عقائد النصيرية / 36 – عشر من مجازر بشار سنة 2021 وسنة 2022 – الركن_الدعوي – مجلة بلاغ العدد ٤٣

⁨مجلة بلاغ العدد ٤٣ - جمادى الأولى ١٤٤٤ هـ⁩⁩⁩⁩⁩December 02, 2022

الشيخ: محمد سمير

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛

فما زال حديثنا مستمرا عن مجازر النظام النصيري، وسنتناول في هذا المقال بعض المجازر التي ارتكبها في سنة 2021 وفيما مضى إلى الآن من سنة 2022.

ومن أبرز تلك المجازر:

1 – مجزرة مشفى الأتارب الجراحي:

في 21 / 3 / 2021 قصفت مدفعية النظام النصيري وحلفائه قذائف كراسنبول -وهي قذائف هاون مزودة بدارة توجيه ليزرية عن طريق طائرة مسيرة تقوم برسم دائرة ليزر على الهدف لتوجيه القذيفة باتجاه الدائرة المرسومة- على مشفى الأتارب الجراحي “مشفى المغارة” وقد سقطت إحدى القذائف على مدخل المشفى بشكل مباشر مما أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين، وإصابة نحو سبعة عشر آخرين بينهم خمسة من كوادر المشفى، وتضرر المشفى أضرارا مادية عديدة.

2 – مجزرة إبلين:

في 10 / 6 / 2021 قصفت مدفعية العدو وسط قرية إبلين، مما أدى إلى وقوع إصابات في المنطقة، وأثناء إسعاف المصابين عاودت مدفعية العدو النصيري قصفها للموقع مما أدى إلى مقتل اثني عشر شخصا وإصابة أحد عشر شخصا بجروح.

3 – مجزرة سرجة:

في 17 / 7 / 2021 قصف النظام النصيري بالقذائف الليزرية الأحياء السكنية في قرية سرجة مما أدى إلى استشهاد ستة مدنيين بينهم الإعلامي في الدفاع المدني همام العاصي وثلاثة أطفال أشقاء وامرأة، كما جرح ستة آخرون بينهم طفلة وعنصران في الدفاع المدني.

4 – مجزرة إحسم:

في 18 / 7 / 2021 أحالت قذائف النظام النصيري بهجة العرس في أحد المنازل إلى مأتم؛ فاستشهد أربعة أطفال وثلاث نساء وأصيب تسعة آخرون، وقد أظهر مقطع مصور والدة الطفلة آية بعد استشهادها ووالدها يلبسها ثوب العيد بدل الكفن ليدفنها بجانب أخواتها الثلاث اللاتي سبقنها بالشهادة وهن خديجة وإيمان وتسنيم.

5 – مجزرة إبلين:

في 22 / 7 / 2021 في ثالث أيام عيد الأضحى قصف النظام النصيري بالقذائف الليزرية منزلا فجرا مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص بينهم أربعة أطفال وجرح سبعة آخرين.

6 – مجزرة أريحا:

في 20 / 10 / 2021 قصف النظام النصيري مدينة أريحا مما أدى إلى استشهاد عشرة أشخاص بينهم أطفال وجرح ما يزيد على عشرين، وفيما يلي شهادة بعض شهود العيان:

يروي أبو ماهر (53 عاماً)، وهو صاحب بقالة في مدينة أريحا، أن قصفاً مدفعياً مكثفاً نفذته قوات النظام والميليشيات الإيرانية استهدف بشكل مفاجئ أحياء مدينة أريحا (13 كلم جنوب إدلب)، وتركز القصف على الطريق المؤدي إلى إحدى المدارس وسط المدينة، في أثناء مسير عشرات الأطفال والمعلمين إلى المدرسة، وسرعان ما تحول مشهد الأمان والهدوء الذي كان يسود المكان إلى مشهد من أصوات انفجار القذائف والغبار الكثيفة، وانتشار الجثث والجرحى في كل مكان، وأصوات صراخ الأطفال. ويضيف: «اخترقتُ وعدد من المواطنين، الغبار والدخان الناجم عن القصف بحثاً عن ناجين لإسعافهم، حيث عشرات الجثث والإصابات المنتشرة هنا وهناك، بينها من فارق الحياة ومن يلفظ أنفاسه الأخيرة ومن يصارع الموت. وكان من بين المصابين طفل بعمر 12 عاماً تقريباً يلفظ أنفاسه الأخيرة قد تعرض لإصابة بشظية في صدره، والدماء تملأ جسده الصغير، وإلى القرب منه طفلة قد فارقت الحياة على الفور، وتناثرت حولها كتبها المدرسية».

وأوضح أحمد العاهي، وهو أحد أقرباء القتلى النازحين من مدينة معرة النعمان في مدينة أريحا: «لم نتخيل أننا سنواجه الموت مرة أخرى بعد نزوحنا من مدينتنا (معرة النعمان) قبل نحو عامين تقريباً إلى مدينة أريحا، فالموت اليوم غيب 3 من أقربائي، بينهم طفلة ووالدها، في أثناء ذهابهم إلى المدرسة، وتعرضهم لقصف وحشي من قبل قوات النظام، وإصابة طفلين آخرين بجروح بليغة».

ومن جهتها، قالت منى، المتطوعة في منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، التي أسعفت الطفلة ريماس إلى المشفى في محاولة لإنقاذها: «صعب كتير ومؤلم حمل جثمان طفلة ذنبها أنها رايحة على مدرستها، وكل العالم لازم يشعر بألمنا، ويتخيل ابنه مكان هي الطفلة، والآنسة قمر كمان قتلت بنفس القصف، الطالبة والمعلمة بيوم واحد، ما بعرف إيمتى ممكن تتحقق العدالة للضحايا، بس يلي بعرفه أن الحق ما ممكن يموت».

وتضيف بحزن وتأثر بالغين: «اعتادت ريماس أن يصطحبها والدها إلى باب المدرسة كل صباح، ولكن هذا اليوم تبدد حلم الوصول عندما استهدفت قذائف قوات النظام وروسيا مدينة أريحا، وقُتلت الطفلة ووالدها، وأطفال آخرون كان أملهم الحصول على التعليم، مثل باقي أطفال العالم، بعيداً عن القصف والموت».

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في بيان: إن 4 أطفال قتلوا بينما كانوا في طريقهم للمدرسة الأربعاء في هجوم بإدلب السورية. وجاء في البيان أن «أحداث العنف اليوم هي تذكرة أخرى بأن الحرب في سوريا لم تطوَ صفحتها بعد. المدنيون، ومن بينهم الأطفال، لا يزالون يدفعون الثمن الأكبر في الصراع الوحشي المستمر منذ عقد». [المصدر الشرق الأوسط].

 

7 – مجزرة معرة النعسان:

في 12 / 2 / 2022 قصف النظام المجرم منزلا بالهاون مما أدى إلى استشهاد أغلب من فيه، وقالت منظمة الدفاع المدني السوري، في بيان نشرته على معرفاتها الرسمية: إن ستة مدنيين (طفلان وسيدتان ورجلان) جميعهم من عائلة واحدة قتلوا اليوم السبت، وجُرح طفلان آخران باستهداف منزلهم بقذيفة هاون في بلدة معارة النعسان، شمال شرقي إدلب، من قبل قوات النظام السوري وروسيا.

وأضافت: أن جلسة العائلة لشرب الشاي تحولت إلى مجزرة، وخيّم الموت على المكان، وانقلبت الضحكات إلى مآس وآلام للعائلة جراء المجزرة، وأكد البيان أن قوات النظام وروسيا تواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين في مناطق شمال غرب سورية.

 

8 – مجزرة بلدتي الجديدة واليعقوبية:

في 22 / 7 / 2022 شنت الطائرات الروسية عدة غارات جوية على بلدتي الجديدة واليعقوبية بريف إدلب الغربي مما أدى إلى استشهاد أسرة كاملة تتألف من سبعة أشخاص كما جرح أربعة عشر شخصا.

وكان ضمن الشهداء أربعة أطفال كانت أسرتهم قد نزحت من سهل الغاب لتسكن قرب مدجنة، والأطفال هم إخلاص “8 أعوام” ومحمد “عامان” ويسري “5 أعوام” وجنى “4 أعوام” في حين لم يتمكن والدهم من وداعهم لرقوده في المستشفى بعد إصابته بالجراح.

9 – مجزرة الباب:

في 19 / 8 / 2022 استهدف قصف صاروخي مشترك بين عصابات الأسد وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” سوقا شعبيا في مدينة الباب مما أدى إلى استشهاد “17” شخصا وجرح “42”، وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لطفل جريح يعالج في المستشفى وهو يصبر نفسه بتلاوة القرآن الكريم بصوت يملؤه الألم.

 

10 – مجزرة مخيم مرام:

في 6 / 11 / 2022 قام النظام الأسدي باستهداف مخيمات للاجئين قرب كفر جالس بأكثر من ثلاثين صاروخا عنقوديا حارقا مصدرها مطار النيرب، مما أدى إلى استشهاد خمسة عشر شخصا وجرح أكثر من “75”، وقد صرح مدير فريق منسقو الاستجابة محمد حلاج، لـ”العربي الجديد” أن 3488 عائلة تضررت نتيجة القصف بالقنابل العنقودية على مخيم كفر جالس، وأوضح أن المنطقة تشهد حركة نزوح لمئات المدنيين من المخيمات المستهدفة والمخيمات المجاورة لها إلى مناطق أخرى خوفاً من تجدد القصف.

ووفق بيان لفريق “منسقو الاستجابة”، فإن عدد المخيمات المستهدفة أو المجاورة لها بلغ 9 مخيمات، فيما تضررت 22 خيمة و”كرفان” وفق حصيلة أولية.

وأكّد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في بيان له أن مجزرة المخيمات التي نفذتها قوات النظام وروسيا على المخيمات، كانت هجوماً مبيتاً ومخططاً له بشكل مدروس، ويؤكد ذلك ما نشرته وكالة “سبوتنيك” التابعة للحكومة الروسية، مساء السبت الفائت (5 من تشرين الثاني)، على لسان ما يُسمّى نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا أوليغ إيغوروف، متهمةً “الخوذ البيضاء” بالتجهيز لشنّ هجمات تستهدف مخيمات كفر جالس وغيرها في ريف إدلب.

وقد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عدد من المقاطع المؤلمة التي يظهر فيها آباء وأمهات يودعون أولادهم أو أقارب يودعون ذويهم.

وقد أثار قصف المخيمات الستة (مرام، وطن، وادي حج خالد، مخيم محطة مياه كفر روحين، مخيم قرية مورين، مخيم بعيبة) ردود أفعال دولية لا يمكن وصفها إلا بالجعجعة التي لا طحن فيها، فقد شعرت الأمم المتحدة بقلق بالغ وأدانت فرنسا القصف وطالبت بوقف الأعمال القتالية في سورية.

 

* وبعد: فإن إجرام النظام النصيري وحلفائه مستمر، ولا بد من أن يأتي يوم ينتصف فيه المظلوم من ظالمه، وهذا ختام سلسلة المجازر، وإلى مقال قادم نذكر فيه بإذن الله جرائم أخرى للنصيريين.

والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى