ماذا قبل خذلان درعا وماذا بعده؟ – كلمة التحرير – مجلة بلاغ العدد ٢٨ – صفر ١٤٤٣ هـ

من إدلب العز - مجلة بلاغ العدد ٢٨ - صفر ١٤٤٣ هـ

كلمة التحرير

عن أي خذلان لدرعا يكون الحديث عما قبله وعما بعده؟

أعن خذلان درعا قبل ثلاث سنوات عندما احتشدت جموع الكفر وانطلقت تدمر المدن وتقتل الأبرياء وتستولي على الأرض في حملة عسكرية تابعها العالم يوما بعد يوم حتى استكملت جرائمها وحققت أهدافها، وكانت قيادات كثير من فصائل الشمال السوري تراقب وكذلك تندد وهي آخذة وضعية المزهرية، حتى إذا انتهت جل العمليات العسكرية في درعا واتفق من هناك مع العدو على التهجير، خشي يومها من بالشمال أن تكون كفريا والفوعة خنجرا يجتذب جموع الرافضة لفك الحصار غير الخانق عن إخوانهم فقصفوها بعض شيء، فقرر العدو ما كان مقررا أصلا في برنامجه وتنفذت بعض مراحله من قبل وهو إخراج أهالي القريتين، فخرجوا تزامنا مع تهجير أهل درعا إلى الشمال.

أم عن خذلان درعا اليوم وهي تقصف وتحاصر شهرين أو يزيد، وأصحابنا قادة فصائل الشمال تراقب وكذلك تندد، وربما أشغلت نفسها ببعض قصف مدفعي لا يؤثر في معادلة الصراع والردع، حتى حقق العدو أهدافه وبدأ ينتقل لمرحلة جديدة من مراحل الضغط على الجيوب المزعجة له في جنوب ووسط البلاد.

* وسواء كان الحديث عما قبل الخذلان الأول وما بعده أو كان الحديث عما قبل الخذلان الثاني وما بعده، فهما واقعان متشابهان، وهي مقدمات واحدة، وتوابع متكررة إلى الآن، لا فرق بينهما يذكر.

– نعم، لقد طال الأمد على كثيرين من تلك القيادات فقست قلوبهم، فلم تعد المعركة عندهم معركة مصيرية معركة شريعة وأسرى وشهداء ومهجرين ومظلومين…

– نعم، لقد أصبح همُّ كثيرين منهم التشبع بالإنجازات الفارغة والتغني ببطولات الشهداء واستغلال مآسي المستضعفين.

– نعم، لقد ارتهن هؤلاء المذكورون لـ: الضغط، والدعم، ورفع التصنيف، وتحسين الصورة، وتغيير السلوك، والمصالح المشتركة.. إلخ.

– نعم، إنهم قوم لم يعد جمهور الأمة يأتمنها لا على النفس ولا على الأرض، فضلا عن الائتمان على الثورة والجهاد.

* إنهم قوم عندما حمي الوطيس واشتد على أهلنا في الغوطة ودرعا وحمص تحدثوا عن السياسة والكياسة، وعندما نزل العدو بساحتنا وجاء دورنا في المذبحة زجوا بالجنود في محارق المحور الواحد، والمعارك بلا تخطيط، واجتهدوا في محاربة من يعمل خارج حدود صندوق المعركة الذي رسمه “الضامنون”، وضيقوا على من يخططون حقا لمعارك تحقق المصلحة المرجوة منها.

 

إن ما قبل حملة درعا السابقة واللاحقة وما بعده إلى الآن هو: العادة المحكمة، والجُحر الواحد، والمتوقع الذي يأخذ حكم الواقع؛ فإما: خذلان ظاهر أو معارك فاشلة تذهب بالأرض بعد أن تُروى بدماء الصادقين الذين خان الأمانة فيهم بعض المتصدرين.

تلك هي حقيقة الواقع جلية بلا تجميل، فلن نجامل على حساب أمتنا ودمائنا وأرضنا وآلام أهلينا.

ولو كان الخلاف مع الذين ضيعوا البلاد وأهلكوا العباد هو خلاف سبيلين يعمل كل منهما حسب اجتهاده ووسعه لربما قيل: قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا، ولكنه خلاف مع الذين ضيعوا البلاد ثم هم اليوم يحاربون بقوة كل من يعمل لجهاد النصيرية خارج صندوق أستانا وسوتشي، يحاربونه بالسلاح والقوة، ويحرفون فوهة البندقية لصدور المجاهدين الذين صبروا ويصبرون على أمل: أن يتوب الغوي، أو على أمل أن تغلبه بقية مروءة فيكف شره، أو على أمل أن تنزل عليه صاعقة من السماء فتهلكه قبل أن يستكمل العدو مخططه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل.

لتحميل نسخة من مجلة بلاغ العدد 28 اضغط هنا 

لقراءة مقالات مجلة بلاغ العدد 28 اضغط هنا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى