يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟…

قال أبي بن كعب رضي الله عنه: (يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال: إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

 

قال الطيبي: “المعنى كم أجعل لك من دعائي الذي أدعو به لنفسي..، فقال: إذا يكفى همك، أي ما يهمك من أمر دينك ودنياك، وذلك لأن الصلاة عليه مشتملة على ذكر الله تعالى وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، والاشتغال بأداء حقه عن مقاصد نفسه وإيثاره بالدعاء على نفسه و..، قد تقرر أن العبد إذا صلى مرة على النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عز وجل عليه عشرة.. فأنى يوازي هذا دعاءه لنفسه”.

 

وما أجمل وألطف كاف الخطاب في قوله صلى الله عليه وسلم: (فإن زدت فهو خير لك).. وصدق الله تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).

 

 فاللهم صل وسلم على عبدك ونبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الشيخ أبو شعيب طلحة المسير

Exit mobile version