الظلم الأكبر الواقع الآن هو سجن الناس وقتلهم وتضييق معيشة الأحياء منهم باسم الشريعة
فجعت اليوم بخبر إعدام المتهمين بقتل الوزير فايز الخليف بغير محاكمة علنية وفق الاجراءات الشرعية الصحيحة، وإنني أؤكد بصفتي واختصاصي الشرعي والقانوني أن هؤلاء ظلموا بحرمانهم من حقهم في الدفاع عن أنفسهم (إن كانوا برءاء أو مدانين) ، وظلم كل الناس بهكذا انتهاك واضح وصارخ لا يستحيي الذين ارتكبوه من الله ولا عباده.
وإن الظلم الأكبر الواقع الآن هو سجن الناس وقتلهم وتضييق معيشة الأحياء منهم باسم الشريعة، والشريعة ممن يتغنى بها زوراً بريئة، وإن فعلهم هذا لهو خيانة الأمانة، فلا هم رعوها حق رعايتها ولا هم تركوها لأهلها ليرعوها.
هذا بيان للأحرار الذين يقدسون شريعة الرحمن ولا يقدسون الأشخاص، ويتبعون نبيهم صلى الله عليه وسلم على بصيرة وهدى، ولا يتبعون السادة والكبراء على عمى وهوى.
ولعل الحي البصير من أهل الشام يذكر كيف لفقت تهم خطيرة لمن تم اخلاء سبيله بلا محاكمة كأبي عبدالله الخولي الحمصي الذي اتهم بقتل القاضي في جبهة النصرة الشيخ يعقوب العمر وبقي في السجن ثلاث سنين كلها تأكيد للتهمة ورفض للافراج عنه، هم محوا ما أكدوا وأخرجوه بوساطة وبشروط أهمها السكوت، ويذكر البصير من اتهم وأعدم بلا أدلة ولا محاكمة ولا بواكي.
لقد خرج الأحرار من أبناء الشام على النظام المجرم طلباً للحرية والكرامة والعدالة، ورفضاً للممارسات الطائفية المصلحية الأمنية، وإنا نراها تتكرر منذ زمن واليوم بكل وقاحة وسفور.
فهلا سأل من يعلن الجهاد في سبيل الله إن كانت المحاكمات والاعدامات السرية ترضي الله؟!، هنا يفتضح المرء أمام نفسه، ويعلم أن سيده وحزبه ومصلحه أهم عنده مما يدعي الجهاد في سبيله.
وهلا سأل المراقب لماذا تؤجل إعدامات بعض المدانين سنوات، وتعجل إعدامات من لم تثبت التهم عليهم في محكمة مفتوحة الأبواب فيها من يمثل الشرع، ومن يمثل المتهم، ويحضر فيها شهود الإثبات وشهود النظر بالبصر والبصيرة؟!
حسبنا الله ونعم الوكيل.
الأستاذ أبو يحيى الشامي