سقوط الهيبة – كلمة التحرير – مجلة بلاغ العدد ٥٩ – رمضان ١٤٤٥ هـ – March 19, 2024
كلمة التحرير
تعظيم الشريعة من أهم الواجبات المناطة في أعناق المسلم، ويعظم هذا الواجب أكثر في حق الأمراء والولاة، فإذا عظّم الأمير الشريعة وعمل على إقامتها ولم يبال بسخط أحد رفع الله قدره وأعلى ذكره وجعل له المحبة في قلوب المؤمنين والهيبة في قلوب الناس.
قال الإمام الفضيل بن عياض: “إنما يهابك الخلق على قدر هيبتك لله”.
أما إذا فرّط في ذلك والتمس رضا الناس بسخط الله أخزاه الله وكتب له سوء الذكر وألقى بغضه في قلوب المؤمنين والاستخفاف به في قلوب الناس.
قال العمري الزاهد: “من ترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، مخافة من المخلوقين، نزعت منه الطاعة، ولو أمر ولده أو بعض مواليه لاستخف بحقه”.
وقال الشيخ الطريفي: “من رأى هيبة الدين تُنتهك فتركها خوفاً على هيبته ومكانته؛ أسقط الله هيبته من القلوب بمقدار ما سقط من هيبة الدين بتركه، فالجزاء من جنس العمل”.
وما نراه اليوم من سقوط هيبة الظالمين وجرأة كل أحد عليهم حتى الصبيان لهو من عاجل عقوبة الله لهم لإعراضهم عن الحق وتعطيلهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجترائهم على الحرمات ومحاربتهم المصلحين ومداهنتهم الأعداء وزيغهم عن أمر الله.