كلمات من القلب مجلة بلاغ العدد ٥٦ – جمادى الآخرة ١٤٤٥ هـDecember 21, 2023
الآنسة: خنساء عثمان
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
أختي المؤمنة
هذه عصارة قلب يذوب أسى
على حال بنات المسلمين ضحايا أفكار هدامة يبثها أعداؤنا فيهن منذ نعومة أظفارهن ليزيدونا إذلالًا ويبقوا جاثمين على صدورنا عن طريق تجمعاتهم ومنظماتهم.
الذين يعيثون فسادًا في بلاد المسلمين.
وخاصة المنكوبة منها مثل: سوريا فلسطين و….و…و.. والله المستعان مستغلين النزوح والفقر والحاجة الماسة للقمة العيش ويساعدهم على ذلك من توسد أمر هذه البلاد المنكوبة ممن تملكتهم شهوة الحكم فسعوا إلى إرضاء أسيادهم أعداء الإسلام بإطلاق يد هذه المنظمات وتركها تفسد كما تشاء أبناء وبنات المسلمين، وليذهب الناس إلى الجحيم وليذوقوا من أصناف الإفساد ألوانًا فداء لبقائهم في الحكم.
وهذا ما حصل عندنا في هذه البقعة من بلاد الشام، فقد أُطلقت أيدي هذه المنظمات المفسدة كاليونيسيف ومنظمات تمكين المرأة بين النازحين والمحتاجين فهم يعطون المال والكساء بيد ليسحبوا باليد الأخرى بقايا العفة والحشمة إن كان هناك بقايا لهما، أو ليزيدوا من جهل الجيل بدينه وبمنهاج ربه ولينسلخ هذا الجيل من الدين نهائيا.
ولتخرج المرأة من بيتها وتخالف أمر ربها.
ولترفض النصح ولا تحب الناصحين.
بل على العكس تبغضهم و تعاديهم.
لاعتقادها أنهم يستبدون بها ويضيقون عليها في فكرها وطريقة حياتها ويتدخلون في ملابسها بحجة أنهم يحافظون عليها ويخافون عليها من الذئاب البشرية فتبدأ بالصيحات المتتالية والعبارات المعلبة.
كقولها: أنا أرفض تدخل أحد في حياتي.
جسدي ملك لي وليس لأحد التدخل فيه.
لا تتدخلوا بملابسي.
أعطني كرامتي ولا تهني بفرض الحجاب علي.
عجبًا لهم كيف أقنعوها أن الحجاب والستر والمحافظة على المرأة والخوف عليها من السقوط إهانة!!
إلا إذا كان الاهتمام بالحفظ يعني الامتهان.
وكل منا يتفاوت في حفظ ما عنده حسب قيمته لديه.
فالأشياء التافهة والسقط من المتاع.
لا يبالي الشخص به أهو في داخل المنزل أم خارجه أهو موجود أو مفقود؟
وكلما غلت قيمة الشيء زاد الاهتمام به والحرص عليه.
فالنفيس من الثياب في الخزانة المغلقة.
وأثمن من ذلك الأوراق والمستندات المهمة في خزانة خاصة في أقصى المنزل، أما الذهب والمال ففي صناديق خاصة لا تقبل الكسر وتقاوم الحريق وتعسر على الفتح أو السرقة.
فهل حفظ الذهب أو المال بهذه الطريقة امتهان له أو تفضيل له على غيره؟
وأثمن ما في المجتمع نساؤه وكسرهن لا ينجبر أبدا.
لكن أعداءنا يريدون كسرهن ويريدون شقاءهن.
ويريدون حرمانهن من السعادة التي وهبهن إياها الإسلام.
فيبثون منظمات تزعم تحرير للمرأة.
وهي في الحقيقة تزيد من معاناتها.
فبدلًا من أن يطالبوا الرجل أو يجبروه على الإنفاق عليها لأن هذه المهمة هي مسؤوليته.
يطلقون النداءات والصيحات التي تندد بقرارها في البيت، ويزعمون أنه تسلط أبوي يمارَس ضد ابنته أو استبداد الزوج وقسوته مع زوجته، وهو في الحقيقة رحمة الأب أو الزوج السوي والفطرة السليمة.
تدفعه لينفق عليها ويحميها من مساوئ العمل وشقائه.
ولكن أنى للفتيات أن يفرقن بين الحق والباطل.
وخاصة أن الباطل قد دُعم من أصحاب النفوذ والقرار.
واتخذ ألوانًا شتى مغرية تستهوي النفوس الضعيفة، والتي هي في الأصل ضحية لم تأخذ حقها من التوعية الصحيحة ضد هجمات المفسدين فتغريها الأساليب التي تنشر الضلال ومنها: الهدايا والمسابقات والإغراء بالشهادات والوظائف.
فتحسب عدوها صديقًا رحيمًا جاء ليخلصها من ضغط المجتمع الظالم المتسلط المستبد الذي لا يراعي مشاعر الفتاة ولا مطالبها الطبيعية.
ليعطيها هو حريتها تخرج متى تشاء وتلبس ما تشاء وتصاحب من تشاء وتعمل ما تشاء لتعيش حياة سعيدة وهو ما يطلقون عليه اسم تمكين المرأة.
وما هو إلا استخدام المرأة لهدم المجتمع وتجريدها من مهمتها في بناء المجتمع كما يحبه الله ويرضاه
فمن لنا بتوعية فتياتنا ونسائنا.
ليعرفن الصديق من العدو.
وينبذن منظمات تحرير المرأة.
لأنها هدفها الحقيقي هو إشقاء المرأة وإبعادها عن مهمتها الرئيسية وهي حفظ المجتمع ونشر السعادة في البيت وإنشاء جيل يرجع عزة الإسلام.
وينبذن اليونيسيف لأن هدفه إبعاد الجيل عن دينه وعقيدته ليكون جيلًا تافهًا همه إشباع بطنه ورغباته، لا يعرف كيف يحمي حماه من أعدائه.
ولا تغرهن الهدايا والمعونات والمسابقات والأساليب المغرية التي يقومون بها فما هي إلا السم في الدسم.
ويرجعن إلى تعاليم دينهن.
فلم يحرر المرأة تحريرًا حقيقيًا إلاّ الإسلام.
ولم يكرمها إلا الرجل الذي التزم بالإسلام.
وأطاع الله ورسوله.
ألم يقل صلى الله عليه وسلم: «مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ، فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا”؟».
ألم يقل صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ؟».
أي عاملوهما برفق وشفقة، ولا تكلفوهما ما لا يطيقانه، ولا تقصِّروا في حقهما الواجب والمندوب.
بل الأحكام التي جاءت في القرآن والسنة كلها تؤكد على ضمان حقوق المرأة في الإسلام فإن ضل المسلمون عن الطريق وتركوا أحكام الإسلام فظلمت المرأة.
فليس الحل أن تترك الإسلام وترمي نفسها للنسوية وسيداو
إنما الحل هو الرجوع للدين الحق، والدعوة الإلهية والجهاد في سبيل الله لإحياء الأمة وردها لدينها.
أعاننا الله على ذلك وأزال من طريقنا العوائق لعل المرأة تسعد ولعل الرجل يسعد ولعل الطفل يسعد والكل يسعد في ظل شريعة الله والله المستعان على ذلك.
اللهم إليك المشتكى
رد بناتنا وشبابنا إلى دينك ردًا جميلًا
والحمد لله رب العالمين