حسبنا الله ونعم الوكيل

الشيخ أبو العباس الحلبي

حسبنا الله ونعم الوكيل هتف بها المجاهدون من أرض الشام بقلب صادق حيّ من أول مظاهرة خرجت ضدّ طائقة الظلم والطغيان، وردّدوا (يا الله ما لنا غيرك يا الله) (هي لله هي لله)، فتحالفت أحزاب الكفر والإجرام وجاؤوا بخيلهم وخيلائهم، وعدتهم وعتادهم، ورجالهم وسلاحهم، فافتعلوا المجازر بحق الشعب السوري، قصف وتدمير، حصار وتهجير، اعتقال وتشريد، مليون شهيد، وعشرات الآلاف من الجرحى، وآلاف المعتقلين، و ملايين المهجرين، ناهيك عن تدمير عشرات المدن والقرى، ونهب أموالها واغتصاب حقوقها.

فاشتعلت جذوة الجهاد وانتفض الشعب السوري الأبي، وبرز المجاهدون الأبطال ليعلنوا للعالم أن محمداً ما مات وما خلف بنات، متوكلين على ربهم معتمدين عليه مفوضين الأمر له وحده عالمين بوعورة الطريق ومشقته، ففتح الله لهم البلاد وقلوب العباد.

بعد عشر سنوات من الجهاد والمجاهدة والصبر والمصابرة، بعد أن سالت دماء الشهداء والجرحى وروت كلّ بقعة من أرض الشام المباركة، يخرج علينا من ينادي بالصلح مع النظام المجرم، ويقول أنه من أجل إحلال السلام فلا بدّ من مصالحة المعارضة مع النظام.

نقول لوزير الخارجية التركي: الأولى أن تتصالحوا أنتم مع حزب ال بي كي كي الإرهابي ليعمّ السلام كما تزعمون

نقول: لن نصالح وفينا عرق ينبض، لن نخون دماء الشهداء، ولن نضيع تضحيات الصادقين، ولن نسكت عن الظلم، ولن نتخلى عن سلاحنا، ولن نركن لمؤتمراتكم وشعاراتكم الكاذبة، ولن نفاوض ونساوم على ديننا، ولن نضيع جهادنا وثورتنا من أجل دنيا نصيبها.

طريقنا واضح قد بدأناه، ولن نحيدَ عنه، (قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون)
فإمّا حياة تسرّ الصديق وإما ممات يغيظ العدا

ويا قادة المحرر، يا من ولّاكم الله أمر المسلمين، بالله عليكم تخلّوا عن دنياكم واقلبوا الطاولة على أعدائكم وأشعلوا الجبهات وأعيدوا روح الجهاد، وانطلقوا على بركة الله، متوكلين على الله لا على غيره، تحرّروا من القيود التي أضعفت قوتنا وجمدت سلاحنا وأرهقت معتقلينا، أعيدوها سيرتها الأولى وأعلنوها للتاريخ:
بغض الحياة وخوف الله أخرجني…وبيع نفسي بما ليست له ثمنا
إني وزنت الذي يبقى ليعدله…ما ليس يبقى فما والله ما اتزنا

#لن_نصالح
#أعيدوها_سيرتها_الأولى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى