إدلب في شهر ربيع الأول 1444هـ – صدى إدلب – مجلة بلاغ العدد ٤٢ – ربيع الثاني ١٤٤٤ هـ
إعداد: أبو جلال الحموي
استمر في هذا الشهر القصف النصيري الروسي على منطقة إدلب، بمعدل أقل من الشهور السابقة، خاصة مع ترويج النظام النصيري للمصالحة معه، وزيارة وفد من حماس لدمشق والتقائهم مع السفاح بشار الأسد ومدحهم للنظام النصيري، وتأكيد أردوغان على إمكانية لقائه مع بشار الأسد، وضغط الحكومة اللبنانية على اللاجئين في لبنان للعودة إلى مناطق سيطرة النصيرية، وسعي النصيرية لفتح المعابر بين المنطقة المحتلة والمحررة، ودخول قافلة إغاثة أممية جديدة عن طريق مناطق سيطرته إلى المناطق المحررة، وترغيب الناس في العودة لديارها بالمناطق المحتلة..، وهي خطوات تبين خطورة المؤامرة التي تحاك على الجهاد والثورة في المنطقة.
– وفي رفض واضح لهذا التطبيع والمطبعين والفصائل الوظيفية التي تسير في هذا المسار قام المجاهد أبو بكر المصري بعملية انغماسية وحده على دشم النصيرية في سهل الغاب، واستطاع بفضل الله تجاوز الألغام والتحصينات ووصل إلى قلب دفاعاتهم فقتل منهم وجرح واشتبك معهم حتى ارتقى في سبيل الله.
* وبخصوص انخفاض عدد القتلى والجرحى هذا الشهر الذين سقطوا على يد النظام النصيري وحلفائه، فإن هذا لا يعني انخفاض عدد القتلى الكلي في المنطقة المحررة؛ فقد قامت كبرى فصائل المنطقة بقتل وجرح أعداد من أهل المنطقة تكفي لتعويض النقص وأكثر!! حيث وقع في هذا الشهر قتال فصائلي كبير بين هيئة تحرير الشام وحلفائها من الحمزات والعمشات وأحرار الشام ضد الجبهة الشامية وجيش الإسلام وحركة التحرير والبناء.
وبدأ القتال بعملية إجرامية قامت فيها فرقة الحمزة باغتيال الناشط أبي غنوم وزوجته رحمهما الله بدم بارد في قلب مدينة الباب بعد رصد ومتابعة له، وأدت هذه الحادثة لانتفاضة شعبية تطالب بالكشف عن المتورطين ومحاكمتهم، وفي التحقيقات توصل الفيلق الثالث [المكون من الشامية وجيش الإسلام] لأدلة موثقة من كاميرات المراقبة تدل على تورط عناصر من فرقة الحمزة في جريمة الاغتيال، وعند القبض عليهم اعترفوا أنهم فعلوا ذلك تنفيذا لأوامر وصلتهم من قيادتهم، وأنهم كانوا ينوون تنفيذ عمليات اغتيال أخرى.
وعلى إثر ذلك قام أهالي الباب والفيلق الثالث بطرد فرقة الحمزة من مدينة الباب ومحيطها، وحاول الفيلق الثالث استغلال هذه الحادثة في إخراج الحمزات من بعض المناطق الأخرى كذلك، فقام حلفاء الحمزات من العمشات وهيئة تحرير الشام بالدفاع عنهم والوقوف معهم بزعم محاولة توحيد المناطق تحت إدارة واحدة، ودخلت قوات من إدلب إلى منطقة غصن الزيتون، ووقعت اشتباكات عديدة في عموم مناطق الغصن والدرع، لم تعبأ بوجود مدنيين في مخيمات تلك المناطق، مما أدى إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين وجنود هذا الفريق أو ذاك.
ثم أبلغ الفريقين معلمهم التركي والقطري بإيقاف القتال فتوقف.
ومن الملاحظات المهمة في هذا القتال أنه جاء بعد أيام من فرض القوات الأمريكية على فصائل منطقة التنف في الجنوب السوري التوحد بالقوة، وهددت من لم يستجب لهم عسكريا، فتوحدت الفصائل هناك، مما يشير إلى أن كل هذه التحركات من الطرفين مرتبطة بأجندات خارجية لا تعبأ بمصلحة المنطقة بل بمصلحة الداعم والمعلم الآمر.
* وفي إدلب تسارعت خطوات إفساد المنطقة؛ حيث رخصت هيئة تحرير الشام سينما في قلب مدينة إدلب تعرض الأفلام والمسلسلات المحرمة، لتكون أول سينما تقام في المناطق المحررة خلال الثورة السورية، كما ظهرت في منطقة دركوش بريف إدلب احتفالات بالمولد النبوي الشريف فيها شركيات وطلب للمدد من الأموات، وكذلك قامت قيادة الهيئة بحذف مادة التوحيد من المرحلة الابتدائية في مدارس دار الوحي التي استولت عليها قبل أكثر من سنة وعملت على تغيير مناهجها ومشروعها كلية، ووضعت كذلك صورة لإسماعيل هنية في منهج الدراسات الاجتماعية للصف الخامس بدار الوحي في إشارة واضحة لمسيرتها القائمة والقادمة.
كما استمرت في إدلب عمليات الاعتقال والأسر للمجاهدين والناشطين؛ حيث داهمت هيئة تحرير الشام قرية حربنوش واعتقلت بعض أبنائها، فيما قام الأهالي بعدد من المظاهرات في مناطق متفرقة من إدلب تنديدا بخطوات المصالحة مع النظام النصيري وفتح المعابر واعتقال الأعيان وإفقار الشعب.
والله المستعان على ما يصفون.
لتحميل نسخة من مجلة بلاغ BDF اضغط هنا