الكذّاب الجولانيّ والحقيقة المفقودة بين الرّواية القديمة والجديدة (1)
الكذّاب الجولانيّ والحقيقة المفقودة بين الرّواية القديمة والجديدة (1)
لم تشهد الثّورة السّوريّة المباركة منذ انطلاقتها في 15 آذار 2011 حتى الآن زعيماً -أو بالأحرى رئيس عصابةٍ- منافقاً كذّاباً كذوباً تِكْذَاباً مثل أبي محمّد الجولانيّ الذي نافس بنفاقه عبد اللّه بن أبيٍّ بن سلولٍ وشابه بكذبه مسيلمة الكذّاب، كذبٌ في اللّيل والنّهار ونفاقٌ في الصّباح والمساء، يكذب على خصومه كما يكذب على جنوده ويكذب على القريب والبعيد والحليف والصّديق، اتّخذ الكذب مبدأً والنّفاق منهجاً، وجعل الكذّابين له بطانةً والمنافقين له حاشيةً، وجعل الصّدق خصمه اللّدود وعدوّه الأوحد وحارب الصّادقين وغيّبهم بأقبيته السّوداء.
وفي قضيّة العمالة التي ظهرت للعلن منذ 9 شهورٍ بان للجميع حجم كذب الجولانيّ وخداعه وإجرامه الذي مارسه ليس بحقّ جنوده فحسب بل بحق الثّورة السّوريّة كلّها، وسنبيّن لكم في هذه السّلسلة جزءاً يسيراً من التّناقضات بين رواية الجولانيّ الأولى القديمة وروايته الثّانية الجديدة -من دون إثباتٍ أو نفيٍ لأحدهما- واللّتان لم تشتركا ولم تتقاطعا أبدا إلا بقاسم مشترك واحد وهو الكذب ولا يمكن أن تجتمعا معاً إلا في عقل شخصٍ مجنونٍ مختلٍّ عقليّاً -مثل الجولانيّ- لا مكان له إلا في مشفى المجانين “العصفوريّة”!.
فعند بداية كشف خلايا العملاء في 15 أيّار 2023 واعترافهم -دون ضغطٍ وفق الرّواية القديمة- على عشرات الأمنيّين والإعلاميّين واعتقالهم تدريجيّاً ظلّ الجولانيّ متكتّماً على الأمر ولم يعترف به إلا بعد شهرين في 16 تمّوز 2023 حيث قال على لسان المجرم حكيم الدّيريّ: “ثبت لدينا بالتّحقيقات تورّط المجرمين بالعمالة لصالح الاستخبارات الرّوسيّة مباشرةّ و عددهم 54 وأُثْبِتَت التّهم على 29 منهم“، لنتفاجأ اليوم أنّ الجولانيّ أخرج أكثر من 20 شخصاً من ال29 المقصودين وسيخرج البقيّة بفترةٍ لاحقةٍ،
فيا أيّها الكذّاب الجولانيّ:
إن ثَبَتَت تُهَمُ هؤلاء ال29 جميعاً وفق الرّواية القديمة فكيف ثبتت براءة معظمهم وأخرجتهم بعد 7 شهورٍ فجأةً وفق الرّواية الجديدة؟!،
وإن كانوا أبرياء فعلاً الآن وفق الرّواية الجديدة فكيف ثبتت تهمهم وفق الرّواية القديمة؟!،
وأين الأدلّة التي اعتمدت عليها بإثباتها، وكيف أبطلتها فجأةً؟!،
وأين الحوالات الماليّة والرّواتب الشّهريّة التي ادّعيت أنّهم قبضوها؟!،
وأين أقلام التّصوير وأجهزة التّسجيل والتّنصّت التي ادّعيت أنّك صادرت 40 منها عند اعتقالهم؟!،
وأين المحادثات وغرفة الواتس آب التي ادّعيت أنّهم مشتركون بها يتلقّون منها أوامر مباشرةً من أعداء الثّورة السّوريّة؟!،
وأين الشّرائح التي زرعوها وادّعيت اكتشافها وإتلافها؟!،
وأين مئات آلاف الدّولارات التي ادّعيت مصادرتها عند اعتقالهم؟!،
وأين البيانات والمعلومات والصّور والتّقارير والإحداثيّات والخرائط التي ادّعيت أنّهم أرسلوها ورفعوها لأعدائنا؟!،
هل انقطع الإرسال حينها أم تعذّر الاستقبال؟!،
فإن كان كلّ ذلك غير موجودٍ، فلم فبركت هذه الأدّلة المزعومة عليهم واتّهمتهم بالباطل ولم خدعت أهلهم وأصحابهم؟!،
وعلام راقبتهم ورصدتهم شهوراً وفق زعمك في الرّواية القديمة ثمّ اعتقلتهم وعذّبتهم وشوّهت سمعتهم؟!،
وكيف ادّعيت أنّهم تابوا وندموا؟!، فإن كانوا لم يفعلوا شيئاً فعلام تابوا ولم ندموا؟!، هل ندموا على جهادهم وثورتهم، أم على عملهم معك وبيعتهم وتصديقهم لك، أم على لا شيءٍ؟!.
وفي 27 كانون الأوّل 2023 أعلن الجولانيّ على لسان الببّغاء حكيم أنّهم: “اعتقلوا 20 شخصاً من عملاء النّظام والمشتبه بهم بعد ورود معلوماتٍ جديدةٍ تفيد تورّطهم“، وقد تمّ أول أمس إطلاق سراح آخر شخصٍ من ال20 المقصودين -ولا داعي لذكر أسمائهم-،
فيا أيّها الكذّاب الجولانيّ:
إن كان بعض هؤلاء ال20 عملاء وفق الرّواية القديمة فكيف أصبحوا جميعاً أبرياء وأطلقت سراحهم وفق الرّواية الجديدة؟!،
وإن كان جميعهم مشتبهاً به فقط فلم وصفت بعضهم بالعملاء في الرّواية القديمة قبل ثبوت التّهمة عليهم؟!،
وإن كانت التّهمة لم تثبت على بعضهم وفق الرّواية القديمة فلم نشرت صورهم على الإعلام وشهّرت بهم؟!،
هل فعلت ذلك لتظهر للنّاس أنّك تحارب العمالة والعملاء؟!، إذن فأنت يا جولانيّ: كذّابٌ منافقٌ!،
أم لأنّهم مدنيّون لا يتبعون لأيّ فصيلٍ ولا ظهر لهم ولا من نصيرٍ؟!، إذن فأنت يا جولانيّ: طاغيةٌ متكبّرٌ!،
ولم لم تنشر صور أمنيّيك الذين أدنتهم بالعمالة وفق تحقيقك ولجانك المشكّلة في الرّواية القديمة؟!،
هل الأمنيّ العميل التّابع لك مهما فعل “فرفورٌ ذنبه مغفورٌ”؟!، إذن فأنت يا جولانيّ: منافقٌ متلاعبٌ بالدّين على خطى بني إسرائيل؛ إن سرق الشّريف تركوه وإن سرق الضّعيف أقاموا عليه الحدّ.
يتبع غداً إن شاء اللّه