كان هطول أول أمطار هذا الموسم في إدلب وريفها إنذارا للأزمة التي تعيشها مخيمات إدلب في كل سنة حيث تبدأ بمقاومة الأمطار والرياح إلى أن تأتي أيام يشتد فيها المطر والرياح والبرد فيصبح الناس على كارثة موت أطفال وغرق عوائل ثم بعدها يبدأ التداعي لنقل أهل تلك المخيمات لمراكز إيواء مؤقتة إلى حين هدوء العاصفة ثم يعودون لمخيماتهم البالية في انتظار كارثة جديدة.
وإن المحزن في تلك المأساة هم الأسر الضعيفة التي لا تستطيع حيلة ولا تهتدي سبيلا ولا تقدر على اتخاذ التدابير الوقائية لتجنب تلك الكارثة.
وإن عدم علاج تلك المشكلة في عشر سنوات من الثورة لهو مؤشر سلبي يدل على ضعف الهمة والإرادة في مواجهة تلك الأزمة.
والمسؤولية في ذلك التقصير مشتركة بين الإدارات المتسلطة على المنطقة والمجالس المحلية والمنظمات والأهالي كل حسب قدرته ووسعه، والأمر يحتاج إلى مبادرة عامة قوية يتداعى فيها الناس لعلاج أزمة المخيمات غير الصالحة للسكن الآدمي ونقل من فيها للمدن أو لمخيمات أصلح أو تنظيم مخيماتهم بما يجعلها صالحة لسكنى البشر.