المجاهد المتخاذل -الركن الدعوي – مقالات مجلة بلاغ العدد ٦٥ – ربيع الأول ١٤٤٦ هـ
الشيخ: أبو حمزة الكردي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد؛
مع اشتداد الكروب وكثرة المستضعفين والمقهورين وعلوِّ صيحات الثكالى والأرامل واليتامى وشدة الحاجة والفقر، واستباحة العدو الداخلي والخارجي لحرمات المسلمين وديارهم وأموالهم، ومع مرور الوقت على استمرار هذه الظروف الصعبة عزّ النصير وكثر الخاذل والخذلان.
في هذه الظروف يتكاسل المسلمون مع طول البلاء عن نصرة المظلوم وكف يد الظالم ومساعدة الفقير والمحتاج ومؤازرة الضعيف وعيادة المريض وفك العاني وكفالة اليتيم والأرملة، وينشغلون بأنفسهم وأهلهم، رغم أن هذه الأفعال مما حث عليها الشرع الحنيف وأمر بها ورفع من أجرها وأجر فاعلها وهي من أنواع النصرة التي تعاون عليها المسلمون على مر الأزمنة والعصور ولكن مع طول الزمن عزّ النصير وكثر الخاذل والخذلان.
معنى الخذلان:
لُغةً: مَصدَرُ خَذَل يَخذُلُ خَذلًا وخِذْلانًا، وهو تَركُك نُصرةَ أخيك وعونَه، وأصلُ الخِذْلانِ التَّركُ والتَّخليةُ.
اصطِلاحًا: قال الرَّاغِبُ: “الخِذْلانُ: تَركُ مَن يُظَنُّ به أن يَنصُرَ نُصرَتَه”، وقال النَّوويُّ: “قال العُلَماءُ: الخَذلُ: تَركُ الإعانةِ والنَّصرِ”، وقال الشَّوكانيُّ: “الخِذْلانُ: تَركُ العَونِ”، وقال أيضًا: “الخَذلُ: تَركُ الإغاثةِ”، وقال ابنُ عاشورٍ: “الخَذلُ: تَركُ نَصرِ المُستنجِدِ مع القُدرةِ على نَصرِه”.
الخذلان جريمةٌ أعظم من جريمة سفك الدماء واستحلال الأموال والحرمات والمقدسات لأنها سبب استمرار شلال الدماء والقتل والفجور في الحروب والمعارك، وهي السبب الأهم في إيقاف ما يحصل من قتلٍ وتدميرٍ وتجويعٍ وإفقارٍ وتشريدٍ وإذلال.
الخذلان سببٌ لتجرؤ الناس على المعاصي وأكل الحقوق والتقصير في الواجبات والتعدي على الأعراض والحرمات وتكالب الأعداء وكثرتهم، وما استمرار معركة غزة بهذه الوحشية والدموية التي لم يشهدها العالم أجمع مقارنة بالكثير من الحروب السابقة مع عدم تحقيق العدو لأي تقدمٍ على الأرض إلا بسبب الخذلان العظيم التي تعرض له أهل غزة من القريب قبل البعيد ومن المسلمين قبل الكافرين ومن المجاهدين قبل القاعدين.
حين رأى العدو خذلان المسلمين لإخوانهم في غزة تكالب واستشرس وتعاظم بغيه وقتله وتجرؤه على الدماء والأعراض والحرمات فتفنن في استخدام أساليب ما كانت لتعرف من قبل أو تستخدم، بل تجرأ ليكسر جميع الخطوط الحمراء التي ما كان ليكسرها من قبل في استهداف المستشفيات ومراكز اللجوء التابعة للأمم المتحدة، بل حتى قصف وقتل عدة صحفيين ومبعوثين للأمم المتحدة كانوا قد دخلوا غزة لتنفيذ مشاريع إنسانية وغذائية.
لذلك جاءت الآيات الربانية والأحاديث النبوية لترفع الهمم وتشد العزائم وتعيد ترابط المسلمين بين بعضهم البعض ليتناصروا فيما بينهم ويكونوا كالجسد الواحد إخوةً متحابين يتساعدون ويتعاونون فيما بينهم ويكونون في حاجة ونصرة بعضهم، ومن هذه الآيات والأحاديث:
قال تعالى: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال:72].
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال:74]، يقول السعدي في تفسيره رحمه الله: “أي: المؤمنون من المهاجرين والأنصار {هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} لأنهم صدقوا إيمانهم بما قاموا به من الهجرة والنصرة والموالاة بعضهم لبعض، وجهادهم لأعدائهم من الكفار والمنافقين”.
وقال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} [النساء:75]
وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10] ومن واجب الأُخُوَّة التناصر وعدم التخاذل.
وقال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ} [الحج:41] وترك هذه الأمور والتعاون عليها خذلان للأمة بعد التمكن في الأرض.
وقال تعالى: {فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى ٱلْقَٰاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَاهِدِينَ عَلَى ٱلْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:95]، هذا التفضيل لأنهم قاموا لأمر الله ولبوا نداءه ولم يتخاذلوا أو يتكاسلوا.
وقال تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} [النساء:84] وهذه الآية دليلٌ صريحٌ واضحٌ على فضل الثبات ووجوب عدم التخاذل أو التراجع ولو بقيت وحدك في معركتك ضد الباطل على أي صعيد ما دمت على الحق وفي سبيل الله.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قالَ: «جاهِدوا المشرِكينَ بأموالِكُم وأنفسِكُم وألسنتِكُم» صحيح أبي داود، وكما أن للجهاد والنصرة أنواعًا منها الشعر والنصيحة والمال والوقت والعلم والخدمة وتقديم الطعام والشراب وذبل النفس فإن للخذلان ألوانًا وأنواعًا شتى فمنها:
_ عدم كف أذى الظالم، أو ترك المظلوم يقاسي الظلم؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «انصُر أخاكَ ظالمًا أو مظلومًا»، قُلنا: يا رَسولَ اللَّهِ، نصرتُهُ مظلومًا فَكَيفَ أنصرُهُ ظالمًا؟ قالَ: «تَكُفُّهُ عنِ الظُّلمِ، فذاكَ نصرُكَ إيَّاهُ» صحيح الترمذي، فإياك أن تخذل أخاك سواء أكان ظالمًا أو مظلومًا ولكل حال طريقة.
_ ترك المسلمين يعانون في مصابهم دون معاونتهم ونصرتهم والتخفيف عنهم؛ فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ، مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى» رواه البخاري ومسلم، فإن لم يكونوا قادرين على النصرة والتخفيف كانوا سوية في تحمل المشاق والصعاب ولم يتخاذلوا.
_ التقصير في العبادة أو التخاذل عن النصرة ولو في أمر بسيط تراه عابرًا؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أُدْخِلَ رجلٌ قبرَه، فأتاه مَلَكانِ فقالا له: إنَّا ضارِبوكَ ضَرْبَةً، فضَرَباهُ ضَرْبَةً امتلأ قبرُه منها نارًا، فتَرَكَاهُ حتى أفاق وذهب عنه الرُّعْبُ، فقال لهما: علامَ ضَرَبْتُمَانِي؟ فقالا: إنك صَلَّيْتَ صلاةً وأنت على غيرِ طُهُورٍ، ومَرَرْتَ برجلٍ مظلومٍ فلم تَنْصُرْهُ» أخرجه الطبراني، فكيف بمن فرغ نفسه للجهاد في سبيل الله كم سيتحمل من إثمٍ ووزرٍ في تقصيره في نصرة المستضعفين في الشوارع والطرقات، وكم نحتاج من فقهٍ وعلمٍ وعملٍ حتى نشارك في إنكار الأخطاء والظلم المتراكم في شوارعنا وننصر المستضعفين في طرقاتنا وما أكثرهم.
_ ترك الأعداء يستفردون بالمسلمين حبًا للدنيا وكرهًا للموت؛ فعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها»، قيل: يا رسولَ اللهِ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ؟ قال: «لا، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ» وما هذا التكالب والتداعي من الأمم على أهل الإسلام إلا بسبب الخذلان أحبوا الدنيا والزوجة والراتب والسيارة والرحلات والتصييف ونسوا الآخرة والموت فركنوا للخذلان.
وقد لا تكون الدنيا شهوات أو ملذات إنما قد تكون خوفًا من قتلٍ أو بطشٍ أو سجنٍ أو ملاحقةٍ ومطاردةٍ وتَخَفٍّ وتعبٍ يعود على من سيقوم مقام النصرة لإخوانه فتخاذل لأن نفسه تستصعب الأمور العظام.
_ من خَذَلَ خُذِلَ ومن نَصَرَ نُصِرَ؛ فعن جابر بن عبد الله وطلحة بن سهل الأنصاري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما منَ امرئٍ يخذلُ امرأً مسلِمًا في موضعٍ تُنتَهَكُ فيهِ حرمتُهُ ويُنتَقَصُ فيهِ من عِرضِهِ إلَّا خذلَهُ اللَّهُ في موطنٍ يحبُّ فيهِ نصرتَهُ وما منَ امرئٍ ينصُرُ مسلمًا في موضعٍ يُنتَقَصُ فيهِ من عرضِهِ ويُنتَهَكُ فيهِ من حرمتِهِ إلَّا نصرَهُ اللَّهُ في موطنٍ يحبُّ نصرتَهُ» صححه الألباني، الخذلان دَين سيوفيه الله لك كما النصرة فاختر لنفسك ما تحب أن يكون عند نزول الشدائد والمحن، فمن خَذَلَ خُذِلَ ومن نَصَرَ نُصِرَ فالجزاء من جنس العمل.
_ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اغْتِيبَ عندَهُ أَخُوهُ فَاستطاعَ نُصْرَتَهُ فَنَصَرَهُ؛ نَصَرَهُ اللهُ في الدنيا والآخرةِ، وإنْ لمْ ينصرْهُ؛ أذلهُ اللهُ في الدنيا والآخرةِ» صححه الألباني، خذلان الأخ لأخيه ذلٌّ ومهانةُ وخذلانٌ من الله عز وجل في الدنيا وسؤالٌ وحسابٌ وعقابٌ من الله في الآخرة.
_ البخل وعدم الإنفاق والتصدق في سبيل الله؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة:34]، وقال تعالى: {وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة:195]، وبخلك عن الإنفاق مهلكةٌ لنفسك وخذلانٌ للمحتاجين والفقراء والمعدمين.
والتجاهل خذلانٌ؛ فتجاهلك لألم أخيك ووجعه وجوعه وحاجته وتعبه وسهره وشقائه وسجنه وإصابته وحزنه وضائقته خذلانٌ، وانشغالك عنه خذلانٌ، والبخلُ خذلانٌ، والتقصيرُ خذلانٌ، والنسيانُ خذلانٌ، واللهوُ خذلانٌ.
وعلى قدر مسؤوليتك ومكانتك في الأمة وواجبك تجاه الأمة يكون خذلانك أشد على النفس من غيرك ضمن المجتمع، فخذلان الطبيب المختص للمريض أشد من خذلان الممرض، وخذلان الممرض أشد من المسعف، وخذلان المسعف أشد من العامي الذي لا يعرف الإسعاف ولا التمريض ولا الطبابة، وكذلك خذلان الشرطي للمسروق، وخذلان المعلم للتلميذ، وخذلان الأمير للرعية والأب لابنه والأم لابنتها والصديق لصديقه والأخ لأخيه والمسلم للمسلم وخذلان المجاهد للمجاهد والأشد والأسوأ خذلان المجاهد لأمته.
وكلما كان المتخاذل قريبًا من المخذول في الرحم والقرابة والعمل والمهنة والصداقة كانت درجة الخذلان أكبر وأسوأ وأشد وقعًا عليه من المتخاذل البعيد رحمًا وقرابةً وعملًا مهنةً وصداقةً.
ومن أسوأ أنواع المتخاذلين؛ هو المجاهد المتخاذل عن نصرة أمته وأهله وإخوانه المجاهدين حين يصم أذنيه ويغلق عينيه ويطبق فمه عن نصرتهم والاستماع لأوجاعهم وأمراضهم وحوائجهم.
المجاهد المتخاذل هو التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
المجاهد المتخاذل هو الذي يخذل المستضعفين ولا يدافع عن المظلومين ولا يكف يد الظلمة المجرمين.
المجاهد المتخاذل هو الذي يقدم راحته وحريته على راحة وحرية غيره من المسلمين فينئا بنفسه عن التعب والسهرة والمشقة في سبيل تحقيق راحة المسلمين ونصرتهم.
المجاهد المتخاذل هو الذي يرى الناس تقع في الشرك والبدع فلا ينصحهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور ومن الباطل إلى الحق ويدعوهم إلى توحيد الله، يقول ربعي بن عامر رضي الله عنه: “إنّ الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سَعَتها، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلَنا بدينه إلى خلْقه لندعوهم إليه فمن قَبِل ذلك قَبِلْنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلْناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله”.
المجاهد المتخاذل هو الذي يرى الحرائر والأعراض في الشوارع ليل نهار تبكي وتنوح ذويها ومظالمها عند السلطات فيصم أذنيه عنهن.
المجاهد المتخاذل هو الذي يرى الشبيحة والمخنثين يتعرضون للحرائر في الطرقات فيعرض عنهن تحت حجة أن عملي هو الرباط والقتال ونصرتهن ليست من اختصاصي.
المجاهد المتخاذل هو الذي يرى المجاهدين والأحرار والثوار مكبلين في السجون دون ذنب اقترفوه سوى أنهم خالفوا هوى الحكام فيُعرض عنهم ويخذلهم تحت حجة أن عملي هو الرباط والقتال ونصرتهم والمطالبة بهم ليست من اختصاصي.
المجاهد المتخاذل هو الذي يرى منظمات الجندرة والنسوية والتغريبة الدينية لأمته وأهله وعرضه وشرفه تملؤ المحرر فيسكت عنهم تحت حجة أن الأمر سياسة متبعة وأن عملي هو الرباط والقتال ومناقشة هذه المنظمات والتحذير منهم ليست من اختصاصي.
المجاهد المتخاذل هو الذي يرى أن محيطه يصدر الفسقة التافهين في حين يتم الطعن بأهل العلم والمشايخ والجهاد.
أخيرًا؛ يمكن للقارئ تبديل كلمة المجاهد بنوع آخر من المتخاذلين في المجتمع، فالكل شركاء بما نمر به وما نقاسيه في عالمنا على صعيد البيت والأسرة إلى محيط العائلة إلى محيط المجتمع إلى محيط العالم أجمع، فيمكنك أن تقول العالم المتخاذل أو طالب العلم المتخاذل أو الشيخ المتخاذل أو الطبيب المتخاذل أو المدني المتخاذل أو المعلم المتخاذل أو الجامعي المتخاذل أو المثقف المتخاذل وهكذا..
أخي المجاهد؛ إياك أن تتراجع أو تتخاذل أو تتكاسل وكن على أهبة الاستعداد وطلب العلم والثبات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يمنعك عن ذلك شيء تحت أي مسمى وضمن أي ظرف كان، وتذكر قول الله تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا} [النساء:84].
اللهم اجعلنا مجاهدين صادقين حقًا هداةً مهديين غير ضالين ولا مضلين ننصر دينك وعبادك، إنك على كل شيء قدير وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.