فريق مع الأتراك وإن باعونا مرارا، بل وإن قتلونا..وفريق آخر، أصبح شعارهم “فتح المعابر بدل فتح المعارك”
فريق مع الأتراك وإن باعونا مرارا، بل وإن قتلونا…؛ أحدهم يقول:”رفض الاتفاقية هدية لروسيا”. وثان يقول:”خرق الاتفاق يعطي العدو الروسي ذريعة او شرعية للتدخل من جديد”. وثالث يقول:”عدم التزام النظام والميليشيات الإيرانية في وقف إطلاق النار تستكمل القوات التركية العمليات العسكرية ويتم طردهم إلى خلف نقاط المراقبة التركية دون أي أعتراض من الروس، وفي حال عرقلة الدوريات المشتركة من قبل الفصائل، سيكون هناك تحرك عسكري روسي لتنفيذ البند بالقوة”. وآخرون يقولون يجب أن نعطي فرصة للأتراك وآخرون يقولون يجب ألا نحرج الأتراك…
إذا لم تلتزم جماعتك بالاتفاق تقف أنت على الحياد وتسمح لي أن امسح بجماعتك الأرض، وإذا لم تلتزم جماعتي أسمح لك أن تطرد جماعتي إلى ما خلف حدود سوتشي “الحلم السايكس بيكوي الجديد”؛ وكأن الدول تبني سياساتها على عدم الإحراج والخجل والحياء والعقود والعهود، وعلى مسك الشوارب…!! تشعر وكأنك أمام دراما أو فانتازيا تاريخية!! أبطالها مازالوا بنفس سذاجة أبطال القصة التي قادها لورانس العرب قبل أكثر من قرن من الزمان أو ربما أشد!؛ يقول في “أعمدة الحكمة السبعة”: “لقد كان قواد الحركة العربية يفهمون السياسية الخارجية فهمًا عشائريًا بدويًا، وكانت طبيعة قلبهم وصفاء نيتهم وانعزالهم عن العالم الغربي تخفي عليهم ملتويات السياسة وأخطاءها وتشجع البريطانيين والفرنسيين على القيام بمناورات جريئة يعتمدون في نجاحها على سذاجة العرب وضعفهم وبساطة قلوبهم، وكانت لهم بساطة في التفكير وثقة في العدو”.
وفريق آخر، أصبح شعارهم “فتح المعابر بدل فتح المعارك”، بل وإطلاق الرصاص على المعترضين!! يخفف عن النظام العميل أزمته!! المهم جباية الضرائب، مع تغليف الأمر بالحرص على تصدير “محاصيل المسلمين”. ولا ينسى أن يأتي بعدد من المشايخ، الذين لا دارية لهم بالسياسة ولا بالاقتصاد ليستخلص منهم موافقة على فتح المعابر، ويحملهم بعد تبعات القرار معه؛ ثم يقول بعدها استشرنا!! نفس الأسلوب الذي ذكره الشيخ أبو فراس السوري -تقبله الله-:”على مستوى قيادة الجماعة فالشورى شبه معطلة، ويستشار أحيانا من يحب الأمير أن يستشيره وليس الجميع، بل ربما يستشار في بعض الأحيان فقط من يستشف من مواقفه أنه موافق على ما سيطرحه الأمير، وغدت الشورى أشبه برفع العتب…”
والمصيبة الأكبر! أنه اصبحت تخرج تنظيرات لهذا النوع من الشورى البراغماتية!!
الاحتيال على أمر الله بالشورى لا يختلف بشيء عن احتيال بني إسرائيل على نهي الله لهم عن الصيد في السبت -نسأل الله العافية-
الأمل يكاد يكون معدوما، لكن كما قال مصلحو بني إسرائيل:((معذرة إلى ربكم))