الشيخ عبد الرزاق المهدي : الرجوع عن الخطأ فضيلة وواجب
الرجوع عن الخطأ فضيلة وواجب
كلنا بشر يصيب ويخطئ والعصمة للرسل والأنبياء فقط.
والتراجع عن الفتوى أو التردد أحيانا ليس ذلك بمذمة ولا منقصة بل هو فضيلة.
فأعلام الأمة صح عنهم الرجوع أو التردد في الكثير من المسائل.
فهذا الإمام أبو حنيفة النعمان قد صح عنه قوله:
“إنا نقول بالقول اليوم ونرجع عنه غدا”
وهذا الإمام مالك إمام دار الهجرة يروى عنه الكثير من المسائل ويختلف قوله أحيانا في المسألة الواحدة فيروي عبد الرحمن بن القاسم خلاف ما يروي ابن وهب او اشهب… وهكذا.
وهذا الإمام الشافعي قد صنف المذهب القديم في العراق ثم رجع عن الكثير من المسائل فكتب المذهب الجديد في مصر. والمذهب الجديد عند التعارض ناسخ للقديم سوى مسائل قال ابن الصلاح: كلُّ مسألةٍ فيها قولانِ قديمٌ وجديدٌ فالجديدُ أصحُّ وعليه الفتوى إلا في نحو عشرينَ مسألةً أو أكثر يفتى بها على المذهب القديم..”.
وهذا الإمام أحمد إمام أهل السنة تختلف عنه الرواية فينقل عنه ولده عبد الله والخلال وحنبل والمروذي وغيرهم الكثير من المسائل وله قولان وثلاثة أحيانا في المسألة الواحدة.
ومن قرأ وطالع الأصول القديمة التي تنقل عن هؤلاء الأعلام لربما تعحب من كثرة الاختلاف عن هذا الإمام أو ذاك القول في المسألة الواحدة.
الشيخ عبد الرزاق المهدي
المصدر