شوارد أبي اليقظان
36) اثبت؛ فأنت تملك أعظم شيء
– ماذا كان يملك غلامُ الأخدود حتى يساومه الملك على دينه؟ ماذا كان بحوذة الغلام حتى يقول للملك: “إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به”؟
– ماذا كان يملك ياسرُ بن عامر بن مالك، وزوجتُه سمية بنت خياط، وولده عمارُ بن ياسر رضي الله عنهم حتى ساومهم أبو جهل؟
– ماذا كان يملك الأسيرُ عبدُ الله بن حذافة السهمي حتى يقول له قيصر: “إني لأراك رجلاً شهماً، فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك، أشركتك في أمري، وقاسمتك سلطاني”؟
– ماذا كان يملك الإمامُ أحمد بن حنبل حتى يفاوضه ثلاثة خلفاء من بني العباس في محنة خلق القرآن؟
– ماذا كان يملك عمرُ المختار وهو طريد محاصر في الصحراء حتى يفاوضه المشير بادوليو بل ويصف الكاتب الإيطالي كانيڤاري اللقاء فيقول: “وصل عُمر المُختار مكان الاجتماع محاطًا بفرسانه كما يصل المُنتصر الذي جاء ليملي شروطه على المغلوب”. وماذا كان يملك هذا الرجل السبعيني المريض حتى يخيره الطليان بين الذهاب إلى الحجاز، أو إلى مصر، أو البقاء في برقة، وأن تجري عليه الحكومة مرتبًا ضخمًا وتعامله بكل احترام؟
– ماذا كان يملك السجين سيد قطب وقد حُكم عليه بالإعدام حتى يفاوضه جمال عبد الناصر على كتابة جملة واحدة بخطه لتنشر في وسائل الإعلام؟
لقد كانوا يملكون أعظم شيء؛ إنه الثبات على الحق
نصروا دين الله فثبتهم الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، تمسكوا بكتاب الله فثبتهم الله ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ #ثبتوا_على_الحق فجعل الله لهم لسان صدق في الآخرين.
وأما من انتكس وارتكس وغرته زينة الحياة الدنيا فلن يضر إلا نفسه ﴿وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا﴾ ﴿فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ﴾، وسيبعث الله من هذه الأصلاب من يثبت على الحق وينصر دينه ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾
قال ابن القيم رحمه الله: (ليس العجب ممن هلك كيف هلك؟ إنما العجب ممن نجا كيف نجا؟)
اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد.
الشيخ أبو اليقظان المصري