أتمنى إعادة النظر في سياسة التعامل مع كبار المجرمين والشبيحة، من حيث التسوية والتعيين والظهور
صبحكم الله بالخير:🌹
من باب النصيحة في هذه الغرفة الطيبة، التي لا أكتب إلا فيها منذ مدة طويلة.
أتمنى إعادة النظر في سياسة التعامل مع كبار المجرمين والشبيحة، من حيث التسوية والتعيين والظهور والبقاء في الوظائف للآن، من دكاترة جامعة ومشايخ وأطباء وتجار وإعلاميين وشخصيات وسفراء و…
لا يمكن اعتبار ذلك ضمن السلم الأهلي، ولا ضمن العفو والسماحة، إنما هو في نظر الكثير استفزاز غير مفهوم لذوي الضحايا.
ففي اليوم الذي تفتح جروح الأهالي على مقابلة قيصر، يخرج الخنزير فؤاد صقر يتبختر أمام ذوي الضحايا في أشهر بقعة مجزرة في التضامن.
وقبلها بيوم لا يكاد الناس يفرحون بخبر تسليم الشعار نفسه إلا وتصيبهم الخيبة من تصدره في الإعلام ليتغنى بإنجازاته دون اعتذار للضحايا.
وعلى الطرف الآخر يحاضر المجرم الجعفري في الوطنية متباهياً بما قام به في خدمة النظام، وقبلها يحتج الطلاب في كلية الإعلام لبقاء الدكتورة المجرمة نهلة عيسى في وظيفتها، وقبلها يصدر المجرم الفرفور بيان مباركة متربعاً على رأس وظيفته هو والبوطي وعوض وغيرهم، في الوقت الذي يتيه المراجعون من أبناء الثورة في مسح فيش المطلوبية للحصول على جواز السفر، ويتحدث الكثير منهم عن تجاهل وعدم تفعيل لهم، وسط تعيينات لشخصيات لا تلبث أن تلقى احتجاجات وتكشف أن لها ماض تشبيحي (شخصيات في القضاء ونقابة المحامين مثالاً).
تأتي هذه الأمور وسط تحديات لا تزال تعصف في الجنوب والساحل وشمال شرق سوريا، والتي عندما يحين حلها بالقوة الناعمة أو الخشنة فليس لها إلا أبناء الثورة، وليس المكوعون من بقايا نظام الإجرام.
نصيحتي إحاطة القيادة بمستشارين متنوعين في الرؤى، والحرص على وجود من يعارض بعض الخطوات بصدق وحرقة وحلول منطقية، أكثر من الحرص على من يبصم على بياض على الفعل ونقيضه، فليس من معصوم إلا الأنبياء، والالتفاف حول القيادة لا يعني أن تشاهد ما ترى أنه ضرر عليك وعليها وعلى البلد وتصمت.
في النهاية لا تستهينوا باحتجاجات الناس المطالبة بالمحاسبة، وأعيروها كل استنفار واهتمام، فمن عدم المحاسبة نشأت الثورة (عاطف نجيب) فلا تتركوا (فادي صقر وأمثاله) يحركوا عند الناس مشاعر التحرك والاحتجاج (كما هي دعوة الوقوف اليوم في التضامن، والتي نشأت من استفزاز غير مفهوم للآن).
الناس مقدرة لبعض الأمور والضغوط الدولية، وضرورة النسيان والعفو في حدود معينة، كي لا تنفلت الأمور، وهي في غالبها تضغط على جرحها بملح كي لا تفشل خطوات القيادة، لكنهم ليسوا أنبياء، ولا يمكن التعويل على فهمهم وتقديرهم لخفايا الأمور إلى ما لا نهاية، دون شرح وتوضيح واستماع وخطوات.
فمن يتصرف في الشأن العام ليس أحرص من النبي صلى الله عليه وسلم والناس ليسوا أحسن ظناً من الصحابة، ومع ذلك لم يتركهم النبي دون أن يوضح لهم (إنها صفية).
.
كلي أمل ألا يزاود أحد على نصحنا فيتهمنا بأننا نسيء الظن في القيادة، أو نتهمهم في ثوريتهم، كما أننا لا نزاود على أحد في ثوريته أو حرصه وفهمه، إنما هو واجب النصح والمناصحة.
والسلام.
🌹🌹🌹.
منقول