مقدمة الناشر (أيمن جواد التميمي)
تحول ما بدأ في أمريكا كمظاهرات ضد معاملة الشرطة مع الأمريكيين الأفارقة الى مظاهرات في عدة بلدان بالغرب ضد العنصرية بشكل عام بما في ذلك النداء الى إزالة تماثيل أشخاص ساهموا في الإستعمار والإسترقاق. وفي مقالة خاصة لمدونتي يكتب الشيخ أبو اليقظان المصري وهو شرعي مستقل في الشمال السوري عن مشاكل العنصرية في الغرب ويقول بان الحل هو تعاليم الإسلام الذي يعارض العنصرية.
دعوها فإنَّها مُنتِنَة
بقلم الشيخ/ أبو اليقظان المصري محمد ناجي
سلمانٌ فارسي، وصهيبٌ رومي، وبلالٌ حبشي، وأبو بكرٍ قرشي؛ جمعهم قول الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى) وقول الرب العلي: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
بلالٌ الأسود يصعد على ظهر الكعبة يؤذن يوم فتح مكة ويُسمع خفقُ نعليه في الجنة، وأبو لهبٍ القرشي يُلعن في الدنيا وهو مخلدٌ في نار ذات لهبٍ، فالاختلاف في لون الجنس البشري وتعدد صوره وأشكاله آيةٌ من آياته سبحانه وتعالى في هذا الكون؛ {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ}.
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب.
فقد رفع الإسلامُ سلمانَ فارسٍ وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيْفَ أَبَا لَهَبْ.
أول من دعا إلى العنصرية في التاريخ هو إبليس اللعين حيث قال لما أمره الله بالسجود لآدم: {أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} وتبعه أولياء الشيطان الذين كرّسوا للعنصرية واستعبدوا الشعوب والأمصار بحجة العرق تارة وبحجة اللون تارة أخرى، حتى جاءهم الإسلام فنسف بنيان عنصريتهم المزعوم وفضح شعاراتهم الزائفة، فالعالم الغربي لما خلع ثياب الدين وتسربل بالمادة وغرق في الشهوات أصبح على شفى هاوية من الرقي البشري والتكريم الإلاهي.
يوم كانت أوربا تحتقر الأفارقة السود كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن امرأة سوداء فقيرة ماتت في المدينة ولم يشهد جنازتها ليذهب صلى الله عليه وسلم ويصلي على قبرها.
ويوم كانت أمريكا تروّج لتجارة البشر بأبخس الأثمان كان الإسلام يفرض الكفارات بعتق العبيد ويدعو الناس لتحرير رقابهم من الرق.
ولما كان الغربُ يرزَأُ تحت وطأة العنصرية كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لقومه: ((يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ اللَّهِ لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لا أُغْنِي عَنْكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا، يَا فَاطِمَةُ سَلِينِي مَا شِئْتِ لا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا)).
ولما كانت بلجيكا تضع الأطفال السود في حدائق الحيوانات ليتنزه بهم أطفالهم البيض والحمر والشقر كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي ذر: ((انظر فإنَّك لستَ بخيرٍ من أحمرَ ولا أسودَ إلا أنْ تَفضُلَه بتقوى)). ويقول له: ((يا أبا ذرٍ، إنَّك امرؤٌ فيكَ جَاهليةٌ)) لأنه قال لبلال: “يا ابن السوداء”.
وهكذا خلّد الإسلام هذه الشعارات قولًا وعملًا في واقع دنيا الناس: {إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، ((المسلم أخو المسلم))، ((المؤمن للمؤمن كالبنيان))؛ ولا حلّ لأزمة أمريكا وفرنسا والسويد وبلجيكا اليوم إلا بتعاليم الإسلام ومحاربة العنصرية.
الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ أكفاءُ أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ.
نَفسٌ كَنَفسٍ وَأَرواحٌ مُشاكَلَةٌ وَأَعظُمٍ خُلِقَت فيها وَأَعضاءُ.
وَقَدرُ كُلِّ اِمرِئٍ ما كاَن يُحسِنُهُ وَلِلرِجالِ عَلى الأَفعالِ أسماءُ