إدلب في شهري جمادى 1446هـ – مجلة بلاغ العدد ٦٨ – رجب ١٤٤٦ هـ
أبو جلال الحموي
سقط النظام المجرم بفضل الله وحده، وفاجأ سقوطه الدول والشعوب، كما فاجأت الثورة السورية الجميع عندما قامت، وإن كانت الأسباب تجمعت وتضافرت لإسقاطه، لكن التدبير إلهي حيث لا علاقة للبشر فيه إلا استعمالهم كأسباب، وهرب رأس النظام بشار الأسد إلى روسيا، لكن فلول النظام وأكابر مجرميه بقوا في البلد ومنهم من بقي في عمله، فسقوط النظام أو هروب رأس النظام خطوة أو مرحلة من مراحل التحرير.
بعد وصول فصائل الثورة السورية إلى العاصمة دمشق، نقل الجولاني حكومته كما هي ووضعها في المناصب الحكومية، ووضع أتباعه في المناصب السيادية ووزعهم على المحافظات، رغم دعواتٍ دوليةٍ ومحليةٍ لتحقيق التشاركية، منهم من يدعو إلى إشراك أكبر عدد من أبناء الثورة من كل التيارات، كي يحملوا عبء إدارة وحماية البلد ومكتسبات الثورة معاً، ومنهم من يدعو إلى إشراك الأقليات وحتى فلول النظام المجرم في خلطة يضمن النظام الدولي ضعفها في المحيط العربي والدولي، كما الحال في لبنان والعراق، والمؤشرات تدل أن الجولاني وقيادة الهيئة تسير في طريق التفاهم مع الدول على حساب الثورة وأهلها، وهذا تكرار لما حدث في إدلب من قبل.
قامت مجموعات من فلول النظام المجرم باستهداف المجاهدين بتحريض من بعض الدول مثل إيران التي أعلنت ذلك واضحاً ورد المجاهدون بحملاتٍ أمنيةٍ طالت أعداداً من فلول النظام الذين تباهى بعض الأشخاص المتصدرون بالباطل أنهم أطلقوهم لوجه الله!، فقالوا لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء، ومعلومٌ أن أتباع النظام المجرم لا عهد لهم ولا ذمة، إلا أن من ولي هذا الأمر لا ينطلق من منطلقٍ شرعيٍّ، ولا ينضبط بضابطٍ، إلا أن يجرب ويتراجع أو لا يتراجع، حسب المصلحة التي تتحقق له.
بعد توقيع اتفاقية تقضي بانسحاب جيش الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان، وانسحاب حزب إيران اللبناني إلى شمال نهر الليطاني، لتنتشر قوات اليونيفيل الأممية مع الجيش اللبناني، لكن جيش الاحتلال يماطل ويسعى للبقاء أطول مدة، هذا يضاف إليه توغل وحدات تتبع لجيش الاحتلال الصهيوني في بلدات تقع في ريف القنيطرة وجبل الشيخ الاستراتيجي حتى مسافة 25 كيلومتر عن جنوب دمشق العاصمة السورية، ويستمر في حربه على المسلمين في غزة، ويضع شروطاً تعجيزية ليتجنب توقيع اتفاقية هدنة أو وقف إطلاق نار مع حماس، ينتظر تولي ترامب السلطة في الولايات المتحدة وهو داعمٌ عنيفٌ للاحتلال، وقد دعا سابقًا الى توسيع دولة الاحتلال، وهدد حماس أكثر من مرة كي تستسلم قبل وصوله إلى السلطة.