أساليب التعذيب في سجون هيئة تحرير الشام : الأسلوب الثَّاني و العشرون: المصير المجهول

أبو العلاء الشامي

📌📌📌 حَدِيثُ السُّجُونِ( 28 ) 📌📌📌

🛑 الأسلوب الثَّاني و العشرون: المصير المجهول 🛑
⚠️ الداخل مفقودٌ و الخارج مولودٌ ⚠️

🛑 تاريخ استخدامه: استخدمته أغلب الأنظمة الاستبداديَّة سابقاً و النِّظام النُّصيريُّ و تنظيم الدَّولة.

🛑 طريقة استخدامه: يستعمله الجولانيَّ مع غالبية المعتقلين كالتَّالي:

🔺يتمُّ الاعتقال دون إذن قضاءٍ أو مذكَّرة إحضارٍ أو حتَّى استدعاءٍ، بل بأمرٍ فقط من مسؤول الفرع أو الملفِّ الأمنيِّ.
🔺يتمُّ أحياناً الاستدعاء من أجل سؤالٍ و جوابٍ أو لخمسة دقائق، و التي تتحوَّل لشهورٍ أو أكثر.
🔺يتمُّ الاعتقال أحياناً دون تعريف القوَّة المعتقلة عن نفسها، أو يتمُّ انتحال اسم جهةٍ أخرى لتضليل أهل المعتقل أو لتحقيق مكاسب سياسيَّة أو حزبيَّة فصائليَّة، و كذلك تفتيش البيت و مصادرة ما يريدونه منه.
🔺إذا تمَّ الاعتقال من خارج البيت لا يتمُّ إخبار أهل المعتقل غالباً بذلك، و أحياناً لا يتمُّ الاعتراف بوجوده في السِّجن إلا بعد وساطاتٍ طويلةٌ.
🔺عدم معرفة المعتقل سبب اعتقاله أوَّل دخوله للسِّجن.
🔺حبس المعتقل في السِّجن عدَّة شهورٍ قبل بدء التَّحقيق.
🔺عدم معرفة المعتقل تهمته الأساسيَّة في التَّحقيق، إذ يطلب منه المحقِّق التَّكلم بكلِّ شيءٍ يعرفه عن كلِّ شيءٍ(قائلاً له: حتَّى لو حدثت مشكلةٌ قديمةٌ بينك و بين جارك يجب أن تخبرنا بها).
🔺يستمرُّ المحقِّق بتعذيب المعتقل حتَّى الحصول على الاعترافات المطلوبة حقيقيَّة كانت أم مبالغاً فيها أم تلفيقاً.
🔺إجبار المعتقل على البصم على أوراقٍ فيها اعترافاتٌ انْتُزِعَت منه تحت التَّعذيب و هو مطمَّش العينين.
🔺لا يحقِّ للمعتقل توكيل محامٍ أو شرعيٍّ للدِّفاع عنه.
🔺يتمُّ أحياناً تصوير المعتقل و هو يقرُّ باعترافاته المنتزعة تحت التَّعذيب(بعلمه أو بدون علمه)، و قد يتمُّ استخدامها لاحقاً لأغراضٍ سياسيَّةٍ أو حزبيَّةٍ فصائليَّةٍ، أو لتبرير التَّعذيب الشَّديد بحقِّه، أو لتبرير إخفائه و تغييبه قسراً، أو لتشويه سمعته و تجريمه أمام المجتمع.
🔺كذلك ينشر مسؤول الفرع أو الملفِّ إشاعاتٍ عن المعتقل و هو داخل السِّجن أنَّه عميلٌ للتحالف -و خاصَّةً إن كان مهاجراً-، أو للنِّظام أو لقسد -و خاصَّةً إن كان كرديّاً-، أو أنَّه داعشيٌّ(و لو كانت تهمته لا تتعلَّق بذلك أبداً)، لذات الغرض.
🔺كذلك يتمُّ إخبار أهل المعتقل أو أصحابه بأنَّ المعتقل تمَّ قتله بحكمٍ قضائيِّ، رغم أنَّه حيٌّ في السِّجن، لذات الغرض.
🔺يحوِّل مسؤول الفرع أو الملفِّ إضبارة التَّحقيق إلى المدَّعي الأمنيِّ شكليَّاً، مع توصيةٍ تتضمَّن استمرار حبس المعتقل دون محاكمةٍ أو إخلاء سبيله أو محاكمته صوريَّاً.
🔺تقتصر مهمة المدَّعي على ترتيب و تنسيق التُّهم و الاعترافات بما يتناسب مع توصية مسؤول الفرع أو الملفِّ.
🔺قد يستدعي المدَّعي المعتقل شكليّاً لتثبيت اعترافاته المنتزعة تحت التَّعذيب مع سبِّه وشتمه في جلسة الادِّعاء.
🔺قد يحوِّل المدَّعي إضبارة التَّحقيق للقاضي الأمنيِّ لتثبيت الحكم الموصى به من قبل مسؤول الفرع أو الملفِّ.
🔺إذا أنكر المعتقل الاعترافات المنتزعة منه تحت التَّعذيب أمام القاضي أو المدَّعي، يتمُّ إعادته للتَّحقيق مباشرةً، و تبدأ سلسلةٌ جديدةٌ من التَّعذيب حتَّى يرجع المعتقل لنفس الاعترافات السَّابقة، و يبصم عليها مجدَّداً.
🔺لا يقبل المدَّعي أوالقاضي دعوى المعتقل على المحقِّقين بتعذيبه تعذيباً شديداً، و لو سبَّب ذلك عاهةً دائمةً له.
🔺عدم وجود أحكامٍ محدَّدةٍ لأيَّة تهمةٍ تثبت على المعتقل، بل يتعلَّق الأمر بتوصية مسؤول الفرع أو الملفِّ.
🔺يزيد مسؤول الفرع أو الملفِّ مدَّة التوقيف أو(الحكم عبر التَّوصية)، إذا عاند المعتقل المحقِّق و ردَّ عليه ادِّعاءاته و افتراءاته في جلسات التَّحقيق، أو إذا كان يتكلَّم على قيادة الهيئة أو المحقِّقين أو السَّجَّانين داخل المهجع.
🔺قد يعاد التَّحقيق مع المعتقل بنفس التُّهمة أو بغيرها، و إعادة التَّعذيب الشَّديد للحصول على اعترافاتٍ إضافيَّةٍ تخصُّ أشخاصاً آخرين؛ لتبرير اعتقالهم أو مصادرة أموالهم، أو تحقيق مكاسب سياسيَّةٍ أو حزبيَّةٍ فصائليَّةٍ.
🔺قد لا يعرف المعتقل الشُّهود والأدلَّة عليه، و لا مضمونها.
🔺عدم معرفة المعتقل غالباً و لا أهله الحكم الصَّادر بحقِّه.
🔺قدلا يرى المعتقل المدَّعي أوالقاضي طيلة فترة توقيفه.

🔺أحياناً يخرج مدير السِّجن أحد المعتقلين من المهجع للسُّخرية منه، و عمل مسرحيَّةٍ(مقلبٍ) فيه دون علمه، إذ يخبره أنَّ القضاء الأمنيَّ حكم عليك بالقتل، و يأخذه لباحة السِّجن مطمَّشاً مكلبش اليدين بالكلبشات الحديديَّة أمام السَّجانين، و يجلسه السَّجان على ركبتيه، ثانياً له ظهره، موجِّهاً له رأسه للأرض، ثمَّ يطلب منه النُّطق بالشَّهادتين، ثمَّ يأتي بمسدَّسٍ لا ذخيرة فيه و يلقِّمه، ثمَّ يرمي به دون ذخيرةٍ، فيخرج صوت إطلاق الزِّناد(الديك) فقط، فيقول السُّجان للمعتقل: “الطَّلقة لم تخرج!، حظُّك حلوٌ”، و ينهمر السَّجانون و مدير السِّجن بالضَّحك على المعتقل لدقائق، و هو على حاله تلك، و تنتهي المسرحيَّة، ثمَّ يعيدونه لمهجعه.
🔺قد يصدر حكمٌ من القاضي بإخلاء سبيل متَّهمٍ أو انتهاء فترة حكمه(تمام تنفيذه)، و يرفض مسؤول الفرع أو الملفِّ تنفيذ الحكم، و يستمرُّ حبس المعتقل دون سببٍ.
🔺لا يتمُّ حقيقةً تبرئة المعتقل من التُّهم الموجَّهة له، حتَّى و لو تمَّ إخلاء سبيله(عدم ثبوت التُّهمة عليه) أو قضى العقوبة المخصَّصة للتُّهمة، و إنَّما قد يتمُّ اعتقاله مجدَّداً بنفس التُّهمة، بقرارٍ من رئيس الفرع أو الملفِّ.
🔺قد يطلب مسؤول الفرع أو الملفِّ من المعتقل مراجعةً دوريَّةً أسبوعيَّةً أو شهريَّةً للفرع بعد إخلاء سبيله، و قد يتمُّ إعادة اعتقاله عند أيَّة مراجعةٍ دوريَّةٍ.
🔺قد يتمُّ قتل المعتقل بحكمٍ قضائيٍّ صوريٍ بعد توصية مسؤول الفرع أو الملفِّ من دون إخبار أهله، و لا يتمُّ تغسيله و لا الصَّلاة عليه، بل تجميع عدَّة جثثٍ و إرسالها بسيَّارات فانٍ، و دفنها السَّاعة 3 قبيل الفجر في مقبرةٍ سرِّيَّةٍ تحت الأرض ب 5 أمتارٍ في منطقةٍ ما-لا أريد ذكرها على الإعلام-، و من ثمَّ زرع أشجارٍ فوق المقبرة للتَّمويه.
🔺قد يموت المعتقل تحت التَّعذيب أو الإهمال الطِّبِّيِّ، و يتمُّ استخراج تقريرٍ طبِّيٍّ شرعيٍّ ملفَّقٍ بأنَّ المعتقل انتحر، كما حدث في حالة مروان عمقي رحمه الله.

🛑 الآلام والآثار النَّاتجة عنه:
1-تشويه صورة القضاء الشَّرعيِّ، و تجريء المنحرفين عليه، و تحوُّل القضاء لألعوبةٍ بيد الجولانيِّ و سيفٍ مسلَّطٍ على خصومه، و تحويل القضاة لمجرَّد بصَّامين على ما يطلبه منهم، و مشرِّعين لفظائع التَّعذيب في السُّجون.
2- تعذيبٌ دائمٌ نفسيٌّ للمعتقل و لأهله طيلة فترة السِّجن.
3- تحوُّل المعتقل من إنسانٍ إلى رقمٍ ينادي عليه السَّجان للتَّعذيب، أو لتنفيذ الحكم، أو لإخلاء السَّبيل.
4- بقاء المعتقل في حالة جهلٍ وخوفٍ من مصيره.
5- بقاء المعتقل في حالة خوفٍ وترقُّب دائماً من التَّقارير الكيديَّة والتُّهم المعلَّبة حتَّى بعد إخلاء سبيله.
6- ابتزاز المعتقل بعد إخلاء سبيله من خلال المراجعات الأمنيَّة الدوريَّة لتحقيق مكاسب سياسيَّةٍ أو حزبيَّةٍ ضيِّقةٍ، ولفرض شروطٍ مجحفةٍ بحقِّه.
7- فقدان المعتقل الشُّعور بالأمان فيما لو تمَّ إخلاء سبيله لاحتمال تعرُّضه للاعتقال ثانيةً.
8- ضياع الحقوق و الخصوصيَّات و الأموال و الاستهتار بالحرمات و الأعراض، بسبب الأخبار الكاذبة عن قتل المعتقل، و ما يترتَّب عليها من الأحكام الشرعيَّة المتعلِّقة بالزَّواج و الإرث و غيرها.
9- السَّير على خطى النِّظام النُّصيريِّ في تغييب المعتقلين قسراً و المراجعات الدوريَّة و إنشاء المقابر السرِّيَّة.
10- توليد حالة احتقانٍ و كرهٍ في نفوس البعض تجاه الثَّورة و نفورٍ من الجهاد و بعدٍ عن الدِّين نتيجة الممارسات التي يمارسها الجولانيُّ على المعتقلين باسم الدِّين و الجهاد و الثَّورة و هم منه براءٌ.
11- آثارٌ نفسيَّةٌ و عصبيَّةٌ سيِّئةٌ.

#ثورة الكرامة.
#الجولانيُّ و الطُّغيان.
#التَّعذيب الممنهج في السُّجون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى