وقفات مع مصطلح الفوز في القرآن الكريم – كتابات فكرية – مجلة بلاغ العدد ٣١ – جمادى الأولى ١٤٤٣ هـ⁩⁩

د. أبو عبد الله الشامي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد:

فكثيرة هي المفاهيم التي ينبغي أن تصحح في زماننا هذا؛ لما لحق بها من تبديل أو تشويه ناجمين عن الانحرافات البدعية أو سطوة الثقافة الغربية وقيمها المادية المهلكة، ومن هذه المفاهيم مفهوم الفوز، هذا المفهوم الذي لطالما شدتني صيغه وأسبابه في كتاب ربنا لدرجة أني عزمت على كتابة بحث حوله قبل فترة، غير أني وجدت غالب بغيتي فيما وقفت عليه من كتابات حول الموضوع، ومنها ما كتبه الشيخ محمد بن عبد القادر المرشدي (حارث النظاري) رحمه الله وتقبله في الشهداء، وهأنذا أعرض بعض الوقفات المهمة مع ما كتبه حول هذا المصطلح، سائلا الله العلي القدير أن يكتب لها القبول و النفع، فأقول وبالله التوفيق:

* الوقفة الأولى- في التعريف:

1 – الفوز لغة: يقول ابن منظور : (الفوز النجاء والظفر بالأمنية والخير) وهذا يعني أن الفوز يطلق على معنيين؛ الأول: هو النجاة من المحذور والمرهوب، والثاني: هو الظفر بالمرغوب، كما يطلق الفوز لغة على معنى ثالث هو الهلاك (فوز الرجل إذا مات) أو سبب الهلاك (كإطلاق اسم المفازة على الصحراء).

2 – الفوز اصطلاحا: الفوز في القرآن الكريم جاء بمعنييه المشهورين النجاة والظفر؛ كقوله تعالى ((فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)) [آل عمران: 185]. فهذه الآية ذكر فيها الفوز بمعنييه النجاة من المرهوب (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ) والظفر بالمرغوب (وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ).

* الوقفة الثانية- في صيغ الفوز ومشتقاته في القرآن الكريم:

جاء ذكر الفوز ومشتقاته في القرآن العظيم “تسعاً وعشرين مرة” وفق التقسيم الآتي:

1 – بصيغة الفوز (معرفا بالألف واللام) : ست عشرة مرة في سور: [النساء: 13] [المائدة: 119] [الأنعام: 16] [التوبة: 72] [التوبة: 89] [التوبة: 100] [التوبة: 111] [ يونس: 62 -64 ] [الصافات: 60] [غافر:9] [الدخان: 57] [الجاثية: 30] [الحديد: 12] [الصف: 12] [التغابن: 9] [البروج: 11].

2 – بصيغة المصدر فوزا : ثلاث مرات [النساء: 73] [الأحزاب: 71] [الفتح: 5]

3 – بصيغة اسم الفاعل فائز: أربع مرات [التوبة: 20] [المؤمنون: 111] [النور: 52] [الحشر: 20].

4 – بصيغة الفعل المضارع أفوز: مرة واحدة [النساء: 73].

5 – بصيغة الفعل الماضي فاز: مرتين [آل عمران: 185] [الأحزاب: 71].

6 – بصيغة مفازة: مرتين [آل عمران: 188] [الزمر: 61].

7 – بصيغة مفاز: مرة واحدة [النبأ: 31].

* الوقفة الثالثة- في وصف الفوز:

وصف الفوز في القرآن الكريم بثلاثة أوصاف:

 1 – العظيم: وذلك في ستة عشر موضعاً؛ منها:

أ – قوله تعالى: ((تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [النساء: 13].

ب – وقوله تعالى: ((أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)). [التوبة: 89].

 2 – المبين: في موضعين هما:

أ – قوله تعالى: ((مَن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ)) [الأنعام: 16].

ب – قوله تعالى: ((فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ)) [الجاثية: 30].

 3 – الكبير: في موضع واحد هو قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)) [البروج: 11].

* الوقفة الرابعة- فيما سماه القرآن فوزاً:

من خلال استقراء الآيات فإن الله سبحانه وتعالى لم يسم شيئاً فوزاً إلا ما كان مرتبطا بالآخرة والنجاة والظفر يوم القيامة، ولم يسم من أمور الدنيا فوزاً إلا ما حكاه الله تعالى من قول المتخلفين عن الجهاد وهو قول القائل منهم ((يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا)) [النساء: 73]. وهذا يوضح معنى الفوز الحقيقي وارتباطه بالآخرة بعيدا عن التأثر بسطوة المفهوم المادي أو المنحرف، هذا والأمور التي سماها القرآن فوزا هي:

1 – تكفير السيئات: وجاء تسميتها فوزا في موضعين هما: 

 أ – قوله تعالى: ((لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ اللهِ فَوْزًا عَظِيمًا)) [سورة الفتح: 5].

ب – قوله تعالى: ((يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [سورة التغابن: 9].

2 – البشرى في الحياة الدنيا والآخرة: وجاء تسميتها فوزا في موضع واحد هو قوله تعالى: ((أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [يونس: ٦٢ – ٦٤].

3 – النور على الصراط: وجاء تسميته فوزا في موضع واحد هو قوله تعالى: ((يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [الحديد: 12].

4 – النجاة من عذاب الآخرة: وجاء تسميتها فوزا في ثلاثة مواضع:

أ – قوله تعالى: ((فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)) [آل عمران: 185].

ب – قوله تعالى: ((قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ)) [الأنعام: 16].

ج – قوله تعالى: ((وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)) [الزمر: 61].

5 – دخول الجنة: جاء تسميته فوزا في خمسة عشر موضعاً؛ منها:

أ – قوله تعالى: ((وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ العَظِيم)) [النساء: 13].

ب – قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)) [البروج: 11].

6 – نعيم الجنة: جاء تسميته فوزا في ثلاثة مواضع:

أ – قوله تعالى: ((إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [الصافات: 60].

ب – قوله تعالى: ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [الدخان].

ج – قوله تعالى: ((إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا)) [النبأ].

7 – رضوان الله سبحانه: جاء تسميته فوزا في موضعين:

أ – قوله تعالى: ((قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [المائدة: 119].

ب – قوله تعالى: ((وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [التوبة: 72].

* الوقفة الخامسة- في أسباب الفوز في القرآن الكريم:

1 – الإيمان والعمل الصالح: جاء سببا للفوز في خمسة مواضع من كتاب الله تعالى [ التوبة 72] [الجاثية: 30] [الفتح: 5] [التغابن: 9] [البروج:11].

2 – طاعة الله ورسوله: جاءت سببا في ثلاثة مواضع: 

أ – قوله تعالى: ((وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) [الأحزاب: 2].

ب – قوله تعالى: ((وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [النساء: 3].

جـ – قوله تعالى: ((وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)) [النور: 52].

3 – الاتباع للسلف بإحسان: جاء سببا للفوز في موضع واحد هو قوله تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [التوبة].

4 – الهجرة والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس: جاءت سببا للفوز في موضع واحد هو قوله تعالى: ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)) [التوبة: 20].

5 – التقوى: جاءت سببا للفوز في موضعين:

أ – قوله تعالى: ((ألا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [يونس]. 

ب – قوله تعالى: ((وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)) [النور].

 6 – الخشية: جاءت سببا للفوز في موضع واحد، قوله تعالى: ((وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)) [النور: 52].

7 – الصدق: جاء سببا للفوز في موضع واحد هو قوله تعالى: ((قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [المائدة: 119]. 

8 -الصبر: جاء سببا للفوز في موضع واحد هو قوله تعالى: ((إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ {109} فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ {110} إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ)) [المؤمنون].

9 – الدخول في رحمة الله: جاء سببا للفوز في موضع واحد هو قوله تعالى: ((الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ {7} رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {8} وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [غافر].

* أخيرا: ففي ظل سطوة ثقافة النهضة الغربية وقيمها المادية المهلكة من ناحية، والحالة الغثائية والانحراف التصوري والسلوكي الذي يعيشه العالم الإسلامي من ناحية ثانية، يغدو واجب العودة الحقيقية والشاملة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم و تصحيح المفاهيم تصحيحا سنيا مقدمة صحيحة لعودة الأمة الإسلامية إلى دورها المأمول في إنقاذ البشرية الغارقة في ظلمات الكفر والباطل، وهذا منوط بالدرجة الأولى بالعلماء الربانيين وطلبة العلم الراسخين، والله الموفق.

هنا بقية مقالات مجلة بلاغ العدد ٣١ جمادى الأولى ١٤٤٣ هـ

لتحميل نسخة من المجلة اضغط هنا  

لقراءة المجلة تابع

مجلة بلاغ - عدد 31 - جمادى الأولى 1443

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى