كتب عبد الرحيم عطون كلاما حول ما جرى في الملعب البلدي في إدل حوى على الكثير من التناقضات والمغالطات والمبالغات
كتب عبد الرحيم عطون كلاما حول ما جرى في الملعب البلدي في إدل حوى على الكثير من التناقضات والمغالطات والمبالغات ..
قبل البدء بالتعليق على النقاط التي ذكرها عبد الرحيم عطون نشير إلى أمرين: أولا: كلامه تنصل تام من المسؤولية عن الحادثة، ما كأنهم هم من أعطى الترخيص للمنظمة بإقامة الحفل؟!
ثانيا: كلامه كان موجها للمنكرين على ما حصل في الملعب البلدي فقط، دون أن يوجه كلاما للذين وقعوا في المنكر، أو الذين رخصوا للمنكر، أو الذين دافعوا عن المنكر!! وقد يقول قائل: أنهم بينوا ذلك للمعنيين بالتواصل بشكل مباشر؛ والجواب على ذلك: لم يناصح في السر من وقع في المنكر ومن رخص له ومن دافع عنه، بينما يُرد على المصلحين في العلن؟!
نبدأ بالتعليق على النقاط التي ذكرها:
النقطة الأولى: قال:«إن حدوث الأخطاء والتجاوزات والمنكرات أمر محتمل ووارد…»
ونحن نقول بأنها ستقع قطعا وليس احتمالا، حتى أفضل جيل لم يسلم منها.. (كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ..)
لكن، ليست المشكلة الكبرى في وقوع المنكر -وهو مشلكة-، و لاحتى في السكوت عنه -وهو مشكلة-، وإنما المشكلة الكبرى في الترخيص للمنكرات، وفي محاربة وتشويه المنكرين المنكرات، الآمرين بالمعروف؛ وهذا ما فعلتموه.
ولماذا يتم إيراد هذا الكلام في سياق الرد على منكر المنكر؟! هل هو احتجاج بالقدر لإبطال أمر الله في إنكار المنكر؟!
النقطة الثانية: قال:«فلا يجوز تصوير ما يقع من منكرات وتجاوزات على أنها الصبغة العامة للمجتمع»، وقال في نقطة أخرى:«من يُصَوِّرُ المنطقة الثورية المحررة -تهويلًا- كما لو كانت حانةً واسعةً أو مرقصًا كبيرًا»..
والرد أنه لا أحد يفعل ذلك، وإنما استجلب هذا الكلام للمبالغة والتهويل، وتصوير المنكرين على أن عندهم مبالغات في الحكم على المجتمع وعلى المنطقة.. مغالطة “رجل القش” بل “شيطان القش”..
لكن حقيقة أن المجتمع في تراجع لا ينكرها صادق؛ وسنأتي عليها لاحقا.
النقطة الثالثة: قال:«أرى ضرورة إعطاء أي خطأ حجمَه الذي يستحقه شرعًا» وقال:«كما ينبغي أن نميز بين الحكم على المنكر نفسه -حجمًا ودرجةً-»
ولا أدري ما هو الحجم وما هي الدرجة التي يريد من المصلحين إعطاءها لقضية الشعلة الأولمبية، وهو نفسه قرر أن أصلها إحياء لعبادة وثنية شركية؟!
وإن كان يتساءل: «هل قضية الشعلة الأولمبية هي من قبيل البروتوكولات الرياضية المعروفة في عالم الرياضة اليوم» فنحن نسأل ما حكم من يركع أو يسجد أمامها؟
ثم أعطى درسا في التفريق بين الحكم على المنكر، والحكم على المعينين، وفي الشروط والموانع.. ولا أدري من أسقط حكما على معين حتى يرد بهذا الكلام على المصلحين.. طحن في الهواء..
ثم قال:«ويبقى بعد ذلك ما حصل من موسيقى واختلاط على الأصل الذي قدمناه قبل قليل»
ولا ندري عن أي أصل يتحدث، والترخيص لهذه المنكرات أصبح سنة متبعة؟!
النقطة الرابعة: قال:«طالما أمكننا معالجة الخلل -أيًا كان- بالحكمة والموعظة الحسنة..» وقال:«كالجلوس مع كادر المنظمة التي رعت هذه الفعالية، والجلوس مع الشريحة التي حضرت الفعالية، بغية دعوتهم ونصيحتهم وتبيان وجه الخطأ لهم -بقدْره-، وهو الأمر الذي لم نراهم يقومون به مع الأسف..» كلام عجب!! وهل تركوا مجالا لأحد حتى يدعو الناس إلى الدين وينكر المنكر؟! اليوم أهون الناس حالا من هو مضيق عليه، أو ممنوع من الدعوة والخطابة، وإلا فبات الكثير من المصلحين مطاردين..
النقطة الخامسة: قال:« لا يجوز الحكم على حكومةٍ ما من خلال درجة التزام المجتمع..»
المجتمع كان أكثر التزاما قبل تسلطكم، وتنفيركم للناس بسبب كثرة الظلم والمكوس، والاحتكارات والمعابر والتلاعب… ومحاربة الدعاة والمصلحين…
ثانيا: عامة المجتمع أقرب للفطرة، وأفضل التزاما وخضوعا للشرع منكم، وليس العكس..
وقال:«ويبتعد عن الجوهر والمضمون الأهم في الدعوة إلى الله»
ويا للعجب! من وضع كل العراقيل في طريق الدعاة، ومنع الكثير منهم من ممارسة الدعوة، يثرب عليهم في أنهم مستعدون عن الدعوة!!
وأخيرا: قال: «لا بارك الله فيمن يستغلُّ مثل هذه الحوادث والأخطاء لتشويه صورة مشروعٍ إسلاميٍّ سُنّيٍّ»
لا يستطع أحد تشويهكم بمثل ما فعلتم أنتم بأنفسكم، وبالمشروع الجهادي السني في الشام، بل وبالثورة ككل..
حسين أبو عمر
t.me/sroschd