ترخيص السلاح بإدلب خطوة في طريق قتل الثورة
فوجئ أهالي إدلب بتعميم يطالبهم باستخراج رخص للسلاح الفردي في خطوة مدمرة تضر الثورة ولا تنفع لأنها تعني ما يلي:
– الإدارات المحلية هي إدارات متغيرة والواقع الداخلي متبدل في ظل متغيرات الثورة الكثيرة، فكم من منطقة تعاقبت عليها إدارات من هذا الفصيل ثم من ذاك، وكم من منطقة وقعت تحت سيطرة الدواعش وال ب ك ك والنصيرية والثوار والمجاهدين في فترات زمنية متلاحقة، فجمع أسماء وأنواع السلاح في المحرر هو اختراق أمني ضخم للثورة يهدد مستقبلها.
– علاقة المجتمع الثوري بالسلاح ليست علاقة دفاع شخصي في حالة هجوم لصوص مثلا، بل هو مجتمع متأهب لكل الاحتمالات كاختراق العدو لجبهة وكحصول إنزال جوي وكهجوم خلية دواعش…؛ فمن الطبيعي أن يوجد عند أشخاص منه بواريد ورشاشات وقواذف وحشوات وهاونات وقنابل حتى ولو لم يكن الثائر والمجاهد حاليا يعمل في العمل العسكري المباشر، وكم من منطقة هجم الأعداء عليها واخترقوا صفوف المرابطين فحصل النفير العام وقاوم الثوار كل بما حفظه من سلاح في سنوات الثورة.
ومن الطبيعي كذلك أن يكون عند شخص عدة قطع من السلاح وأن تشتري المرأة ببعض ذهبها سلاحا تعطيه لقريبها عند المعارك مشاركة منها في الأجر، هذا هو واقع الحرب وهو واقع جيد يساعد في رفع جاهزية العتاد، فالتضييق على هذا الواقع يصب في صالح العدو.
ومن المعتاد كذلك أن تنفجر مستودعات الفصائل وتذهب خيرات المحرر من سلاح وذخيرة هباء منثورا في لحظة عين، فاتكاء المجتمع على تلك المستودعات فقط في حفظ سلاحه اتكاء على جرف هار.
– منع تجارة الأسلحة في الواقع الجهادي يعني نقل مهربي الأسلحة ما بقي من سلاح في إدلب لمناطق ال ب ك ك ولمناطق درع الفرات ولخلايا الدواعش فهم الذين سيهتمون بشراء الأسلحة بأنواعها والذخائر من بيئة تطارد من عنده أسلحة.
– وهناك تجربة شاهدة على فساد التضييق على الأسلحة وهي تجربة منع وإغلاق ورش تصنيع الهاون المحلي وقذائفه، وقصر الأمر على ورش محدودة، وبعد أن كانت لكل كتيبة ورشة أُغلقت تلك الورش وأصبح الاعتماد على المستورد وبعض المحلي في الورش الباقية، فلما جاءت الحملة الماضية من عدة محاور كان هناك عجز واضح في المدفعية وانهارت مناطق لعدم وجود تغطية مدفعية كثيفة تعيق تحرك العدو بسبب القرار الأحمق الفاسد بمنع الورش.
ومن أراد الحقيقة بلا مجاملات فإن الذي يحتاج تنظيما هو استخدام بعض الفصائل للسلاح ضد الأهالي فأغلب الدماء التي تراق هي بسبب ذلك، فكم من قتيل سقط بسبب حماقات الحواجز التي تطلق النار بالشبهة على من لم ينتبه للحاجز فلم يتوقف عنده أو أسرع قليلا، وكم من قتيل سقط بسبب حماقات قوات المداهمة التي تعتقل الناس بسبب وبدون سبب وبإنذار وبدون إنذار، وكم من قتيل بسبب تهور قيادات أدمنت اقتحام المدن والقرى المحررة بالدبابات والمدفعية والرشاشات لإذلال خصم أو عنادا في مخالف، وكم من قتيل في انفجارات مستودعات الأسلحة التي توضع بالمناطق السكنية
إن من الغباء التام استنساخ قوانين صادرة في بيئة لا حروب فيها وتعميمها على بيئة ثورية مجاهدة متسارعة الأحداث كثيرة التغيرات بزعم تنظيم الأمور، فأفيقوا يا قوم وانزلوا من أبراجكم العاجية التي لا تبصر الواقع أصلا فضلا عن أن تصلحه.