{وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} “ستالين” – الركن_الدعوي – مجلة بلاغ العدد ٦١ – ذو القعدة ١٤٤٥ هـ
الشيخ: محمد سمير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن موالاه وبعد؛
من القواسم المشتركة بين الطغاة والمستبدين سعيهم الحثيث للاستئثار بالسلطة ورفض أي مشاركة فيها حتى ممن ساعد المستبد على الاستحواذ عليها فما إن يصل المستبد إلى السلطة حتى يطلب بلسان مقاله أو حاله من شركاء الأمس أن يتحولوا إلى تابعين وظيفتهم التأمين على ما يقول والتصفيق لما يقترح والسب والشتم لمن يعترض أو ينتقد.
فتتباين ردود الأفعال منه فقسم يرفض بشدة ويهجّن هذه السياسية الجديدة التي تخالف ما اتُّفق عليه بالأمس قبل وصول المستبد إلى الحكم، ومنهم من يعترض بأسلوب لين مذكراً الطاغية بسالف وعوده وفي الوقت ذاته مثنياً على حكمته وحسن قيادته، ومنهم من يناقش فقط مع تأكيده على السير في ركب المستبد أنى توجه وحيث سار، وآخرهم من لا يعينه سوى رضى الطاغية عنه ورمي الفتات له وهؤلاء على قسمين قسم ذكي خبيث يريد من ذلك تحقيق مصلحته مع علمه بطباع الطاغية وفساده وقسم آخر غبي لا يتصور أن يصدر عن الطاغية إلا الحكمة والصواب ولا يشك في ذلك طرفة عين وهؤلاء يقال فيهم: “ولكن ما لنا ولهذا فإن الله الذى خلق في الأرض العشب خلق له من خلقه ما شاء!(1)”.
وبناء على مواقف شركاء الأمس من المستبد يقسّمهم إلى أقسام ثم يضرب بعضهم ببعض فيركز في البداية هجومه على الرافض المهجّن ويستعين على ذلك بالمعترض المتلطف فمن دونه حتى إذا فرغ منه قتلاً أو سجناً أو نفياً التفت إلى المعترض فشن الغارة عليه جاعلاً في صدر القناة المناقش فإذا ألحقه بسابقه أدار المدفع إلى المناقش فسلط عليه نيرانه فإذا غدا كسابقيه التفت إلى المنافق الذكي فتخلص منه لأنه يشكل خطرا مستقبلياً وفيه أهلية للخصومة فلا يبقى أحد عند الطاغية مرضي عنه إلا الغبي المغفل وكثيراً ما يضحي بهؤلاء عندما يحتاج إلى كبش فداء تناط بعنقه جريمة من الجرائم التي تعذر لملمتها.
*ولنأخذ مثالًا على ذلك وهو الطاغية جوزيف ستالين..
فبعد هلاك سلفه الطاغية لينين عام 1924م سعى ستالين ليخلفه في القيادة وصنف أعضاء الحزب إلى أصناف بحسب تأييده أو معارضته فوجد أن أخطرهم عليه هو شريك الأمس تروتسكي فتحالف مع زينوفييف وكامنيف حتى تمكن من طرده وإقصائه(2)
“فصل تروتسكي من المكتب السياسي وبذلك لم يعد هناك أي ممثل للمعارضة في هذا المجلس… أصبحت المعارضة الآن عمليًا خارجة على القانون(3)”.
ثم التفت إلى حليفيه “فواجههم بجميع الاتهامات التي كان قد حماهم منها لسنة خلت عندما هاجمهم تروتسكي على أساسها فأصبحوا (المتخلفين) و (محطمي الإضراب) في أكتوبر” واستعان على ضربهم بحلفاء جدد هم بوخارين وريكوف وتومسكي(4)”.
واستمرت عملية الإقصاء للمعارضين من قادة الحزب وكباره إلى أن وصل العدد في 18/ كانون الأول/ 1927م إلى “خمسة وسبعين زعيما من زعماء المعارضة بالإضافة إلى كثيرين كانوا قد فصلوا أو اعتقلوا(5)”.
“أصبحت سيطرة ستالين كاملة وأشرف الصراع على نهايته فقد صفي كل منافسي ستالين ولم يعد أحد من أعضاء المكتب السياسي يحلم بتحدي سلطانه(6)”.
وإلى الآن لم يكن القتل خيارًا مفضلًا عند ستالين وسيكون ذلك لًاحقا عام 1934.
وهكذا رسخ ستالين عند أتباعه وجوب أطفاء نور العقول عندما يصدر القائد أمرًا ويجب اتباع هذا الأمر الجديد والتصفيق له حتى لو كان مخالفاً لأوامر سابقة صدرت عن القائد وإلا ستكنسهم حملات التطهير التي لا تنتهي.
ومع حملات الطرد هذه يوعز الطاغية إلى أنصاره بتعظيمه وبتبجليه وإغداق المدائح عليه ونشر صوره وإقامة تماثيله” وامتدح كل أمناء سر اللجان الحزبية إلى طول البلاد وعرضها فضائله بمبالغة وفجاجة، كما تغطت جدران موسكو بصور ضخمة له واحتلت تماثيله الكاملة والنصفية من كل حجمٍ ممكنٍ الساحات وقاعات المباني العامة وشرفات كل المتاجر حتى أصغر دكان حلاقة(7)”
“في حزيران أعلنت إجراءات طوارئ جديدة، وفي تموز دعا ستالين إلى الضرب بيد من حديد على (الكولاك) [الفلاحين الأغنياء نسبيا] لم يتبع البلاشفة في الريف هذه التعليمات برضى ذلك أنهم في السنين الثلاث الأخيرة لقنوا أهمية التحالف مع الفلاحين وعلموا أن عداء الموجيك [الفلاحين الفقراء] علامة مميزة للهرطقة التروتسكية، ومن هنا قامت الأمانة العامة خلال أشهر آذار ونيسان وأيار وحزيران بربيع تنظيف في الحزب فصلت خلاله الموظفين الحزبيين الذين كانوا يعرقلون إجراءات الطوارئ(8)”.
وهذه الإجراءات الظالمة الجائرة بحق الفلاحين أدت إلى ردة فعل سلبية جدا وخشي ستالين عواقبها فكان الحل التضحية ببعض الأغبياء الذين كانوا شديدي الحماسة وهم يطبقون تعليمات ستالين.
“عندما استفاق ستالين على نتائج عمله الأرعن في الريف، استبدت به الرغبة في إرضاء الفلاحين وفي تخليص نفسه من الوصمة فحاول في 2/آذار/ 1930 أن يصيب العصفورين بحجر واحد في بيانه “دوار النجاح” إذ وضع اللوم في كل ما حدث على الموظفين المتحمسين أكثر مما يجب واعترف أن نصف جميع المزارع قد أخضع للتجميع وأن القوة قد استعملت في كثير من الأحيان وأن بعض المزارع الجماعية غير قابل للحياة(9)”.
وتغول الطاغية ستالين في الحياة العامة لا حدود له حتى أنه أمر “أن تعاد كتابة التاريخ الحديث بحيث يبرز خصوم ستالين على النحو الذي يريده لهم” وربما لم يشف حقد ستالين ما كتب عن خصومه فيأمر بإعادة صياغتها مجددًا(10)”.
وكل مخالف لستالين مهما كان وزنه العلمي وشهادته وخبرته يجب منعه والتضييق عليه بحيث لا يبقى إلا من يمجد الطاغية “حرم البروفسور ديبورين عميد الفلاسفة والعديد من تلامذته من فرصة التعليم في الجامعات أو الكتابة في الصحف والمجلات… وفي النهاية لم يبق للنقاد الأدبيين والمؤرخين والفلاسفة إلا أن يمتدحوا “الزعيم المحبوب” على أنه أعظم ناقد أدبي ومؤرخ وعالم في عصره وفي كل العصور(11)”.
وبسبب السياسة الحمقاء التي سلكها ستالين في فرض قراراته بالعسف والعنف انتشرت المجاعة في روسيا وعم الإرهاب أرجاءها وارتفعت أصوات الرفض لهذه المسلكيات فشعر ستالين بالضعف حقا هذه المرة ورأى نفسه في خطر خاصة عقب انتحار زوجته بعد أن أهانها أمام ضيوفه بعد أن أبدت بعض الانتقاد لسياسته.
وقف ستالين في المكتب السياسي ليقدم استقالته لزملائه قائلًا: “قد أكون أصبحت عائقًا في سبيل وحدة الحزب، إذا كان الأمر كذلك أيها الرفاق فإنني على الاستعداد للانزواء” وتبادل أعضاء المكتب السياسي الذي كان قد صفي من المعارضة اليمينية النظرات محرجين أي منهم سيأخذ على عاتقه أن يقول: نعم أيها الرجل هذا ما كان، عليك أن تذهب، ليس هناك ما هو أفضل من ذلك، أي منهم يجرؤ على ذلك؟ من يقول ذلك دون أن يدعمه الآخرون يعرض نفسه لخطر داهم، لم يتحرك أحد، أخيرا تكلم مولوتوف: كفى، كفى الحزب يثق بك فكان ذلك نهاية الحادث(12)”.
وفي عام 1934 قام بعض المعارضين باغتيال أحد رجال ستالين وهو سيرجي كيروف فاستغل ستالين الحادثة ليصفي من خلالها جميع خصومه فقبض على الجناة وحقق معهم بأساليب وحشية أجبرتهم على إيراد جميع أسماء المعارضين الذين يرغب ستالين بالقبض عليهم وعلى رأسهم مساعدي ستالين الذين ناصراه في معركته مع تروتسكي وهما زينوفيف وكامنييف وجرت محاكمتهما سرا وحكم على الأول بالسجن عشر سنوات وعلى الثاني بالسجن خمس سنوات “لكن ستالين لم يكن يرغب إطلاقا أن يرمي بهذين البلشفيين في السجن الأمر الذي يجعل منهما شهيدين ويدعم مطالبتهما بالحكم ،كان يهدف إلى انتزاع اعتراف بالذنب منهما فيحطمان بذلك بأيديهما هالة الشهادة من حولهما فعقّب ذلك عملية فظة من المساومة حول صيغة الاعتراف بالذنب جرت بين مكاتب ستالين في الكرملين وبين زنزانة الرجلين في سجن لوبيانكا وافق ستالين على أن يبرئ ساحة السجينين علنا من تهمة الارتباط بالمجرم لكنه طلب منهما في المقابل الاعتراف بأنهما سعيا لإعادة الرأسمالية(13)”.
وهذه الطريقة أعني زعم اشتراك الخصوم المعارضين في مؤامرات ومن ثم القضاء عليهم ماديا أو معنويا أعجبت ستالين جدا فكان بين الفينة والأخرى يشن حملة على معارضيه ثم يدفعهم إلى من يحقق معهم بأساليب إجرامية تجبرهم على الاعتراف بكل نقيصة ومذمة وجريمة ومن رفض الاعتراف فيقتل.
“وقد اتُهم هؤلاء جميعا بمحاولة اغتيال ستالين وأعضاء المكتب السياسي الآخرين وبالعمل على إعادة الرأسمالية وعلى تخريب قوة البلد الاقتصادية والعسكرية والتآمر لتسميم وإبادة جماهير العمال الروس بأشكال مختلفة كما اتهموا جميعاً بالعمل منذ أيام الثورة في خدمة دوائر الاستخبارات البريطانية والفرنسية واليابانية وبعقد اتفاقات سرية مع النازيين لتجزئة الاتحاد السوفييتي والتنازل عن مقاطعات منه لألمانيا واليابان(14)”.
فمن لم يقدروا على إجباره على الاعتراف بهذه التهم قتل..
“وأُعدم كثيرون بلا محاكمة لأنه يستحيل إجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها والتوبة عنها(15)”.
ومن أقر بها فلا بد أن يظهر في اعتراف علني يقر به بجميع الجرائم ويشتم نفسه بأقبح الشتائم حتى لا يصبح رمزا.
“لكن جميع من سلطت عليهم الأضواء ندبوا وناحوا واعترفوا بأخطائهم صراحة معتبرين أنفسهم حلفاء الشيطان وممجدين من الأعماق الإنسان المتفوق وهم ينسحقون تحت قدمه هكذا فرض على أمة مبهورة مذعورة أن تردد بصوت واحد “اقتلوا الكلاب المسعورة” وهي العبارة التي كان يختتم بها المدعي العام فيشينكي مطالعاته.
اعترافات المتهمين هي الأدلة الوحيدة التي ارتكزت إليها الأحكام الصادرة بحقهم، لم يقدم دليل واحد يمكن التحقق من صحته حسب طريقة التحري القانونية المألوفة(16)”.
وتعجب الناس من كيف اعترف المتهمون بذلك غير أن العجب يزول عندما تعرف الأساليب التي اتبعت معهم في التحقيق
“ما من شك في أنهم تعرضوا لتعذيب جسدي ونفسي من النوع الذي يمارسه مستنطقوا الدرجة الثالثة في روسيا وما سواها من البلدان ويذكر بالإضافة إلى ذلك أن الشرطة السرية منحت صلاحية احتجاز أقارب المتهمين كرهائن وقد ظهر بعض من هؤلاء في قاعة المحكمة كشهود هنا شعر أشد المتهمين صلابة وأكثرهم استعدادا للتضحية بالنفس من أجل قضيتهم أنه لا حق لهم أن يضحوا بأقاربهم وأطفالهم بالطريقة ذاتها(17)”.
وهذه الحملة عام 1936 لم تقتصر على المعارضين لستالين بل شملت أيضا من يقدر على تشكيل حكومة بديلة عن حكومة ستالين
“الواقع أن الدافع الحقيقي الأشمل كان تحطيم الرجال المؤهلين لتشكيل حكومة أو حكومات بديلة لحكومته(18)”.
“طبعا التهم التي وجهها إليهم لا تعدو كونها ترهات صفيقة لكنها تقوم على حقيقة سيكولوجية شوهاء على استباق مفجع ومنحرف للتطورات الممكنة ولعل تفكيره تسلسل على النحو التالي: قد يعملون على الإطاحة بي في حال نشوب أزمة ما لذلك سوف أتهمهم بأنهم قاموا بالمحاولة فعلا، أكيد أنهم يعتقدون أنهم أصلح مني لقيادة المجهود الحربي وهذا هراء إن تغيير الحكومة سوف يضعف قدرة روسيا على القتال ولنفترض أنهم نجحوا في ذلك هذا يعني اضطرارهم إلى توقيع الهدنة مع هتلر وربما التخلي عن بعض المقاطعات… سوف أتهمهم إذاً بأنهم عقدوا منذ الآن تحالفاً غادراً مع ألمانيا واليابان وأنهم تعهدوا بالتخلي عن أجزاء من الوطن السوفييتي لصالح هاتين الدولتين(19)”.
*وقبيل وفاة ستالين تم الإعلان عن مؤامرة جديدة..
“أعلن رسميا في الثالث من كانون 1953 أن تسعة أساتذة طب يعملون في الكرملين كأطباء لأفراد الفئة الحاكمة قد اعتقلوا بتهمة العمالة للاستخبارات البريطانية والأمريكية وأنهم اغتالوا بأمر منها زعيمين حزبيين… وأشيع في البلد أن للمؤامرة خيوط عديدة لم توضع اليد عليها بعد(20)”، والمراد من اتهام هؤلاء التوصل إلى قيادات حزبية يتم زجها في هذه المؤامرة ومن ثم القضاء عليهم فهؤلاء الأطباء “شركاء لمتآمرين آخرين لهم مصلحة فعلية في الاستيلاء على الحكم ولن يوجد هؤلاء المتآمرون إلا في قيادة الجهاز الحزبي لذا كان مقررًا أن يكون كشف المركز القيادي الحقيقي للمؤامرة ذروة محاكمة الأطباء … فقد كان مخرجو المحاكمة منهمكين بإجبار الأطباء على الإدلاء باعترافات وبتدريبهم على لعب الأدوار الموكلة إليهم.
جوبه المتهمون بشاهد زور… ويروي خروتشيف أن ستالين أشرف بنفسه على الاستنطاق وأصدر أمرًا أن يكبل المتهمون بالسلاسل وأن يعذبوا وقال لإغناتييف وزير أمن الدولة: “إذا تعذر عليكم انتزاع الاعترافات منهم سوف أقطع رأس أحدكم(21)”.
وكان ستالين يتخلص من جثث ضحاياه بدفنهم في مقابر جماعية لم تكتشف إلا في وقت متأخر.
“وفي سنة 1989 حدثت فضيحة شيوعية جديدة عندما اكتشفت مقبرة جماعية من تلك المقابر في منطقة تلال الذهب ووجد بها أكثر من 80 ألف هيكل عظمي من ضحايا التعذيب والقتل الجماعي في عهد ستالين(22)”.
وقد قدر عدد ضحايا ستالين الذين قتلهم بشكل مباشر أو ماتوا جوعا أو بردا أو.. إلخ بسبب سياسته الاستبدادية بعشرين مليون شخصاً، وجرائمه الغفيرة لا يتسع لها هذا المقال الذي أريد به تسليط الضوء على شيء واحد وهو تنازع المستبد مع أنصاره وتسليط بعضهم على بعض حتى يفني بعضهم بعضًا فيكون ذلك من عاجل انتقام الله للمظلومين من الظالمين، والحمد لله رب العالمين.
[1] أباطيل وأسمار، محمود شاكر، مكتبة الخانجي، 2005، (ص271)
[1] انظر: ستالين سيرة سياسية، إسحاق دويتشر، ترجمة: فواز طرابلسي، دار الطليعة، بيروت، ط1، 1969م، (ص323)
[1] المصدر السابق (ص327)
[1] ستالين سيرة سياسية، (ص3223)
[1] المصدر السابق نفسه
[1] المصدر السابق (ص333)
[1] المصدر السابق (ص333)
[1] المصدر السابق (ص329)
[1] المصدر السابق (ص345)
[1] انظر المصدر السابق (377)
[1] المصدر السابق
[1] المصدر السابق (ص348)
[1] المصدر السابق 372
[1] المصدر السابق (س384)
[1] المصدر السابق نفسه
[1] المصدر السابق (ص385)
[1] المصدر السابق (386)
[1] المصدر السابق (387)
[1] المصدر السابق (389)، وانظر: ظاهرة ستالين، جان ايلينشتاين، ترجمة: مجيد الراضي، ط1، 1996م دار المدى، دمشق (ص140)
[1] المصدر السابق (ص639)
[1] المصدر السابق نفسه
[1] ستالين سفاح القرن العشرين، أيمن أبو الروس، مكتبة ابن سينا، القاهرة، (ص74)