إدلب في شهر شعبان 1446هـ – مجلة بلاغ العدد ٧٠ – رمضان ١٤٤٦ هـ⁩

أبو جلال الحموي

عرقلت حكومة نتنياهو عملية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، وذلك لإجبار حماس على إطلاق عدد أكبر من الأسرى الصهاينة، وهدف نتنياهو من هذا العودة إلى الحرب بأسرع وقت، وعدم ترك وقت للمحاسبات الداخلية، وقد وافقت حكومة نتنياهو على إمكانية استدعاء 400 ألف جندي احتياطي إضافي، كما أنها تلقت مساعدات بقيمة 4 مليار دولار من الولايات المتحدة الأمريكية، وصفقة أسلحة بقيمة 12 مليار دولار، تجهيزاً لخوض المعارك ضد مجاهدي غزة من جديد، وربما في سوريا أيضًا، فجيش الاحتلال الصهيوني في نشاطٍ وتوغلٍ مستمرٍ في قرى القنيطرة ودرعا وجبل الشيخ.

عقد مؤتمر الحوار الذي دعت إليه القيادة الجديدة في سوريا، رغم الانتقادات الكثيرة التي وجهت إلى اللجنة المنظمة، ومنها ما هو متعلقٌ بدعوة شبيحة ومؤيدي النظام المجرم، لكن اللجنة استمرت في الأمر الاستعراضي كما هو مخططٌ له، وخرجت البنود المجهزة لهذا، وليس فيها ما ينصف الشعب المسلم الثائر الذي ضحى التضحيات العظيمة ليحكم بالشريعة التي جاهد في سبيلها.

تستمر تفاعلات ما بعد سقوط رأس النظام المجرم، وظهر أن هناك تحالفات لفرض تقسيم سوريا، مدعومة من الغرب ومن الصهاينة خاصة، وقد صرحوا سابقاً أن مصيرهم ومصير الأقليات في المنطقة واحد، وأن من مصلحتهم التحالف مع الأقليات ودعمها، ولقد صرح نتنياهو بدعمه لقسد وللدروز في السويداء وضاحية جرمانا جنوبي دمشق، وهدد بمؤازرة الدروز هناك حال قيام السلطة السورية بقتال أهل جرمانا، الذين قتلت إحدى ميليشياتهم أحد عناصر الأمن العام، ما أدى إلى حل المشكلة بهدوء وبقاء الوضع في جرمانا على ما هو عليه، تحت سيطرة المجموعات الدرزية، أما شرق الفرات و أحياء في حلب فهي تحت سيطرة قسد، وجبال الساحل بتحصن فيها فلول النظام من النصيرية، ويغدرون المجاهدين ليل نهار.

حدث الخلاف المعلن المرتقب بين الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب، وإدارة أوكرانيا بقيادة زيلينسكي، بعد أن أعلن ترامب مطامعه وشروطه كي يستمر الدعم الأمريكي العسكري والمالي لكييف، وإثر قبول زيلينسكي توقيع اتفاقية تمنح أمريكا المعادن الثمينة التي في أوكرانيا، قام ترامب مع نائبه بإهانة زيلينسكي في البيت الأبيض قبل التوقيع، ما أفشل المساعي والاتفاقية، وجعل الدول الأوروبية تدعم زيلينسكي، وتتجهز للتخلي عن أمريكا كما تخلت هي عنها، والاعتماد على الذات في الدفاع ضد روسيا، هذا الانقسام الغربي بسبب ترامب، قد ينهي سيطرة الدول الغربية على النظام الدولي، ويبدأ حروباً لا تنتهي بسهولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى