إدلب في شهر محرم 1446هـ – مجلة بلاغ العدد ٦٤ – صفر ١٤٤٦ هـ

أبو جلال الحموي

يستمر الحراك الثوري ضد الجولاني في إدلب للشهر السادس على التوالي، ويدخل التحديات المتتالية التي يضعها الطاغية ومن والاه بإصرارٍ على تحقيق الأهداف التي انطلق من أجلها، رغم ملاحقة عددٍ كبيرٍ من متصدري الحراك والمؤثرين فيه، واعتقال عددٍ منهم، أمثال الشيخ أبي الوليد الحنفي، والشيخ أبي شعيب المصري، والثائر شهم العلوان، والثائر شريف أبو عبد الهادي، فهم وغيرهم من المعتقلين والملاحقين قدَّروا عِظَمَ القضية وَوَطَّنُوا أنفسهم للتضحية في سبيلها.

بعد سلسلةٍ من الاستهدافات لقيادات من “محور المقاومة” خاصة قيادات من حزب إيران اللبناني والحرس الثوري الإيراني في سوريا، اغتال الصهاينة إسماعيل هنية قائد حماس وهو في طهران، في عقر دار النظام الإيراني، وثارت ثائرة الرافضة وأتباعهم بالكلام عن الانتقام وضربة كبيرة لـ”إسرائيل” ومضى على ذلك وقت ولم يُنَفَّذ أي ردٍ، ترافق هذا مع تحرك قطعٍ حربيةٍ أمريكيةٍ كبيرةٍ في البحار المجاورة.

سقطت واجهة النظام في بنغلاديش “حسينة واجد” بنت “مجيب الرحمن واجد” قائد حركة الانفصال عن باكستان، وهربت إلى الهند بعد ثورةٍ طلابيةٍ وشعبيةٍ كبيرةٍ، طالبت بإصلاحات جذريةٍ في البلاد، لكن إلى الآن يتولى الجيش زمام الأمور، ما يبرر تخوفات أهل الثورات العربية التي اكتسبت خبرةً من إعادة إنتاج واجهةٍ جديدةٍ كالهاربة حسينة تسيطر على الشعب لصالح الدولة العميقة التابعة للنظام الدولي المقربة من نظام الهند الهندوسي.

 

اعتقل جهاز الظلم العام التابع للجولاني عدداً من المرابطين بدعاوى لم يقدم عليها أدلة، وتمادى في ذلك أكثر عندما اعتقل نساء وأطفال المرابطين، ما جعل الشعب المسلم في إدلب ينكر هذه التصرفات ويخرج في مظاهرات تندد بها، ويستمر الجولاني منذ سنوات في ذات السياسة الهادفة إلى تقييد المجاهدين والتخلص منهم بأي حجةٍ يستطيع تلفيقها، ويرفض دعوات التحاكم إلى شرع الله تحت قضاءٍ شرعيٍ، نزيهٍ مستقلٍ.

استغل الجولاني عبر أذرعه المنتشرة شمال حلب نزاعاً في مدينة الباب بين عائلة من أهل الباب وعائلة من مهجري دير الزور لتأجيج الفتنة المناطقية، وتحركت قوات تابعة له للمشاركة في قتال يقوض أمن المنطقة ويزيد الاستقطاب والنزاع، ما يجعله القوة الوحيدة المتحكمة بالمنطقتين إدلب وشمال حلب، لكن العقلاء تدخلوا لحل الخلاف ومنع الانزلاق نحو اقتتال مناطقي وما زالت الجهود مستمرة لتحقيق الصلح والاستقرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى