الحقيقة أن الدوريات الروسية لم تتعرض في إدلب لكبير أضرار، فهي لو سارت في أي طريق بالعالم لتعرضت لحوادث مرور أشد مما تعرضت له في إدلب.
ولكن الحقيقة أيضا أن هدف الشياطين وأوليائهم هو استزلال واستذلال الخانعين، والتدرج في إسقاط المهزومين..
قال تعالى: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ).
وقال جل وعلا: ﴿ وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإِنسِ يَعوذونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنِّ فَزادوهُم رَهَقًا ﴾.
وما أعجب قول الشاعر يصف المنبطحين :
فيم التعلل بالآمال تخدعكم ** وأنتم بين راحات الفنا سلب
كم تُظلمون ولستم تشتكون وكم ** تُستغضبون فلا يبدو لكم غضب
ألفتم الهون حتى صار عندكم ** طبعا وبعض طبع المرء مكتسب
وفارقتكم لطول الذل نخوتكم ** فليس يؤلمكم خسف ولا عطب
فما لكم ويحكم أصبحتم هملا ** ووجه عزكم بالهون منتقب
فليس يُدرى لكم شأن ولا شرف ** ولا وجود ولا اسم ولا لقب
وحكم العلج فيكم مع مهانته ** يقتادكم لهواه حيث ينقلب
من كل وغد زنيم ما له نسب ** يُدرى وليس له دين ولا أدب
لم يبق عندكم شيء يضن به ** غير النفوس عليها الذل ينسحب
فهنيئا للثابتين، ويتوب الله على التائبين، ﴿وَمَن يُشاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ ﴾.
الشيخ أبو شعيب طلحة المسير