اللاجئون السوريون وانتظار المجهول – كلمة التحرير – مجلة بلاغ العدد ٤٨ – شوال ١٤٤٤هـ⁩⁩⁩⁩

كلمة التحرير

– تفجر الصراع في السودان فجأة وأصبح أكثر من مائة ألف سوري في دائرة الخطر؛ لا دولة تستقبلهم فينزحون لها، ولا عشائر وقبائل يأوون إليها، ولا تجمعات بينية تدير شؤونهم، وهم بشكل عام ينتظرون المجهول تحت خطر الاستهداف العشوائي، أو الزج بهم في محرقة، أو الترحيل لأماكن سيطرة النظام النصيري..

– وفي لبنان زادت السلطات الغاشمة والطائفيون الحاقدون من الاعتداءات على السوريين وترحيلهم إلى أماكن سيطرة النظام النصيري، مع محاولات لنقل السوريين الأسرى في سجونهم إلى سجون النظام النصيري.

– وفي تركيا يتزايد الضغط على اللاجئين السوريين وكذلك الاعتداءات العنصرية، وأصبحت المزاودة بعداوتهم والعمل على ترحيلهم دعاية انتخابية يومية تتبارى فيها الحكومة والمعارضة، مع التوقف الحالي عن استقبال المرضى السوريين من الأراضي المحررة مما أدى لوفاة أعداد من أصحاب الأمراض الخطيرة كالسرطان والقلب داخل سوريا.

– وفي دول كالسويد وألمانيا وغيرها فإن سحب الأطفال السوريين من آبائهم بالقوة مستمر وفي تزايد مع تحويلهم لأسر نصرانية أو شاذة تتولى سلخهم عن الإسلام.

– وفي عدد من الدول حصل سوريون على جنسيات تلك الدول فأصبح أكثرهم أبعد ما يكون عن متابعة أوضاع الساحة فضلا عن المشاركة في صنع أحداثها خوفا من خسارة جنسيته الجديدة، والعادة في مثل هؤلاء أن كثيرا منهم ينسلخ عن الدين والأخلاق شيئا فشيئا وجيلا بعد جيل.

– وفي ظل ما سبق فإن النظام النصيري يفتح أبوابه لاستقبال العائدين طوعا أو كرها؛ شامتا بهم وزاجا بهم في صفوف جيشه المتهالك ليحرقهم في شتى الجبهات الداخلية والخارجية التي يزج فيها قطعان جنوده.

* وأمام هذه التحديات الكبيرة فإنه لا تظهر إلى الآن آلية لاستنقاذ هؤلاء الناس أو تجنيبهم المصير السيئ، سوى الشجب والتنديد والمطالبة والاستجداء، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وإزاء ذلك فإنه من المهم العمل على:

– تشجيع السوريين على العودة إلى المناطق المحررة، وتوفير البيئة المناسبة لاستقبالهم وتفعيلهم ليكونوا إضافة جديدة للواقع وبناة للمجتمع.

– توجيه السوريين في الخارج إلى اختيار الدول والمناطق الأصلح لدينهم ودنياهم قبل أن تحل عليهم الكوارث في الدول والمناطق التي تضطهدهم.

– تفعيل طرق التهريب الدولية التي تساعد في إخراج السوريين من المناطق الخطرة إلى المناطق المحررة أو المناطق الأقل ضررا.

– البحث عن الوسائل الفاعلة الضاغطة التي يمكنها إجبار الدول التي تريد تسليم السوريين للنظام النصيري المجرم على التوقف عن ذلك.

– فتح الجبهات وإشعال المعارك الحقيقية التي تستهدف تحرير البلدات والمدن؛ فإن الهدنة المقيتة القائمة المزعومة هي من أهم وسائل العدو في الترويج لكذبات انتهاء الحرب وانتصاره فيها وحلول الأمان بأماكن سيطرته، مما يجعل عددا من الدول تتعاون مع النصيرية في ترحيل اللاجئين، ويجعل بعض اللاجئين يتماشون مع تلك الإجراءات التي تستهدف إعادتهم دون تنبه للخطر الماحق الذي ينتظرهم.

 

حفظ الله إخواننا المهجرين ووفقهم لما يحبه ويرضاه، والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى