خيانة أسرة الأسد |الركن الدعوي| مجلة بلاغ العدد 20 جمادى الآخرة 1442هــــ

خيانة أسرة الأسد - الشيخ محمد سمير

الشيخ: محمد سمير

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد؛

فسنفرد هذا المقال للحديث عن أصل أسرة الأسد، وبيان أن الخيانة ضاربة بجذورها في محتد هذه الأسرة الفاجرة الآثمة.

وأقدم رجل يُعرف في هذه الأسرة هو سليمان الأسد، والد علي، الذي هو والد الرئيس المقبور حافظ الأسد، وسليمان هذا لا يُعرف عنه شيء، فلا يعرف والده ولا عشيرته ولا والدته ولا لقب أسرته. و “الأسد ليس لقبا للأسرة، إنما أطلق عليها ذلك عام 1927، وكانت قبله تدعى الوحش” (انظر: الأسد والصراع على الشرق الأوسط، ص17).

ولا يقعن في وهمك أن لقب الوحش على شناعته لقبا أصيلا لسليمان، فهو رجل مجهول أصله ونسبه ودينه تماما، وأما سبب تلقيبه بالوحش فقد ذكره باتريك سل في كتابه الآنف الذكر ص13 وملخصه أن سليمان صارع بطلا تركيا فصرعه “فصاح القرويون معجبين: يا له من وحش، إنه وحش، كان اسم بطلهم هذا سليمان، ولكنه منذ ذلك الحين أصبح يعرف باسم سليمان الوحش، وظل الوحش لقبه العائلي حتى العشرينات“.

فسليمان إذا ليس من القرداحة بل هو نازح إليها من مكان ما، ولذلك لم يعرفه أهلها ولقبوه بالوحش.

وأقوى ما لدينا في أصل هذه الأسرة ما ذكره المؤرخ الكردي عز الدين رسول في مقطع مرئي له أن جميل الأسد أخبره أن أصل الأسرة من خانقين، وأن دينها الكاكائية، وخانقين مدينة تقع ضمن محافظة ديالى في العراق بالقرب من الحدود مع إيران، وأغلب سكانها من الكرد.

وأما الكاكائية فديانة باطنية تشبه النصيرية كثيرا، ولكن بينهما بعض الفروق، ولننقل أهم معتقداتها وأفكارها من كتاب: “الكاكائية في التاريخ” للمحامي عباس العزاوي، يقول:

” – ولفظة كاكائية كردية، مأخوذة من كاكا بمعنى الأخ، والنسبة إليها كاكائي، والنحلة يقال لها: كاكائية.

– وكاكائية عرفت في العصر المغولي منذ العصر السابع [يقصد القرن السابع الهجري].

– لها كتاب معظم يدعى سرانجام، ألفه ملا عابدين، وهو من كتبهم المتداولة اليوم، نقله معالي الأستاذ بهاء الدين نوري إلى العربية ولم يطبع [الكتاب المترجم لم يطبع، أما الأصل الكردي فهو موجود على النت وهو مكتوب باللغة الكردية الصورانية] ويعد من الكتب المهمة في ظهور الله في نبت عذراء وخروجه للعالم، وكان ظهوره لمرات منها علي المرتضى وآخرها شاه عالمين.

– الألوهية عندهم لا يمكن إدراك كنهها ولا تصح معرفتها بوجه، أو لا يتيسر الاطلاع عليها أو الوقوف على معرفتها من جراء أن الله لا يصح وصفه أو نعته، بل ليس من الصواب تسميته أو الاتصال به من طريق ما إلا في حالة واحدة بأن يظهر في الأشخاص رأفة منه بهم، وقد ظهر في أدوار عديدة.

– وحدة الوجود ظاهرة في شعرهم، بل هي أصل الحلول وسابقة له في العقيدة، ولا يسلم بالحلول والتناسخ إلا بعد التسليم بها.

– والتناسخ من عقائدهم الأصلية ويعد لازما للحلول ومتأخرا عن الاعتقاد بالوحدة بل سابقا لأصل الحلول، فإذا لم يتم التناسخ فلا يكون الحلول أبدا.

– وهم لا يتلون القرآن، ويعد في نظرهم غير معتبر؛ لأنه من جمع عثمان رضي الله عنه، وعندهم داود يرجح على النبي صلى الله عليه وسلم، وداود هذا ليس نبي الله وإنما هو من رجالهم أصحاب الحلول.

– يقولون: إن القرآن من نظم محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يستدلون بآية منه إلا لغرض تأكيد عقيدتهم.

– يريدون باليوم الآخر يوم ظهور الله في شخص وحلوله فيه، والمنقول أنهم يلقنون موتاهم بقولهم: “إذا جاءك منكر ونكير، فقل: عندي كذا حنطة وكذا شعير وكلها مدخرة في المخازن الفلانية، فإذا لم يرض فأعطه صحن عدس وفنجان خمر، فإن لم يقبل فقل له: أنا كاكائي اغرب عني واذهب إلى غيري، وحينئذ يذهب عنك، وامض أنت إلى الجنة”.

– يستنكرون اللعن والسب، فلا يسبون أحدا ولا يحتقرون دينا ولا ينددون بعقيدة.

– المعروف عنهم أنهم يحترمون الشيطان، وقد أكد كثيرون منهم أنهم لا يسبون إبليس.

– الفرق بينهم وبين النصيرية قليل جدا، كما صرح بذلك أحد رجالهم”.

هذا مختصر ما ذكره العزاوي عن الكاكائية، وعلى أي حال فهي ليست أقل كفرا من النصيرية وإن كانت دونها في المكر والخبث والحقد على المسلمين، بل لا مجال للمقارنة بينهما، وعلى كل حال فقد دخل سليمان في النصيرية أو تظاهر بذلك نفاقا لتلك الطائفة، وورث عنه أولاده هذه النحلة الفاسدة وورثوا حقدها وخبثها وغدرها بالمسلمين كما فعل أبوهم من قبل؛ فسليمان ليس سوى بؤرة غدر ومستنقع عمالة.

وقد دمغ لوران فابوس وزير خارجية فرنسا بهذه الفضيحة بشار الجعفري مندوب النظام في الأمم المتحدة؛ حيث قال له في تاريخ 30/ آب/ 2012 م: “بما أنك تحدثت عن فترة الاحتلال الفرنسي، فمن واجبي أن أذكرك بأن جد رئيسكم الأسد طالب فرنسا بعدم الرحيل عن سوريا وعدم منحها الاستقلال، وذلك بموجب وثيقة رسمية وقع عليها ومحفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية، وإن أحببت أعطيتك نسخة عنها”.

وفي هذه الوثيقة يطالب الموقعون عليها ومن ضمنهم سليمان الوحش يطالبون فرنسا بعدم الجلاء عن سوريا، ويمدحون اليهود ويصفونهم بصفات السلام والطيبة، في حين يخلعون على الفلسطينيين ومن يساعدهم من المسلمين أوصاف الهمجية والوحشية، وهذا نص الوثيقة كاملة، وهي لا تزال محفوظة تحت الرقم 3547 وتاريخ كتابتها 15/ 6/ 1936م.

* نص الوثيقة:

“دولة ليون بلوم، رئيس الحكومة الفرنسية:

بمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا وسوريا، نتشرف نحن الزعماء العلويين في سوريا أن نلفت نظركم ونظر حزبكم إلى النقاط الآتية:

1 – إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة، بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس، هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني. ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة مدن الداخل.

2 – إن الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة؛ لأن الدين الإسلامي يُعتبر دين الدولة الرسمي، والشعب العلوي بالنسبة إلى الدين الإسلامي يُعتبر كافرا. لذا نلفت نظركم إلى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة إرغامهم على الالتحاق بسوريا عندما تتخلص من مراقبة الانتداب ويصبح بإمكانها أن تطبق القوانين والأنظمة المستمدة من دينها.

3 – إن منح سوريا استقلالها وإلغاء الانتداب يؤلفان مثلاً طيباً للمبادئ الاشتراكية في سوريا، إلا أن الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلوي في كيليكيا وإسكندرون وجبال النصيرية. أما وجود برلمان وحكومة دستورية فلا يظهر الحرية الفردية. إن هذا الحكم البرلماني عبارة عن مظاهر كاذبة ليس لها أية قيمة، بل يخفي في الحقيقة نظاماً يسوده التعصب الديني على الأقليات. فهل يريد القادة الفرنسيون أن يسلطوا المسلمين على الشعب العلوي ليلقوه في أحضان البؤس؟

4 – إن روح الحقد والتعصب التي غرزت جذورها في صدر المسلمين العرب نحو كل ما هو غير مسلم هي روح يغذيها الدين الإسلامي على الدوام. فليس هناك أمل في أن تتبدل الوضعية. لذلك فإن الأقليات في سوريا تصبح في حالة إلغاء الانتداب معرضة لخطر الموت والفناء، بغض النظر عن كون هذا الإلغاء يقضي على حرية الفكر والمعتقد، وها نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق المسلمين يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على توقيع وثيقة يتعهدون بها بعدم إرسال المواد الغذائية إلى إخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين. وحالة اليهود في فلسطين هي أقوى الأدلة الواضحة الملموسة على عنف القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام. فإن أولئك اليهود الطيبين الذين جاؤوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونثروا فوق أرض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئاً بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة، ولم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم ونساءهم بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا. لذلك فان مصيراً أسود ينتظر اليهود والاقليات الأخرى في حال إلغاء الانتداب وتوحيد سوريا المسلمة مع فلسطين المسلمة. هذا التوحيد هو الهدف الأعلى للعربي المسلم.

5 – إننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري وعلى الرغبة في تحقيق الاستقلال، ولكن سوريا لا تزال في الوقت الحاضر بعيدة عن الهدف الشريف الذي تسعون إليه؛ لأنها لا تزال خاضعة لروح الإقطاعية الدينية. ولا نظن أن الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي يقبلان بأن يمنح السوريون استقلالاً يكون معناه عند تطبيقه استعباد الشعب العلوي وتعريض الأقليات لخطر الموت والفناء.

أما طلب السوريين بضم الشعب العلوي إلى سوريا فمن المستحيل أن تقبلوا به أو توافقوا إليه؛ لأن مبادئكم النبيلة إذا كانت تؤيد فكرة الحرية، فلا يمكنها أن تقبل بأن يسعى شعب إلى خنق حرية شعب آخر لإرغامه على الانضمام إليه.

6 – قد ترون أن من الممكن تأمين حقوق العلويين والأقليات بنصوص المعاهدة، أما نحن فنؤكد لكم أن ليس للمعاهدات أية قيمة إزاء العقلية الإسلامية في سوريا. وهكذا استطعنا أن نلمس قبلاً في المعاهدة التي عقدتها إنكلترا مع العراق التي تمنع العراقيين من ذبح الآشوريين واليزيديين.

فالشعب العلوي الذي نمثله نحن المجتمعين والموقعين على هذه المذكرة يستصرخ الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي ويسألهما ضماناً لحريته واستقلاله ضمن نطاق محيطه الصغير، ويضع بين أيدي الزعماء الفرنسيين الاشتراكيين، وهو واثق من أنه واجد لديهم سنداً قوياً أميناً لشعب مخلص صديق، قدم لفرنسا خدمات عظيمة مهدد بالموت والفناء.

الموقعون:

عزيز آغا الهوّاش، محمود آغا جديد، محمد بك جنيد، سليمان أسد، سليمان مرشد، محمد سليمان الأحمد“. انتهى نص الوثيقة.

ولنكتف بهذا القدر في هذا المقال، وإلى مقال جديد نذكر فيه خيانة جديدة لآل الوحش النصيرية.

والحمد لله رب العالمين.

خيانة أسرة الأسد |الركن الدعوي| مجلة بلاغ العدد 20 جمادى الآخرة 1442
الشيخ محمد سمير

خيانة أسرة الأسد |الركن الدعوي| مجلة بلاغ العدد 20 جمادى الآخرة 1442 الشيخ محمد سمير
خيانة أسرة الأسد |الركن الدعوي| مجلة بلاغ العدد 20 جمادى الآخرة 1442
الشيخ محمد سمير
خيانة أسرة الأسد |الركن الدعوي| مجلة بلاغ العدد 20 جمادى الآخرة 1442 الشيخ محمد سمير
خيانة أسرة الأسد |الركن الدعوي| مجلة بلاغ العدد 20 جمادى الآخرة 1442
الشيخ محمد سمير

خيانة أسرة الأسد |الركن الدعوي| مجلة بلاغ العدد 20 جمادى الآخرة 1442 الشيخ محمد سمير

لمتابعة بيقة مقالات مجلة بلاغ العدد 20 جمادى الآخرة 1442

تابع هنا  

وتتساقط الأصنامكلمة التحرير

الركن الدعوي

خيانة أسرة الأسد

– الشيخ محمد سمير

قَالَتْ نَمْلَةٌ..

– بَقِيَّة..

أدب التخفي من الظالم

– الشيخ أبو شعيب طلحة المسير

إغاظة الكفار في الجهاد

– الشيخ أبو حمزة الكردي

 

صدى إدلب

إدلب في شهر جمادى الأولى 1442هـ

– أبو جلال الحموي

لقطة شاشة

– أبو محمد الجنوبي

مواقيت الصلاة في إدلب لشهر جمادى الآخرة 1442هـ

كتابات فكرية

طغيان العقلية البراغماتية

– د. أبو عبد الله الشامي

مفوضية نصر الحريري وعدالة بيدرسون التصالحية.. لحظة النضج؟

– الأستاذ حسين أبو عمر

ديمقراطية الدجال

– الأستاذ أبو يحيى الشامي

 

حماس وإيران؛ وجدلية العلاقة هل هي تقاطع مصالح أم تحالف أم تبعية!

– الأستاذ الزبير أبو معاذ الفلسطيني

ظاهرة التعازي السياسية

– الأستاذ خالد شاكر

الواحة الأدبية

ذكريات ومواقف

1 – الأستاذ غياث الحلبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى