طريقة تفكير القوم، {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ}
التهديدات، التغييب في غياهب السجون، تكميم الأفواه، التهم الباطلة التي تدحضها الهيئة ذاتها عندما تخرج ذات الشخص المتهم بشروط منها عدم انتقاد الهيئة (عدم التدخل في مشاكل الساحة)، وأكثر منه بكثير، يدل على ضعف قيادة هيئة تحرير الشام في الجانب الاداري والمؤسساتي، واعتمادهم على الطرق المختصرة وأهمها المال والبطش لتحقيق المراد، هذا واضح لا يحتاج إلى بيان.
للقارئ ولو كان واحداً من “شلة القيادة”، أوكد لك بيقين أن طريقة تفكير القوم،
{اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} [يوسف : 9]، هناك مشروع إسلامي لا بد من فرضه ولو باعتقال فلان وقتل فلان، فالنتيجة هي الاستقرار والرشد والعدل، وهذا الذي يطالب بالعدل العمري الآن إنما هو عائق لا يفهم السياسة والكياسة، ومشغب يجب لجمه.
ليست المشكلة في نهاية هذه القيادة غير الموفقة التي تؤتى من نفسها أكثر بكثير مما تؤتى من غيرها، فوعد الله صادق، وسننه معروفة، والأمثلة والأشباه كثيرة، لكن مشكلتنا في الضرر الكبير الذي تتعرض له الثورة ويتعرض له الجهاد مع كل باقية وتتمدد وزائلة وتتقلص.
مشكلتنا في الضرر الكبير الذي يحدث للصورة المرسومة في أذهان عامة المسلمين للحكم الإسلامي، وفي الثقة التي تدمر مراراً وتكراراً.
مشكلتنا في الضرر الذي يصيب أنفس الشباب المجاهدين الذين تجتالهم شياطين الإنس ويستغلون عواطفهم، إما مع بالمطلق أو ضد بالمطلق، لا يناقشون حقاً ولا يقتنعون به، حب فلان دين وبغض فلان دين، وهذه طامة كبرى، ولا حول ولا قوة الا بالله.