لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ – مجلة بلاغ العدد ٧٠ – رمضان ١٤٤٦ هـ⁩

كلمة التحرير

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].

في هذه الآية يبين الله تعالى لنا الغاية من فرض الصيام، وهي التقوى، فالإنسان عندما يجوع ويعطش، يشعر بعجزه وضعفه وحاجته، وهذا يؤدي إلى أن يكون أتقى لله عز وجل، وألين في التعامل مع الناس، وأكثر خُلقًا.

لكن الناظر إلى حال كثيرٍ من الناس اليوم يجد العكس، فبدلًا من ذلك ترى كثيرًا من الصائمين تسوء أخلاقهم، وتفجر طباعهم، فتراهم يتخاصمون ويتشاجرون ويتشاتمون، وتمتلئ شوارع المسلمين بالصراخ والسباب، بل وبعضهم يجترئ ويشتم الله عز وجل! والعياذ بالله تعالى، فيصير بذلك مرتدًا عن دين الله، حتى صار الصيام عند الكثيرين عذرًا يبرر لهم أفعالهم الشنيعة والقبيحة، فإذا أقدم أحدهم على فعل رذيل، قيل: “لا بأس، معذور، لأنه صائم!”.

فأي صيام هذا؟ وأي تقوى هذه؟ وأي دين هذا؟ ألهذا أمرنا الله بالصوم؟ وهل من يفعل ذلك صائمٌ صيامًا حقيقيًا؟ نفس الصيام الذي قال الله إنه كُتب علينا لعلنا نتقي؟ أم هو صيام من نوع آخر؟!

فمن كان هذا حاله في صيامه فعليه أن يراجع صيامه، وأن يفتّش عن الخلل في نفسه الأمارة بالسوء، وليتغلب عليها، وليتب إلى الله تعالى من ذنبه، وليستعذ بالله من شيطانه، وليُنَقِّ صيامه من كل ما يعكّر صفوه.

أسأل الله أن يتقبل منا صيامنا وصالح أعمالنا، والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى