الرافضة عقيدةً – مجلة بلاغ العدد ٦٦
الشيخ: محمد سمير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد؛
فإن المسلم مأمورٌ بأن يحكّم شرع الله تبارك وتعالى في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ، ومأمورٌ بأن يضبط تصرفاته وفق ضوابط الشريعة فلا يُقدم على أمرٍ حتى يضعه في ميزان الكتاب والسنة، فلا يحل لمسلمٍ أن يتبع هواه ثم يطوع له النصوص أو يساير عواطفه ثم يلوي أعناق الأدلة لتكون مساعدةً له، وقد رأينا أن بعضًا من طلبة العلم والمشايخ قد فتن برافضة لبنان وحزبها بعد أن شنَّ اليهود عليه الحرب وقتل معظم قادته وزعمائه.
وسمعنا من هؤلاء كلامًا لا يستقيم بحالٍ فإن دين الرافضة لا علاقة له بدين الله أبدًا، وإن تاريخهم القديم والحديث يشهد بإجرامهم وحقدهم على أهل السنة وسعيهم للنيل منهم وسفك دمائهم واستباحة مقدساتهم، ولا تزال دماء أهل الشام التي سفكها الرافضة في ربوع سوريا طرية لم تجف بعد، ولا يزال الأحرار من أهل السنة يقبعون في السجون، ولا زال المهجرون مبعثرين في أرجاء الأرض بعد أن سلب الرافضة ديارهم.
وفي هذا المقال سنعرض لبعض عقائد الرافضة التي تبين انسلاخهم من دين الله، ثم نتحدث في مقالٍ قادمٍ إن شاء الله عن نظرتهم إلى أهل السنة وتاريخهم المترع بالغدر والخيانة، ونقول: لعن الله اليهود والرافضة وأدام أوار الحرب مشتعلةً بينهم حتى يُفني بعضهم بعضًا ويُهلك بعضهم بعضًا، ونسأل الله أن ينصر أهلنا في غزة ويمكنهم من رقاب اليهود أحفاد القردة والخنازير.
*عقائد الرافضة:
أولًا: تحريف القرآن:
من عقائد الرافضة أن القرآن محرفٌ، قد دخله التبديل والتغيير والزيادة والنقصان، وهذا الكفر المبين والإفك الواضح تفيض به كتبهم ويصرح به علماؤهم وهاك أمثلةً يسيرةً على ذلك إذ الحصر متعذر، كيف وقد نص النوري الطبرسي أن روايات التحريف تبلغ عندهم ألفي رواية، وقد ألف هذا الزنديق كتابًا مفردًا في ذلك سماه “فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب”.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “إن القرآن الذي جاء به جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر آلف آية”.
عن أبي بصير قال: “دخلت على أبي عبد الله عليه السلام… ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة؟ قال قلت: وما مصحف فاطمة؟: قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد”.
عن أبي الحسين موسى عليه السلام أنه كتب إلى علي بن سويد وهو في السجن: “ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ولا تحبن دينهم فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم، وهل تدري ما خانوا أماناتهم؟ ائتمنوا على كتاب الله، فحرفوه وبدلوه”.
عن أبي جعفر عليه السلام قال: “لولا أنه زِيد في كتاب الله ونقص ما خفي حقنا على ذي حجى – ولو قد قام قائمنا صدقه القرآن”.
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: “رفع إليّ أبو الحسن عليه السلام مصحفاً وقال: لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه {لم يكن الذين كفروا} فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، قال: فبعث إلي ابعث إليّ بالمصحف”.
ذكر الكليني في صحيحه الكافي “عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل “ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة بعده فقد فاز فوزاً عظيماً، هكذا نزلت”.
ثانيًا: تكفير جمهور أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام:
يعتقد الرافضة أن معظم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد ارتدوا بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك ترى تدينهم بسب الصحابة ولعنهم.
عن أبي جعفر أنه قال: “كان الناس أهل الردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي”.
عن موسى بن جعفر – الإمام المعصوم السابع عندهم – أنه قال: “إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله – رسول الله الذي لم ينقضوا عليه؟ فيقوم سلمان، والمقداد، وأبو ذر”.
ثالثًا: جعل الولاية أصل الدين:
أصل الدين عند الرافضة هو الولاية وليس التوحيد، ولذلك لا ترى لهم اهتمامًا بالتوحيد أبدًا، بل تراهم دائمًا حريصين على الشرك وصرف العبادة لا سيما الاستغاثة لغير الله فتراهم في الملمات والشدائد يصرخون يا علي، يا حسين، كما تراهم يطوفون حول القبور ويتمسحون بها وينذرون لها ولهم في هذا أعاجيب في الغلو كما سيأتي.
عن حبة العوفي أنه قال، “قال أمير المؤمنين (علي) إن الله عرض ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الأرض، أقربها من أقر، وأنكر من أنكر، أنكرها يونس (عليه السلام) فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها”.
عن أبي الحسن “ع” قال: “ولاية علي مكتوبةٌ في جميع صحف الأنبياء ولن يبعث الله رسولاً إلا بنبوة محمد صلى الله عليه وآله ووصية علي عليه السلام”.
عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر يقول: “إن الله أخذ ميثاق النبيين على ولاية علي وأخذ عن النبيين بولاية علي”.
رابعًا: تأليه الأئمة:
يرفع الرافضة الأئمة إلى مرتبة الألوهية ويجعلون الكون بكل ذراته خاضعًا لهم وأن الدنيا والآخرة تحت تصرفهم.
عن أبي عبد الله أنه قال: “إن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء”.
عن عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن الباقر أنه قال: “نحن ولاة أمر الله، وخزنة علم الله، وعيبة وحي الله”.
خامسًا: التقية:
ما اشتهر الرافضة بشيءٍ شهرتهم بالكذب الذي يسمونه التقية ويجعلون ذلك من أركان الدين الذي لا يسع أحدًا تركه، وجهل بعض الناس بتقية الرافضة وقلة خبرتهم تجعلهم يقعون في طاماتٍ عظيمةٍ لتصديقهم كلام الرافضة الذين يتكلمون أمامهم بشيءٍ ويسرون في صدروهم أمرًا آخر يظهرونه في مجالسهم الخاصة، وقد سعى عدد من علماء السنة في التقارب مع الشيعة ثم لم يلبثوا أن اكتشفوا أن الشيعة كانوا يكذبون عليهم فرجعوا عن ذلك وسطروا تجاربهم محذرين غيرهم من الوقوع في الخطأ نفسه كالشيخ مصطفى السباعي كما ذكر قصة في كتابه السنة النبوية ومكانتها في التشريع والشيخ سعيد حوى وقد ألف كتابًا يحذر فيه من الرافضة سماه “الخمينية شذوذ في العقائد والمواقف” والشيخ القرضاوي وغيرهم، ولكن يأبى البعض إلا أن يقع في أخطاءَ حذر منها من وقع بها ونبه إليها من خاض تجاربها.
عن أبي جعفر: “التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له”.
عن أبي عمر الأعجمي أنه قال: “قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا عمراً إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له”.
عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: “يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله”.
وللرافضة عقائد باطلةٌ كثيرةٌ في الشرك والمتعة والخمس وأهل البيت ولكن كما يقال يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ومن أراد الاستزادة فعليه بالكتب التالية:
ــ لله ثم للتاريخ كشف الأسرار وتَبْرِئَةُ الأئمةِ الأَطهارِ لحسين الموسوي.
ــ الشيعة والسنة.
ــ الشيعة والتشيع.
ــ الشيعة والقرآن.
ثلاثتها لإحسان إلهي ظهير الباكستاني.
ــ صورتان متضادتان عند أهل السنة والشيعة الإمامية لأبي الحسن الندوي.
ــ كسر الصنم (عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول دراسة نقدية شاملة لأحاديث أصول الكافي) للبرقعي.
ــ الكافي دراسة نقدية لعبد الرحمن دمشقية.
ــ أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية – عرض ونقد لناصر القفاري.
ــ أصول وعقائد الشيعة تحت المجهر ودور ابن سبأ في تأسيسها ونشأتها لحافظ موسى عامر.
ــ الأصول التي خالف فيها الشيعة الاثني عشرية أهل السنة والجماعة لسعد البريك.
ــ مع الاثني عشرية في الأصول والفروع لعلي السالوس.
وإلى مقالٍ قادمٍ بإذن الله نذكر فيه نظرة الشيعة إلى أهل السنة ونبذًا من تاريخهم تاريخ الغدر والإجرام، والحمد لله رب العالمين.
لتحميل نسخة من المجلة BDF اضغط هنا