته” الفلسطينية موافقا لتاريخ مولد عشيقته المصرية التي وُلدت في نفس التاريخ عام 1935، وأهداها هذه الهدية في “يوم ميلادها” تعبيرا عن عشقه وهيامه، نعم، هذه هي القضية الفلسطينية في نظر هذا الهالك الزنديق زير النساء، ليست سوى وسيلة ليصنع بها مجده الزائف، ويستغلها ليقضي بها وطره من متع الحياة الدنيا الدنيّة بين النساء والأموال الطائلة والنفوذ المطلق.
رشيدة مهران بسبب أنها عشيقة “الرئيس” أصبحت صاحبة نفوذ داخل ما سمي بـ “الثورة الفلسطينية”، فهي التي رافقت عرفات في حله وترحاله، وباتت في مخدعه سنين طويلة، بل كتبت كتابا وأسمته “عرفات إلهي” تمت طباعته وترجمته على نفقة المنظمة، وجعلها عرفات مستشارته الثقافية، وأصبحت عضوا في ما يسمى باتحاد الكتّاب الفلسطينيين، ولم يكن يمر قرار دون موافقة رشيدة مهران، لمجرد أنها مؤنسة وخليلة “الزعيم الرمز”.
وبعد أن تزوج عرفات بسهى الطويل؛ محطتُه الأخيرة المعلَنة مع النساء= خرجت رشيدة مهران من حياة عرفات وحياة الفلسطينيين كما خرجت غيرُها من النساء، وعادت أدراجها إلى مصر بما حملته من أموال طائلة افتتحت بها مشاريعها التجارية، ومع ذلك بقيت تتقاضى راتبها كمستشارة ثقافية! حتى بعد هلاك عرفات؛ ومن أموال الفلسطينيين المنهوبة!
لم تكن رشيدة مهران الوحيدة في حياة “الرمز الفلسطيني” الملعون، فهناك أخريات عُرفن في داخل أوساط عرفات ودوائره المحيطة ولم يكن ذلك يشكل أمرا طاعنا في شخص عرفات أمام من حوله ممن يقدمونه للشعب على أنه الرمز الكبير، فليس الخنا بشيء ذي بال في عُرف هؤلاء الزنادقة، فمن النساء اللواتي رافقن عرفات طويلا نجلاء عادل ياسين أم ناصر، والتي “آنست” عرفات 18 عاما، وأدارت مكتبه في تونس، ثم أخذت حصتها من ملايين “الثورة” هي الأخرى وذهبت إلى حيث تكمل حياتها، مع بقاء مرتبها الضخم ساريا -أيضا- من منظمة التحرير الصهيونية.
ومن عشيقات “القائد الرمز” سميرة جربوع، ولقد عملت معه أيضا في تونس لمدة خمس سنوات إلى أن كافأتها “الثورة” على “جهادها المقدس مع فخامة “رئيس الثورة” فتم تعيينها سفيرة في تونس ثم في روما.
ومن عشيقات “القائد الرمز” أيضا ندى يشرطي، وهي أرملة خالد يشرطي رفيق “النضال الوطني” مع المناضل ياسر عرفات! وبعد أن افتُضحت علاقة الزعيم بأرملة أحد “شهداء” هذه الثورة الملعونة تم اغتيال هذه الأرملة عام 1973 لتلحق بزوجها، ثم نُسبت عملية الاغتيال إلى الموساد كما نُسبت عملية اغتيال ناجي العلي.
وبعد أن أدركت عرفات الشيخوخة وزحف الشيب إلى رأسه وسكنت نفسُه وما عادت تميل إلى النساء= قرر “الاستقرار” مع زوجة علنية، خاصة عندما تقرر أن يستقر في بلده قبل توقيع اتفاق الخيانة العظمى في أوسلو، فأُعلِن فجأة عن زوجة الزعيم؛ الحسناء -النصرانية يومها قبل أن تعلن إسلامها بعد ذلك بمدة- سهى الطويل، أو سهى عرفات كما باتت تُعرف فيما بعد، ولقد نقل المقربون أنه تزوجها بعد ضغوط من أهلها؛ ليصلح ما أفسده طيلة فترة مرافقة الحسناء له، وفعلا تم الزواج واستيقظ الشعب ليرى أمامه زوجة الزعيم، لتدور الأيام وتعلن سهى الطويل عن ندمها على الزواج من عرفات، وأنها طلبت الطلاق مرارا وهو الذي كان يرفض، سها الطويل أعلنت بعد هلاك زوجها أنها تحلم في فلسطين برمزٍ كأتاتورك! وتود أن تر الدولة الفلسطينية كالنموذج التركي، والذي أشادت به كونه يسمح للنساء بارتداء ملابس السباحة، نعم هذا هو المثال الذي ضربته تدليلا على أفضلية النظام التركي في نظرها الفاسد.
هذا ما ظهر من حياة “زعيم الثورة الفلسطينية المباركة”، وما خفي أفجر وأفحش، وهو الذي كان يقول إنه “تزوج القضية” ليستدر عواطف البلهاء، واتضح أنه قد تزوج القضية فعلا، ولكنه زواج بلا عقد ولا ولي ولا شهود، فحملت القضية منه سفاحا، ثم وَلدت ذاك الولد المسخ في الضفة الغربية؛ الذي تبناه اليهود وأنبتوه نباتا طالحا.
وللحديث بقية إن شاء الله في مقال قادم عن علمانيي فلسطين وكيف مسخوا القضية الفلسطينية وجعلوا ثورتها ثورةً علمانية وثروةً للاسكتساب، هؤلاء المرتزقة لا يرون في القضية سوى جسرا يَعبرون عليه إلى ملذاتهم وأطماعهم القذرة.
لتحميل نسخة من المجلة يمكنك الضغط هنا
لقراءة باقي المقالات يمكنك الضغط هنا