التعليم والثورة المضادة -كلمة التحرير – مجلة بلاغ العدد ٣١ – جمادى الأولى ١٤٤٣ هـ
كلمة التحرير
ثارت في هذا الشهر قضية الرسوم المسيئة في منهج السيرة النبوية بمناطق درع الفرات، والتي تحوي رسوما غير جيدة قد تضع في ذهن الطفل ربطا بين تلك الصور وأحداث السيرة النبوية الشريفة، وتوالت المواقف المستنكرة والمنددة بهذا الأمر، مما أدى إلى سحب الكتاب من المدارس وحرقه في بعض المناطق.
وقد لفتت هذه القضية الأنظار إلى واقع مناهج التعليم في عهد الثورة، وكيف أن مناطق الثورة كافة في إدلب ودرع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام لا زالت إلى اليوم تدرس مناهج منحرفة مأخوذة من المناهج التي وضعها نظام البعث قبل الثورة، وأن ما أضيف لها من مناهج كان غالبها كذلك بعيدا عن الرسالة التعليمية الإسلامية المنشودة.
إن حصون الثورة مهددة من داخلها ممن أصيبوا بالهزيمة النفسية والتبعية الحضارية فكان قصارى همهم اتباع سنن الأعداء ومناهجهم وسياساتهم واقتصادهم.. باعا بباع، وذراعا بذراع، وشبرا بشبر..، وكما قال ابن خلدون عن أمثالهم: “المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده”.
* إن مسألة المناهج المنحرفة التي تعمم على الجيل الناشئ إذا أضيف لها:
– تحكيم القانون الطاغوتي السوري بمحاكم درع الفرات.
– واستشراء الطغيان الأمني في إدلب.
– وتنفيذ اتفاقيات الأستانا وسوتشي المدمرة للثورة.
– والضغط على الفصائل والمجموعات المجاهدة حقا والشخصيات الثابتة.
– وتنفير الحاضنة الشعبية وقهرها.
– واستمرار عمل اللجان الدستورية بين شخصيات محسوبة زورا على المعارضة وشخصيات من النظام النصيري..
كل ذلك وغيره يدل على أن الثورة المضادة تعمل بقوة على اجتيال مكتسبات الثورة والجهاد، وأن أداتها في ذلك هم المهزومون نفسيا، الذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وتزحزحت قناعاتهم، وأصبحوا في كل واد يهيمون، شعارهم في كل مرحلة: نخشى أن تصيبنا دائرة.
إن العدو يستهدفنا عسكريا وثقافيا وفكريا وأخلاقيا.. بغية اجتيال الأمة عن دينها بشتى الوسائل، وهذا يستدعي انتفاضة تعيد النظر في شتى ميادين المعركة، حذرا من عدو أمامنا وطعنات تأتي من الخلف.
إن المظاهرات والبيانات والمواقف التي استنكرت المنهج المسيء وأدت لسحبه بادرة خير ودليل حياة يرجى لها أن تمتد فتقف أمام مظاهر الفساد والثورة المضادة في شتى الميادين؛ حفظا لثغور الأمة ومقدساتها من أن تدنسها تخبطات المنهزمين والمتآمرين والوظيفيين.
فبارك الله في السواعد المتوضئة والجهود الغيورة التي تقف حجر عثرة أمام منظمات وجمعيات ومراكز ومؤامرات الفساد.
هنا بقية مقالات مجلة بلاغ العدد ٣١ جمادى الأولى ١٤٤٣ هـ
لتحميل نسخة من المجلة اضغط هنا
لقراءة المجلة تابع ⇓
مجلة بلاغ - عدد 31 - جمادى الأولى 1443